أنواع وحدود الوعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الوعي في علم النفس هو الإدراك العقلي للوجود الداخلي أو الخارجي حيث يمتلك العقل البشري القدرة على التواصل بسهولة وبشكل مباشر مع نفسه ومع الأشخاص من حوله باستخدام الحواس الخمس التي يمتلكها، وفي علم النفس المعرفي، يُعرَّف الوعي بأنه وعينا للذات، بأفكارنا الفريدة ومشاعرنا وتصوراتنا وأحاسيسنا وذكرياتنا وبيئتنا.

ما هو مفهوم الوعي في علم النفس

الوعي في علم النفس هو الوضع الذهني الذي يكون فيها عقل الإنسان مدركًا، ولديه القدرة على التفاعل بسهولة وبشكل مباشر مع نفسه ومع الأشخاص من حوله، باستخدام الحواس الخمس التي يمتلكها، ولقد عرف علماء النفس الوعي لأنه الحالة الذهنية التي تميز الشخص عن قدرته على التحكم في ملكاته المنطقية، أي إنه يعني الشعور بالذات وقيمتها والإدراك والحالة العاطفية والحكمة والقدرة على الإدراك والعلاقة بين الفرد والأشياء المحيطة به.

في علم النفس يُعرَّف الوعي بأنه وعينا الذاتي بأفكارنا الفريدة ومشاعرنا وتصوراتنا وأحاسيسنا وذكرياتنا وبيئتنا، حيث أن الوعي هو سيكولوجية الوعي وهو يختلف تمامًا عن الوعي الصحي الذي يعني سلامة وصحة الجسد والعقل، حيث يعبر الوعي هو وعي أجسادنا ونوعية عقلنا وبيئتنا، ويمكن أن يكون أذهاننا واعية وغير واعية، ولكن عندما نعبر أذهاننا، لا يوجد فقدان للوعي ولا أي وعي، وهناك وعي ذاتي، حيث أن الوعي الذاتي يعني أن عقلنا الكامل أصبح واعياً وواعياً، فالوعي هو السمة المميزة لذلك الوعي، ليس فقط معرفة وجود المرء ولكن أيضًا فهو يدركه المرء ويدركه.

في حين أن البشر ليسوا فريدين تمامًا في قدرتنا على إدراك الذات، إلا أننا فريدون في قدرتنا على إدراك وعينا، حيث أن العقل البشري رائع للغاية وقد كرس العديد من علماء النفس حياتهم المهنية لدراسة وعينا الواعي، أو الأشياء التي ندرك أننا ندركها.

ما هي أنواع الوعي في علم النفس

للوعي أنواع عديدة وأشكاله وتصنيفاته، وقبل الشروع في الحديث عن هذه الأنواع يجب الإشارة إلى أن هناك وعيًا زائفًا وخياليًا متمثلًا في مجموعة الأفكار والمفاهيم التي يتبناها الشخص ويقتنع بها، على الرغم من أنها لا تتلاءم وتتوافق مع الواقع الذي يعيش فيه، ومنها يقسم سيغموند فرويد الوعي إلى ثلاثة مستويات من الإدراك الواعي، واللاوعي، حيث يتطابق كل مستوى مع أفكار فرويد عن الهوية والأنا والأنا العليا ويتداخل معها، في حين أن المناهج النفسية الحديثة لفهم الوعي تشمل الاجتماعية، والنفسية العصبية والنمائية، ويساهم كل منها في فهم مختلف لما يمكن أن يكون عليه الوعي.

بالتالي قد قصر علماء النفس هذا التنوع نفسيا على العديد من الأنواع المتمثلة من خلال ما يلي:

الحالة التلقائية للوعي

يتضمن نوع الحالة التلقائية للوعي قيام الأشخاص ببعض الأنشطة التلقائية التي لا تتطلب تفكيرًا وجهدًا عقليًا كبيرًا.

الوعي التأملي

يتعارض الوعي التأملي مع الوعي التلقائي ويتطلب تفكيرًا واستيقاظ عقلي كبير، ويعتمد على القدرات المعرفية والهنية أعلى مثل الذكاء والإدراك والذاكرة ويمنع الشخص من ممارسة أي نشاط فكري آخر.

الوعي الحدسي

يعتبر نوع الوعي المتمثل في الوعي الحدسي هذا وعي موجه بشكل مدهش يسمح لنا بمعرفة المواقف والعلاقات الاجتماعية والشخصية ولا يحتاج التعرض على تقديم الأدلة.

الوعي الأخلاقي

يوفر الوعي المعياري الأخلاقي الفرصة لإصدار الأحكام وتقييم الأشياء والسلوك الإنساني، من خلال قبولها أو رفضها له، وعادة ما يرتبط هذا النوع بكيفية شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين.

الوعي كحالة من المادة

للإنسان أفكاره وآرائه ومفاهيمه الخاصة عن الحياة وشؤونها وطبيعة ما يدور حوله والمعروف بالوعي كحالة من المادة، ومنها قد يكون هذا الإدراك خاطئًا عندما تكون هذه الأفكار غير صحيحة وغير متوافقة مع الواقع، ويرى بعض علماء النفس أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك المعرفة والمؤكد لوجوده ونفسه، حيث وجدته نفس المواقف والظروف التي وجدت عناصر الطبيعة، أما الأشياء الأخرى فهي موجودة بطريقة واحدة فقط.

الوعي الروحي

يعبر مفهوم الوعي الروحي عن رؤية الإشارات الإرشادية التوجيهية التي تعين الشخص على اكتشاف الحقائق المختلفة في حياته الخاصة، والشعور بالأشياء الحقيقية واختيار الخيارات المناسبة له، من خلال الشعور بالأفكار حول المواقف والأمور المواتية، والاستماع إلى القلب و المشاعر والعواطف التي يشعر بها الإنسان من أجل الحصول على الإضاءة التي تضيئه الطريق لتحقيق كل ما يريد.

الوعي الإدراكي المتسق

بالانتقال أكثر إلى الإدراك المتسق، نصل إلى الوعي الإدراكي المتسق، وهذه هي حالة إدراك ما يحدث في بيئت الفرد وفي جسمه، هل الشخص ساخن أو بارد أو متعب أو نشيط إلخ؟ هذا المستوى من الوعي هو شيء يدركه عقله بشكل فعال، يمكنه أن يدرك أنه يشعر بالحر أو البرد أو الجوع أو السعادة.

وعي الاستبطان

وعي الاستبطان هو مصطلح يصف القدرة على أن يكون الفرد على دراية بعملياته العقلية ونفسه الفردية، هذا هو المكان الذي يلعب فيه هذا الصوت في رأس الفرد والذي يسمح له بالتفكير في المواقف المتنوعة، أو نقد مظهره في المرآة، أو تحديد حل لمشكلة بشكل منهجي، هذا هو مستوى الوعي الذي يدركه الفرد بشكل عام.

ما هي حدود الوعي في علم النفس

الوعي مقيد بالصور النمطية والمفاهيم التي تجعل العلماء موجودون في العصور المظلمة فيما يتعلق بمعرفتهم بالحواس البشرية الداخلية والخارجية وإدراكهم لها، حيث تختلف نظريات وآراء علماء النفس حول حدود الوعي من عالم لآخر، وتختلف هذه الآراء من حيث درجات المعرفة البشرية، فكارل ماركس على سبيل المثال يعتبر الوعي بمثابة البنية الفوقية التي تظهر فيها جميع الأنشطة البشرية، ويعتقد ماركس أيضًا أنه ليس من الممكن أخيرًا النظر إلى الوعي دون مراعاة الظروف والظروف الاجتماعية.

يعمل العقل على مستويات مختلفة من الوعي، بدءًا من الأشياء التي يفعلها والتي لا ندركها أبدًا إلى تلك الأفكار التي لا يبدو أننا نخرج بها من رؤوسنا، حيث يركز علماء النفس فقط على مستويات الوعي التي يمكننا إدراكها، فالأول منها هو الحد الأدنى من الوعي، ففي الدراسات النفسية للوعي، هذا هو أدنى مستوى من الإدراك الواعي، ورغم ذلك يجب أن نلاحظ أنه لا ينبغي بالتأكيد الخلط بين المصطلح والحالة الطبية للحد الأدنى من الوعي، مما يشير إلى حالة شبه نباتية.

يحدث الحد الأدنى من الوعي عندما تكون مدركًا بشكل غامض لشيء ما، لكنه ليس حضورًا قويًا في عقل الإنسان، حيث تعمل هذه العملية دائمًا تقريبًا لكن درجة إدراكنا لها تختلف، والمثال الشائع هو قيام شخص برحلة برية طويلة عبر مكان مسطح بالفعل، بعد ساعات من القيادة قد يدرك هذا الشخص فجأة أنه لا يتذكر الساعات القليلة الماضية، ولم يكونوا منتبهين حقًا لكنهم لم يخرجوا عن الطريق ولم يتوقفوا عن الحركة، وكان عقلهم واعيًا بما يفعلونه حتى لو لم يدركوا ذلك.


شارك المقالة: