أوجه الشبه والاختلاف بين علم النفس وعلم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التعايش بين علم النفس وعلم الاجتماع:

يتم تحديد هوية الفرد من خلال كيفية تعريفهم بأنفسهم وهويتهم الاجتماعية، فالهوية هي جانب حاسم في حياة الفرد لأنها تخلق إحساسًا بالوعي الذاتي بالإضافة إلى ترسيخ الانتماء والمكانة في المجتمع، والعاملان المشتركان المؤثران في الهوية هما العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية، حيث يحدد علم الاجتماع وعلم النفس وجود الإنسانية.

بينما يلبي علم النفس عقل الأفراد وكيف يعبرون عن أنفسهم من خلال الشخصية والسلوك، ينظر علم الاجتماع إلى المجتمعات التي يشكل الفرد جزءًا منها وتأثير الهوية المجتمعية على الفرد، علم النفس وعلم الاجتماع قد تكون مجالات مختلفة، حيث يركز علم النفس على دراسة البشر كأفراد، بينما يفحص علم الاجتماع البشر كأعضاء جماعيين في ثقافتهم ومجتمعهم.

بينما يركز المجالان على مفاهيم مختلفة لفهم السلوك الإنساني، هناك تداخلات داخل المجالين في مجالات مثل علم النفس الاجتماعي الذي ينظر إلى السلوك الجمعي في الثقافة والمجتمع؛ لتطوير فهم وتمييز إضافي بين مجالي الدراسة، من الضروري إنشاء معرفة أساسية للمجالات من خلال النظر في الأهداف والعناصر الأساسية.

فهم علم النفس:

مصطلح علم النفس مشتق من الجذور اليونانية التي هي النفس، الروح والمنطق، دراسة أو فرع لمفهوم ما وعلم النفس، بالتعريف هو الدراسة العلمية للعقل والسلوك، تم بناء علم النفس على أساس أربعة أهداف أساسية هي:

1- الوصف:

إن وصف سلوك البشر يساعد في فهم فكرة السلوك الطبيعي وغير الطبيعي من خلال مقارنة سلوك الأفراد مع أعضاء آخرين في ثقافة الفرد، وهذا يساعد على فهم الغرابة عند الانحراف عن معايير وتوقعات الفرد.

2- الشرح:

إن شرح السلوك يخلق فهماً لسبب حدوث سلوك معين، وتساعد ملاحظات وأوصاف السلوك في تطوير النظريات كوسيلة للتفسير، ويساعد التفسير من خلال النظريات في إنشاء سبب محدد وراء السلوك يمكن تعميمه على عامة الناس.

3- التنبؤ:

بمجرد تطوير النظريات من خلال الشرح، يمكن استخدام النظريات النفسية كمرجع للسلوك المتوقع من الفرد والذي يمكنه التنبؤ بالسلوك المستقبلي بناءً على البيانات النظرية.

4- التحكم:

التحكم في السلوك يضمن الاستقرار النفسي، ويمكن أن يكون أيضًا وسيلة لتغيير السلوك باستخدام المعرفة المستمدة من البحث السابق، وفي حالات الأمراض العقلية، يلعب هذا الجانب دورًا حاسمًا؛ لأنه يركز على تغيير المرض والسيطرة عليه من أجل استعادة الحياة الطبيعية لدى الفرد.

ينقسم علم النفس إلى حقول فرعية من أجل تصنيف ودراسة السلوك المرتبط بالتصنيفات الواسعة مثل علم نفس الشخصية وعلم النفس الإكلينيكي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم النفس التنموي، والعديد من المجالات الأخرى، وكل تصنيف فرعي للنظرية والبحث يجعل فهم وتطبيق نتائج البحث والنظريات أكثر تنظيماً.

تساعد دراسة علم النفس الأفراد في مجالات مختلفة، مثل برامج الإرشاد النفسي والتطوير، يخلق علم النفس أيضًا فهمًا للعقل حيث يساعد الوعي واللاوعي في قياس معرفة العوامل المشتركة مثل الذاكرة والغرائز والسلوك المناسب.

فهم علم الاجتماع:

يُعرَّف علم الاجتماع بأنه تخصص يتعامل مع تفسير وتحليل العمل الاجتماعي، ويتعامل مع التفاعل البشري وفهم العوامل التي تحدد هذه، ويهدف إلى فهم إنشاء وصيانة المنظمات التي تؤثر على الهياكل الاجتماعية، وينظر إلى المجتمع على أنه مساحة تم إنشاؤها للحاجة الإنسانية للانتماء، وجوانب في المجتمع مثل التقسيم الطبقي الاجتماعي والحركات الاجتماعية.

يهدف علم الاجتماع إلى النظر إلى المنظمات والمؤسسات المجتمعية التي تؤثر على السلوك البشري، حيث بدأ علم الاجتماع كدراسة بعد الفيلسوف الفرنسي أوجست كونت، الذي أراد إنشاء علم منهجي لدراسة المجتمع، فالمجتمع المذكور له عدة جوانب مثل السياسة والاقتصاد، والمجتمع هو المجموعة الجماعية من الأشخاص الذين يتشاركون نفس الثقافة والموقع المادي.

ينظر علم الاجتماع أيضًا إلى الفرد والتعرض للبيئات والأفراد والأشياء التي تؤثر على الهوية الاجتماعية للفرد، والهوية الاجتماعية هي معرفة الفرد عن نفسه فيما يتعلق بالمجموعات التي يرجعون إليها في المجتمع مثل الطبقة والطائفة والعرق، إن الحاجة إلى الهوية الاجتماعية مدفوعة بالحاجة إلى الانتماء إلى مجموعة من أجل الأمان واحترام الذات.

أوجه التشابه بين علم النفس وعلم الاجتماع:

في حين أن علم الاجتماع وعلم النفس هما مجالان مختلفان للدراسة، إلا أن لديهما ميزات متداخلة تخلق أوجه تشابه بين الاثنين عند النظر إلى علم الاجتماع وعلم النفس، فإن السمة الرئيسية المشتركة بينهما هي دراسة أنماط خصائص السلوك المتكرر، حيث تعزز دراسة الأنماط فهمًا أفضل ومعايير ثابتة.

يقر علم الاجتماع بخيارات الفرد وسلوكه كدور في المجتمع تحدده قدرة الفرد على اتخاذ القرارات التي تتأثر بعلم النفس، ويؤثر مجتمع الفرد على الخيارات الفردية حيث تنص النظرية النفسية على أن لدى الأفراد غريزة الانتماء؛ من أجل دراسة أوجه التشابه هذه، ينظر مجال علم النفس الاجتماعي إلى الفرد وتأثير المجتمع على الفرد.

علم النفس الاجتماعي هو المسوحات العلمية لوسائل إنشاء وتطوير أفكار الأفراد وإحساسهم وقيمهم وأهدافهم في سياق اجتماعي عن طريق التعاملات الفعلية أو المتنبأة مع الآخرين، يبحث علم النفس الاجتماعي في سمات مثل التحيز والمواقف والعدوان، وهي مفاهيم نفسية تلعب دورًا في تحديد التجميع والقبول الاجتماعي للفرد.

أوجه الاختلاف بين علم النفس وعلم الاجتماع:

في حين أن التداخل بين علم النفس وعلم الاجتماع واضح، هناك اختلافات بينهما أدت إلى فصل المجالين، الاختلاف الأكثر وضوحا في مجال الدراسة بينما ينظر علم النفس إلى سلوك الفرد فيما يتعلق بالثقافة والمجتمع، ينظر علم الاجتماع إلى الأفراد الجماعيين الذين ينتمون إلى ثقافة أو مجتمع.

على الرغم من تأثير المجتمع على الفرد، يتم تحديد الأداء النفسي للفرد من خلال أداء الفرد نتيجة لعلم وظائف الأعضاء والعوامل البيئية، بينما يخلق علم الاجتماع أعرافًا اجتماعية وسلوكيات متوقعة، فإن التباين في سلوك الفرد فيما يتعلق بهذه المعايير يُنظر إليه على أنه سلوك غير طبيعي في الفرد، وبالتالي يحفز التدخل النفسي.

في حين أن مجال التداخل المشترك هو علم النفس الاجتماعي، يركز علم النفس الاجتماعي على السلوكيات الفردية في المجتمع ويحدد الحالة الطبيعية والنقص على أساس المعايير المجتمعية، ومع ذلك، يهدف علم الاجتماع إلى فهم السلوك الاجتماعي من خلال سياق اجتماعي أوسع ومن خلال النظر إلى السكان مجتمعين بدلاً من الأفراد.

يساعد الاختلاف في التأثيرات أيضًا على التمييز بين علم النفس وعلم الاجتماع، حيث ينظر علم الاجتماع إلى تأثيرات الفرد فقط من فئة العوامل الخارجية والأسرة، بينما ينظر علم النفس إلى العوامل الخارجية مثل الأسرة والثقافة والطبقة وكذلك العوامل الداخلية مثل علم الوراثة والشخصية كتأثيرات على السلوك الفردي.

يهدف إلى فهم السلوك الاجتماعي من خلال سياق اجتماعي أوسع ومن خلال النظر إلى السكان مجتمعين بدلاً من الأفراد ويساعد الاختلاف في التأثيرات أيضًا على التمييز بين علم النفس وعلم الاجتماع، حيث ينظر علم الاجتماع إلى تأثيرات الفرد فقط من فئة العوامل الخارجية والأسرة، بينما ينظر علم النفس إلى العوامل الخارجية مثل الأسرة والثقافة والطبقة وكذلك العوامل الداخلية مثل علم الوراثة والشخصية كتأثيرات على السلوك الفردي.


شارك المقالة: