تحليل نتائج مقاييس التقدير للبيانات السلوكية لعجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يختلف مقدمو المعلومات على نحو متكرر في تقديراتهم للمشكلات الانفعالية والسلوكية للطفل، فعلى سبيل المثال غالباً ما يختلف الوالدون والمدرسون في تقديراتهم لأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الأفراد، وكذلك الحال بالنسبة للأمهات والآباء حيث يتكون لديهم فروقات في التقدير.

تحليل نتائج مقاييس التقدير للبيانات السلوكية لعجز الانتباه وفرط الحركة

1- اختيار نتائج حدية

يعتمد اختيار النتائج الحدية في مقاييس التقدير على الهدف من التقييم، فإذا كان الغرض الأساس من إجراء تقييم هو الفرز والتصنيف، فيجدر اختيار نتيجة حدية تزيد من الكشف عن الإجابات الإيجابية الصحيحة، فالنتيجة الحدية المساوية ل(80%) وفقاً لمقاييس التقدير التي تقيس عجز الانتباه وفرط الحركة الاندفاعية تعتبر مفيدة في أغلب الأحيان للفرز والتصنيف.

أما إذا كانت مقاييس التقدير تستخدم لغرض التقييم التشخيصي، فيجدر تقليل نسبة الإجابات الإيجابية الخاطئة، أي نسبة الأفراد الذين يقعون ضمن القيمة الحدية أو أقل منها والذين لا يعانون من اضطراب، ويعتمد اختيار قيمة حدية مناسبة أيضاً على مدى استخدام مقدمي معلومات متعددين للتوصل إلى قرار عن الحالة التشخيصية.

وفي حين لا ببناء القرارات التشخيصية على معلومات مستقاة من مقدم معلومات يوصي وحيد، يوصى عادة بوضع قيمة حدية صارمة في الحالات التي لا تتوافر فيها بيانات من عدة مقدمي معلومات، وفي حالة توافر بيانات من اثنين أو أكثر من مقدمي المعلومات من بيئات مختلفة من مثل الوالدين والمدرس، تكون الدقة التشخيصية أفضل ما يمكن عند القيم الحدية الأدنى بعض الشيء في كل مقياس.

2- التوفيق بين تباينات النتائج فيما بين مقدمي المعلومات

يوجد فروقات في تقديرات الوالدين والمدرس؛ بسبب التباينات في سلوك الطفل في بيئة المنزل وبيئة المدرسة، أو في وجهات نظر مقدمي المعلومات للسلوك الطبيعي والسلوك غير الطبيعي، وعندما يختلف المدرس والوالدين على نحو ملحوظ في تقديراتهما.

فإن إحدى استراتيجيات التوفيق بين تقديرات الطرفين تكمن في الحصول على تقديرات من الوالد الآخر، ومن مدرسين مختلفين لتحديد فيما إذا كانت هناك وجهة نظر مشابهة لأي من الطرفين.

مثلاً إذا كان مدرسو الطفل الثلاثة يعتبرونه مفرطاً جداً في الحركة، بينما يعتقد الوالدان بأن الطفل هادئ نسبياً، بالتالي من المنطقي أن نفترض أن مرد هذا التباين يعود إلى الفروقات في التوفيق بين سمات الطفل والمتطلبات البيئية، والافتراض الآخر يكمن في عدم رغبة كلا الوالدين في اعتبار سلوك طفلهما النشط على أنه سلوك غير طبيعي.

ويشيع الاختلاف فيما بين المدرسين أنفسهم، وكذلك الحال بالنسبة للأب والأم، فيما يتصل بتقديراتهم لأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وقد يكون مرد هذه التباينات عائداً إلى الفروقات في طريقة سلوك الطفل مع كل راشد أو الفروقات في معايير مقدمي المعلومات لتقييم السلوك الطبيعي.

وفي هذه الحالات من المفيد شمول كلاً الوالدين لدى إجراء المقابلة، وكذلك إجراء مناقشة هاتفية قصيرة مع واحد أو أكثر من المدرسين.

وغالبا ما تكون المقابلة مفيدة جداً في تحديد المعايير التي يستخدمها مقدمو المعلومات للخروج بقرارات عن حدة أعراض الطفل، وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي، ينبغي أن يبدي الطفل مستوى كبيراً من الخلل الوظيفي في اثنتين أو أكثر من البيئات الحياتية الرئيسية، كي يتم التمكن من تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لديه، وهذا المعيار يعني في أغلب الأحيان وجوب إظهار الطفل لخلل وظيفي في كل من المنزل والمدرسة.

وفي حين أن الدليل التشخيصي والإحصائي لا يشترط حصول الخلل في المنزل والمدرسة لإكمال التشخيص، إذ أنه من الممكن أن يحقق الطفل معايير الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، لدى إظهاره خللاً وظيفياً في كلتا البيئتين الدراسية والاجتماعية، خاصة ضمن بيئة المدرسة في الحالات التي لا يكون فيها خلل كبير ضمن بيئة المنزل.

وفي الحالات التي يعتبر فيها المدرسون الطفل بأنه يعاني من مستوى كبير من عجز الانتباه أو فرط الحركة بينما لا يتوافق معهم الوالدان، وتكون هناك أهمية خاصة كبيرة للحصول على معلومات عن الطفل في مواقف متعددة ضمن بيئة  المدرسة، وإضافة إلى ذلك ينبغي أن يأخذ الاختصاصيين بعين الاعتبار إمكانية مساهمة المشكلات التعلمية في أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وعلى نحو مماثل عندما يبلغ الوالدان عن تزايد كبير في الأعراض.

وفي حين ينفي المدرسون ذلك؛ يصبح من الضروري إثبات الخلل الوظيفي في اثنتين أو أكثر من البيئات خارج المدرسة، ويجدر في الوقت ذاته الأخذ بعين الاعتبار إمكانية مساهمة المشكلات المتعلقة بعوامل الضغط في الأسرة، وبالمهارات الأبوية في السلوكات المشابهة لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

3- تحليل مقاييس التقدير لدى الأطفال ذوي الإعاقات التطورية

يطلب إلى الاختصاصيين في بعض الأحيان تقييم فيما إذا كان طفل ما يعاني من تأخر تطوري أو إعاقة يحقق معايير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ففي حين يوصي الخبراء عادة بتقييم نتائج مقاييس التقدير لطفل ذي تأخر تطوري، وفق علاقة هذا الطفل مع أقرانه من العمر العقلي ذاته، ولم تدعم الدراسة الوحيدة التي أجريت في هذا الميدان الممارسة المتصلة باستخدام مقاييس التقدير بهذه الطريقة.

وإذ بينت هذه الدراسة أن استخدام المعايير المعتمدة على العمر الزمني تعتبر طريقة أكثر دقة من استخدام المعايير المبنية على العمر التطوري، وعلى الرغم من الحاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال، يوصى الاختصاصين بإجراء مقابلات للوالدين على نحو دقيق لتحديد مفهومهم إعاقة الطفل، ومدى تفسيرهم للتأخر التطوري للطفل لدى إكمالهم التقديرات.

وفي الحالات التي يتضح فيها اعتبار الوالدين المشكلات التطورية للطفل عاملاً مساهماً ضمن تقديراتهم لسلوك الطفل، يكون استخدام المعايير المعتمدة على العمر الزمني أكثر ملاءمة على وجه العموم، ومن جانب آخر في الحالات التي لم يفسر الوالدان فيهما إعاقة الطفل لدى إكمالهم التقدير، فقد يكون استخدام  المعايير المبنية على العمر التطوري أكثر دقة.

إضافة إلى ذلك، يعتبر تحليل مقاييس التقدير التي أكملها مدرسو التربية الخاصة عملية معقدة، ويعود السبب في ذلك إلى احتمالية عدم وضوح فيما إذا كان المدرس، قد قيم الطفل وفقاً لعلاقته مع أطفال طبيعين من مثل عمره الزمني أو أنه قد قارن الطفل مع أقرانه ذوي مشكلات تطورية.

مزايا مقاييس التقدير لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- سهلة الاستخدام

من السهل تطبيق مقاييس التقدير وتسجيل النتائج وتحليلها، وإضافة إلى ذلك تتوافر هناك برمجيات حاسوب لتسهيل عمليتي استخراج النتائج وتحليلها للعديد من هذه الاستمارات، إذ يمكن استخراج النتائج للمقاييس واسعة المدى خلال عشر دقائق تقريباً، أما المقاييس محدودة المدى فيمكن استخراج نتائجها في أقل من خمس دقائق.

2- تستخدم من قبل مجموعة لتقديم معلومات

تم تطوير العديد من مقاييس التقدير من أجل استخدامها من قبل مختلف مقدمي المعلومات، بمن فيهم الوالدين والمدرسين والذات، مما يتيح إجراء التقييم المطلوب ضمن المواقف المتباينة.

3- صادقة وفقاً للجانب البيئي الحيوي

يمكن لمقاييس التقدير بحكم طبيعتها أن تستكمل من قبل مستجيبين على دراية بأداء الطفل أو المراهق أو الراشد في المواقف الطبيعية، وفي المقابل قد لا تكون المقاييس العيادية دالة على كيفية استجابة شخص في بيئة طيبعية.

4- ذات مرجعية معيارية

تم تقنين العديد من مقاييس التقدير للذكور والإناث من مختلف المستويات العمرية، وقد تم في بعض الحالات تقنين المقاييس وفقاً لعينات معيارية كبيرة، وتم وتصنيفها استناداً للمناطق الجغرافية والأصول العرقية، وتتيح مرجعية المعيار تحديد حدة المشكلة وفقاً للأقران من نفس العمر والجنس.

5- سليمة من الناحية القياسية

تفرز مقاييس التقدير الرئيسة خصوصاً المقاييس واسعة المدى نتائج تتمتع بالثبات النسبي مع مرور الزمن، ومن جانب آخر تتمتع معظم المقاييس بانسجام فيما بينها.

6- مفيدة لملاحظة مستوى الأداء

يمكن إجراء مقاييس التقديم مراراً لتقييم التغيرات في الأداء وفقا للتدخل العلاجي.

وفي الختام وغالباً ما يكون من المفيد جمع بيانات مقاييس التقدير من مدرس يدرس الطفل في المدرسة، ويصبح من الضروري إثبات الخلل الوظيفي في اثنتين أو أكثر من البيئات خارج المدرسة، ويجدر في الوقت ذاته الأخذ بعين الاعتبار إمكانية مساهمة المشكلات المتعلقة بعوامل الضغط في الأسرة، وبالمهارات الأبوية في السلوكات المشابهة لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

المصدر: 1- عبد العزيز السرطاوي وأيمن خشان. اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة. الطبعة الأولى 2003. دار القلم للطباعة والنشر. 2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى.4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: