المقابلة الإرشادية في الإرشاد النفسي:
إنّ الإرشاد النفسي الذي تقوم على أساس المقابلة تنقسم إلى مجموعة من الأنواع التي تتضمن مجموعة من المعايير، وهذه الأنواع تعمل على ترتيب المقابلة الإرشادية وفهم كيفية إنجازها، ولا بدّ للمرشد الناجح أن يكون ملمّاً بأنواع المقابلة الإرشادية، وأن يستطيع اختيار النوع الأكثر تفاعلاً وتوافقاً مع شخصية المسترشد.
ما أبرز أنواع المقابلة الإرشادية؟
1- المقابلة الإرشادية حسب طبيعة المشكلة:
المقابلة المعلوماتية:
وخلال هذه المقابلة يقوم المرشد برصد أكبر عدد ممكن من البيانات الخاصة بشخصية المسترشد، ويكون جمع المعلومات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويقوم المرشد بتدوين وتوثيق كافة المعلومات التي يقوم بجمعها عن المسترشد إمّا عن طريق التدوين الكتابي أو التصوير، والمعلومات التي يقوم على جمعها تتعلّق بحياة المسترشد وطريقة عيشه والأماكن التي تَعلَّم أو عمل بها خلال مراحل حياته.
المقابلة المهنية:
وخلال هذه المقابلة يقوم المرشد بكشف الوجه التي تتناسب مع شخصية المسترشد فيما يخص العمل، وطريقة الإرشاد النفسي هذه تعمل على كشف الجهة الإبداعية في شخصية المسترشد والتي يمكنه من خلالها البدء في أعمال تتناسب وواقع الشخصية لديه.
المقابلة العلاجية:
وهذا النوع من المقابلات يقوم على أساس تحديد طبيعة المشكلة الإرشادية التي تواجه المسترشد، ومعرفة طبيعة العملية الإرشادية من خلال تصحيح المفاهيم وإثبات الذات، أو الحاجة إلى الطريقة العلاجية النفسية التي تتمّ من خلال خبراء وأطباء نفسيين قادرين على علاج الحالات النفسية الصعبة، ولا يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بدور المعالج بصورة دائمة، كون بعض المشاكل النفسية تحتاج إلى خبراء مختصين في التعامل مع الحالات المستعصية.
2- المقابلة الإرشادية حسب عدد المشاركين:
المقابلة الفردية:
وهي التي ينفرد من خلالها المرشد مع مسترشد واحد فقط، وتتم العملية الإرشادية خلال هذا النوع من المقابلات ضمن ظروف خاصة، لإتاحة الفرصة للمسترشد في البوح بكافة الأسرار التي شكّلت لديه مشاكل نفسية تحتاج إلى التعديل، وعادةً ما تكون تلك المقابلات للأشخاص الخجولين غير القادرين على المواجهة أو الحديث أمام المجموعة الواحدة، وتستغرق هذه الطريقة الإرشادية المزيد من الوقت الجهد.
المقابلة الجماعية:
وتقوم المقابلات في هذه الحالة على أساس مجموعات تتوافق فيما بينها في المشكلة تقريباً، ويتم تحديد عدد من الأهداف العامة التي يرغب المرشد في تحقيقها في نهاية العملية الإرشادية بصورة جماعية، ويمتاز المسترشد في هذه الطريقة بالقدرة على المواجهة وعدم الخجل في طرح أفكاره أمام الآخرين؛ لرغبته في إيجاد حل مناسب للمشكلة التي يعاني منها بصورة نهائية، واعتقاداً منه أنّ المشكلة يمكن ان تمتد إلى جوانب أخرى في شخصيته وتعمل على هدمها.
3- المقابلة حسب الطريقة المتبعة:
المقابلة الحرة غير المقننة:
وهي نوع من المقابلات التي تعكس الضوء على عدد من القضايا العامة والخاصة بصورة غير منظّمة، ويتمّ من خلالها رصد ردّة فعل المسترشد حول المواضيع التي يتمّ طرحها، ورصد أي تغيرات في السلوك لدى عرض سيرته في العمل وفي الحياة الاجتماعية؛ لمحاولة فهم شخصيته بصورة أكبر ومحاولة معالجة الجانب السلبي الذي تمّ رصده في شخصيته، وعادةً ما تكون تلك المقابلات فردية منتظمة يتمّ الإعداد لها مسبقاً بصورة منظمة من قبل المرشد.
المقابلة المقننة:
وهي التي تكون مبرمجة بصورة مسبقة من قبل المرشد، ويتمّ من خلالها طرح عدد من الأسئلة التي تمّ إعدادها بصورة مسبقة، وخلال هذه المقابلة يتم الإجابة على جميع الأسئلة لمعرفة عدد من النقاط الإيجابية والسلبية حول السلوك، ومحاولة تعديلها في مقابلات إرشادية لاحقة، ولا يقوم المرشد عادة خلال هذه المقابلات بالخروج عن النص أو عن نطاق المقابلة التي قام بالإعداد لها، لإشعار المسترشد أنه يرغب في تحقيق هدف، وتعديل سلوك معيّن من خلال تسليط الضوء عليه.
المقابلات المتمركزة حول الموضوع:
يقوم المرشد خلال هذه المقابلة بتسليط الضوء على قضية اجتماعية أو شخصية معينة في شخصية المسترشد، وخلال هذه المقابلة يقوم المرشد بمحاولة الوصول إلى عدد من النتائج التي تقوده إلى أسباب ومؤشرات أدّت إلى حدوث المشكلة النفسية، وتمتاز هذه المقابلة بالتركيز على مشكلة يعتقد المرشد من خلالها أنها عامل رئيسي في تغيير شخصية المسترشد، وأنه لا يمكن للعملية الإرشادية أن تقوم على أساس صحيح ما لم يتم معرفة عوائق تلك المشكلة، ومعرفة مدى تأثيرها على شخصية المسترشد وطريقة التغيّر التي طرأت على شخصيته.