أهم العوامل الظرفية والفردية في الدافع الداخلي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يحدث الدافع الداخلي عندما ينخرط الفرد في نشاط فقط؛ لأن النشاط يُنظر إليه ويختبره على أنه ممتع وليس بسبب أي حافز خارجي أو حث على القيام بذلك، تاريخيًا تم تمييز الدافع الداخلي عن التحفيز والذي يشير إلى نقص الدافع أو الطاقة للانخراط في نشاط ما، والدافع الخارجي الذي يحدث عندما ينخرط شخص ما في نشاط لسبب ما بخلاف الاهتمام والاستمتاع بالنشاط.

أهم العوامل الظرفية والفردية في الدافع الداخلي في علم النفس

تتمثل أهم العوامل الظرفية والفردية في الدافع الداخلي في علم النفس على شكل مجموعة من الأسئلة المتمثلة من خلال ما يلي:

ما الذي يجعل شيء معين مثير للاهتمام

حدد الباحثين في علم النفس الخصائص المختلفة للأنشطة والمواقف التي تؤثر على درجة اعتبار النشاط مثيرًا للاهتمام، على سبيل المثال يمكن أن تؤدي إضافة سطور قصة خيالية وإضافة معلومات لجعل النشاط وثيق الصلة بشكل شخصي إلى تعزيز اهتمام الطلاب بألعاب الفيديو التعليمية، وبشكل عام تميل الأنشطة التي تثير الفضول أو تسمح للأشخاص بالتصرف بفاعلية، أو تسمح بالمشاركة في الخيال إلى أن تكون تلك الأنشطة التي يجدها الأفراد مثيرة للاهتمام.

في المقابل تتداخل القيود الخارجية على السلوك الإنساني مع اهتمام الشخص بالتجربة، على سبيل المثال تميل المكافآت التي تعتمد على أداء نشاط كان الشخص قد قام به على أي حال بسبب الاهتمام إلى تقليل الدافع الداخلي اللاحق لأداء النشاط، حيث كانت المكافآت متوقفة على الأداء الجيد، في المقابل لها مجموعة أكثر تعقيدًا من التأثيرات، ويمكن أن يؤدي العمل مع أشخاص آخرين إلى اهتمام أكبر، خاصة بالنسبة لبعض الأفراد.

هل الشيء المثير للانتباه ممتع

حدد الباحثين في علم النفس مجموعة متنوعة من الفروق الفردية التي تعمل على تخفيف تأثير نشاط معين وعوامل ظرفية في تعزيز الاهتمام، أي الاختلافات الفردية بين درجة ومستوى الاهتمام بموقف أو حدث معين التي تتمثل في ردود الفعل، على سبيل المثال قد يواجه الأفراد ذوو التوجهات الشخصية الأعلى اهتمامًا أكبر عند العمل في أنشطة مع الآخرين بافتراض أن التفاعلات الشخصية إيجابية، في المقابل قد يواجه الأفراد الأعلى في توجيه الإنجاز اهتمامًا أكبر عند العمل في الأنشطة التي تنطوي على منافسة ضد الآخرين.

من الواضح أن مجموعة متنوعة من العوامل تؤثر على الاهتمام بالنشاط، ومع ذلك كيف يقرر الناس بأنفسهم ما إذا كان النشاط مثيرًا للاهتمام أم لا؟ يفترض هيكل التقييم الخاص بنموذج الاهتمام أن الاهتمام يعمل بشكل مشابه للمشاعر الأخرى، ويستند إلى تقييم الموقف وقدرات الناس على الاستجابة، ووفقًا للنموذج فإن تصورات الناس عن الحداثة أي عدم الإلمام بالنشاط وتعقيده وإمكانية التأقلم لديهم أي الدرجة التي يعتقد الناس أنهم يستطيعون فهم نشاط جديد ومعقد عندها هما عاملان يؤثران على درجة الاهتمام.

تشمل إمكانات الأشخاص على التكيف تقييماتهم لما إذا كان لديهم الموارد والمهارات والقوة والتحكم الشخصي للتعامل مع النشاط بفعالية، عندما يقترب الناس من نشاط جديد معتقدين أنهم يستطيعون فهمه والتعامل معه، فمن المرجح أن يجربوا الاهتمام، وبمرور الوقت قد توجه التجربة العاطفية للاهتمام تنمية المصالح الشخصية الدائمة في أنواع معينة من الأنشطة.

تطبيقات الدافع الداخلي في علم النفس

تم تطبيق الفهم العلمي للدور الأساسي للدافع الداخلي في علم النفس في التحفيز البشري والتنظيم الذاتي للسلوك على مجموعة متنوعة من السياقات الاجتماعية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والأبوة والأمومة والتمرين والرياضة والعمل والمنظمات، وهناك العديد من الأمثلة على كيفية تطبيق النظرية والبحث النفسي في الدوافع الداخلية في مجالات مختلفة.

أدرك عدد من الباحثين المهتمين بسلوك الإنجاز التفاعل المهم بين أهداف الإنجاز والدافع الداخلي، وتقليديا تم تمييز نوعين من أهداف الإنجاز، حيث تتضمن أهداف الإتقان محاولات للتعلم وزيادة كفاءة الفرد، بينما تتضمن أهداف الأداء محاولات لتعظيم التقييمات الإيجابية للكفاءة وتقليل التقييمات السلبية، في الآونة الأخيرة تم تقسيم أهداف الأداء إلى نوعين تتمثل في أهداف لعرض الكفاءة مقارنة بالآخرين والأهداف التي لا تظهر غير كفؤة بالنسبة للآخرين.

أشارت الأبحاث النفسية إلى أن أهداف الإتقان مرتبطة بشكل إيجابي بالاهتمام والتمتع بالتعلم والأمل والفخر بالإضافة إلى الأداء الأكاديمي والسلوك الإيجابي في الفصل الدراسي، وتأثير أهداف الأداء أقل وضوحا، ومع ذلك فإن أهداف نهج الأداء تميل إلى أن يكون لها عواقب إيجابية على التحفيز أكثر من أهداف تجنب الأداء، واعتمادًا على السياق على سبيل المثال سواء في الفصل الدراسي أو المختبر والاختلافات الفردية في توجه الإنجاز، قد تكون آثارها الإيجابية على الاهتمام، وهذا يعادل آثار أهداف الإتقان.

استخدم علماء النفس الرياضي مفهوم الدافع الداخلي كخاصية اختلاف ظرفية وفردية، لدراسة عدد من الظواهر المختلفة، كخاصية ظرفية قام الباحثين بفحص آثار ردود الفعل على الأداء ومناخ التوجيه على الدوافع الذاتية للناس والسعي وراء الهدف، وكخاصية فردية تم ربط التوجهات التحفيزية الداخلية والخارجية للمشاركة الرياضية بمستويات مختلفة من السلوك السلبي بين طلاب الجامعات.

تجارب الدافع الداخلي في علم النفس

وجدت التجارب الأولى على الدافع الداخلي في أوائل السبعينيات أن المكافآت الخارجية الملموسة تقلل من الدافع الداخلي، كانت هذه النتائج مثيرة للجدل إلى حد كبير؛ لأنها تحدت المنظور السلوكي السائد الذي أكد أن حالات الطوارئ التعزيزية التي تم إنشاؤها بعناية كانت الطريقة الأكثر فعالية لزيادة الدافع، منذ ذلك الوقت دعمت ما يقرب من 100 دراسة منشورة النتيجة الأصلية، ومع ذلك يستمر الجدل.

يؤكد بعض السلوكيين أن المكافآت لا تقلل من الدوافع الذاتية وتدعو إلى استخدام أنظمة الحوافز القائمة على المكافآت في المدارس، حيث يستجيب باحثو الدافع الداخلي من خلال التأكيد على الحاجة إلى توخي الحذر عند تنفيذ مثل هذه الأنظمة.

يعترف الباحثين على جانبي النقاش بالتأثيرات المعقدة للمكافآت على التحفيز والدافع الداخلي، على سبيل المثال خلال العشرين عامًا الماضية تبين أن تأثيرات استخدام المكافآت المرتبطة بالأداء أي المكافآت التي تعتمد على الأداء الجيد في مهمة وليس فقط إكمالها، حيث تختلف عن الأنواع الأخرى من المكافآت.

من خلال المكافآت المرتبطة بالأداء يتلقى الأفراد الذين ينجحون شيئًا ملموسًا كرمز لتميزهم، بحيث هناك ثلاث خصائص للمكافآت المرتبطة بالأداء أي الضغط النفسي الناتج عن معرفة ما يتم تقييمه، وحقيقة أن المكافأة تنقل بوضوح كفاءة المهمة والقيمة الرمزية للمكافأة، تؤثر في نفس الوقت على الدافع في كل من الطرق الإيجابية والسلبية.

مستقبل الدافع الداخلي في علم النفس

سيكون أحد الاهتمامات الرئيسية لعلماء النفس على مدار العشرين عامًا القادمة هو زيادة فهمهم للطريقة التي يتفاعل بها الدافع الجوهري أي الداخلي والخارجي والعاطفة والإدراك والسعي وراء الهدف لتشكيل التنظيم الذاتي للدافع والسلوك الإنساني، ومن المحتمل أن يكون هناك تحرك مستمر بعيدًا عن الموقف القائل بأن الدافع الداخلي والخارجي هما طرفي سلسلة متصلة واعتراف أكبر بالسيولة والتدرجات بين هذه الأشكال من التحفيز ووجودها المتزامن.


شارك المقالة: