أهمية التدخل من قبل الأقران في المدرسة لعلاج عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


تتصف برامج التدخل التي يتم تقديمها لمجموعة من الأقران داخل المدرسة بعدة حسنات، منها ما له علاقة بالاختصاصي ومنها ما له علاقة بالفرد ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وللتدخل العلاجي أهمية كبيرة حيث يعتبره العديد من الاختصاصيين ذو فائدة أكبر في المدارس والعيادات من طرق التدخل الأخرى.

أهمية التدخل من قبل الأقران في المدرسة لعلاج عجز الانتباه وفرط الحركة

1- يعتبر إشراك الأقران في عملية التدخل العلاجي للمهارات الاجتماعية أمر مهم، ومن هنا فإن تنظيم مجموعات تدخل للمهارات الاجتماعية تتكون من أطفال ذوي العمر المتقارب، هذه تعد طريقة ذات جدوى أكبر في المدارس والعيادات.

2- يغلب أن ينضم الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في العيادات إلى مجموعات مع أقران من أماكن مختلفة، مما قد يحد من تأثير المجموعات العيادية على علاقات الأقران في بيئة الطفل الذاتية.

3- يعتبر التشاور بين المدرس واختصاصي الصحة العقلية في المدرسة مهماً؛ لإغناء مقدرة الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على تعميم تأثيرات التدخل العلاجي، لذلك من الأفضل أن يتعاون الاختصاصيون في المدرسة مع المدرسين أكثر من مقدمي الخدمة العيادات.

4- يستطيع اختصاصيو المدرسة تعديل البيئات الطبيعية التي يتفاعل بها الأقران، مثل الملعب وغرفة الطعام، غير أن الاختصاصيين المتمركزين في العيادة يفتقرون إلى السيطرة على العوامل البيئية في البيئة الطبيعية للطفل.

الصعوبات في المدرسة عند تقديم التدخل لذوي عجز الانتباه وفرط الحركة

يواجه اختصاصيو المدرسة في بعض الأحيان صعوبة في تنفيذ التوصيات التي لها علاقة بتدخلات المهارات الاجتماعية للمجموعة المتمركزة في المدرسة والمتصلة بالطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ويعزى أحد أسباب ذلك إلى صعوبة ترتيب تدخلات المجموعة واستغراقها وقتاً طويلاً، على الرغم من ذلك إذا ما واجه طالب مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مشكلات اجتماعية؛ نتيجة لهذه الحالة فإنه يصبح مؤهلاً لتلقي تدخلات مناسبة.

أما إذا أخفقت المدرسة في إجراء تدخلات المهارات الاجتماعية التي يحتاجها الطالب ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فيتوجب أن يتحدث الوالد مع المدير بشأن كتابة برنامج تعليم فردي كما شرعه القانون، أما السبب الآخر وراء المشكلات في تنفيذ تدخلات المجموعة فيتمثل في احتمالية افتقار اختصاصي المدرسة للتدريب الضروري.

وفي مثل هذه الحالات يمكن اللجوء إلى اختصاصي من خارج المدرسة، مثل الاختصاصي النفسي العيادي للأطفال والاختصاصي الاجتماعي العيادي، وذلك لتقديم المشورة علاوة على ذلك، تتوافر هناك مصادر ممتازة لمساعدة اختصاصي المدرسة في إجراء تدخلات المهارات الاجتماعية للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والمشكلات المصاحبة.

غالباً ما يعاني الأطفال الذين يواجهون اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من صعوبات من العلاقات الاجتماعية، والتي يكون مردها عدم كفاية الدراية الاجتماعية، ومشكلات في التحكم بالاندفاعية والاستجابات الانفعالية، وعدم واقعية أهداف وتوقعات النجاح والتفسيرات غير السليمة للمواقف الاجتماعية، ويمكن أن تعتبر الاستراتيجيات المقدمة للأطفال مفيدة في مساعدة الطفل في مواجهة مشكلات تتعلق بأقرانه.

وعندما يعاني الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من مشكلات بسيطة نسبياً في علاقات الأقران، يكون بمقدور العيادي في أغلب الأحيان المساعدة عبر التشاور مع الوالدين، فيما يتصل بالوسائل التي يستطيعون من خلالها إنشاء ودعم خبرات اجتماعية ناجعة لطفلهم، أما عندما تؤدي المشكلات الاجتماعية إلى درجة أكبر من الصعوبات، فقد تدعو الحاجة إلى تسجيل الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في برنامج تدريب على المهارات الاجتماعية يديره اختصاصي صحة عقلية مؤهل.

ويمكن أن يتيح التدريب العيادي على المهارات الاجتماعية للطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فرصاً لتطبيق استراتيجيات علاقات أقران محددة، غير أن هذا الشكل من التدخل العلاجي ينبغي إدراجه عموماً باستراتيجيات تعدل الإطار الاجتماعي حتى يتأتى تغيير سلوك الطفل، فعلى سبيل المثال تقتضي الضرورة عادة إعادة تنظيم بيئة الملعب وتدريب المعاونين الرياضيين، وبالإضافة إلى إشراك واحد أو أكثر من الأقران في عملية التدخل العلاجي.

وتعتبر المدرسة البيئة المثالية لإجراء تدريب جماعي على المهارات الاجتماعية، غير أن اختصاصيي المدرسة غالباً ما يحتاجون إلى التشاور مع مقدمي خدمة الصحة العقلية خارج المدرسة، وذلك لإعداد برنامج فعال للتدخل العلاجي المتصل بعلاقات الأقران مع الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

التشاور مع الوالدين عن التدخلات المهارات الاجتماعية لعجز الانتباه وفرط الحركة

يتولى الوالدان دوراً أساسياً في مساعدة أطفالهم على تطوير مهارات اجتماعية فعالة، فعندما يعاني الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من مشكلات اجتماعية بسيطة، يستطيع العيادي التشاور مع الوالدين ويقدم الإرشاد لهم، مثلاً عندما يواجه طفل مشکلات أقرانه في المدرسة، فبمقدور العياديين تمكين الوالدين من دعم الطفل للتأكد من تلقيه المساعدة المطلوبة من المدرسين والمرشدين.

وأما إذا لم يكن الطفل يملك العديد من رفقاء اللعب، فبمقدور العيادي حث الوالدين على اتخاذ الترتيبات الضرورية لقدوم طالب من المدرسة لزيارتهم في المنزل، ومن الضروري أن تكون هذه الزيارات قصيرة ومنظمة وممتعة حتى تظل لدى الصديق الرغبة في العودة مجدداً، وأما إذا كان الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة يعاني من مشكلات في اللعب مع الآخرين بعيداً عن المنزل، فينبغي على الوالدين العمل عن قرب مع والدي الطفل الآخر من أجل الإعداد لزيارة ناجحة وتحقيق المطلوب.

وتعتبر المشاركة في نشاطات ورياضات منظمة مفيدة جداً عموماً في تطوير المهارات الاجتماعية، إذ غالباً ما يجابه الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة صعوبات في النشاطات المنظمة، وقد ينتج عن ذلك نفاد صبرهم أو وجود مشكلة في اتخاذ الأدوار، وقد يعزى الأمر لعدم نضوج المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة لديهم، ومن هنا ينبغي تشجيع الوالدين على إيجاد نشاط يتوافق مع مهارات طفلهم واهتماماته.

فبعض الأحيان يكون أداء هؤلاء الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أكثر كفاءة في الألعاب الرياضية التي تركز على تطوير المهارات الفردية مثل الكاراتيه والمبارزة، وذلك على عكس الألعاب الرياضية التي تكون جماعية.

وفي النهاية قد يكون من المفيد أن يشترك الوالدان في عملية التدخل العلاجي كمرشدين أو كرؤساء مجموعة أو كزملاء مقربين؛ وذلك لتقديم الإرشاد لطفلهم ولدعم احتياجات طفلهم ضمن المجموعة، وبالإضافة إلى تقديم العون للراشدين الآخرين الذين يعملون مع الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حيث إنه غالباً ما تقتضي الحاجة إلى الإشراف المتطور والإرشاد المساند؛ وذلك من أجل الوقاية من التفاعلات السلبية وللحصول على السلوك الاجتماعي المناسب.


شارك المقالة: