اقرأ في هذا المقال
- ما الحاجة إلى إتقان أسرار التواصل عن طريق لغة الجسد؟
- لغة الجسد حاجة غريزية لا تتغيّر بتغيّر الزمان والمكان
ما الذي يجعلنا نهتمّ بدراسة السلوك غير الملفوظ في المقام الأول؟ إنّ دراسة لغة الجسد أو بما يسمّى بالسلوك غير الملفوظ من قبل الآخرين كان نتيجة انجذاب طويل المدى لهذا الموضوع، فالأمر أكثر واقعية، فقد كان هذا الأمر اهتماماً ناتجاً عن الحاجة، الحاجة للتكيّف بنجاح مع طريقة حياة جديدة تماماً.
ما الحاجة إلى إتقان أسرار التواصل عن طريق لغة الجسد؟
إنّ الذين ينتقلون للعيش في مناطق وبلدان جديدة يكونوا أكثر حاجة لتعلّم لغة الجسد كونهم وجدوا أنفسهم في واقع ولغة تختلف تماماً عمّا تعلّموا ونشأوا عليه، فكيف سيتمّ التناغم بينهم وبين غيرهم؟ سنجد أنّ لغة الجسد هي خير وسيلة لترجمة ما نرغب في التعبير عنه، فهي لغة نستطيع ترجمتها وفهمها على الفور، فالجسد البشري كنوع من اللوحات التي تنقل ما يفكّر فيه الشخص من خلال الإيماءات، وتعبيرات الوجه، والحركات الجسدية التي استطعنا قراءتها.
لغة الجسد حاجة غريزية لا تتغيّر بتغيّر الزمان والمكان:
إنّ لغة الجسد أمر لا يمكننا نسيانه مطلقاً، فنحن في حالة سفرنا إلى دولة أجنبية لا يمكننا التحدّث ولو بكلمة واحدة من لغتهم في بداية تواجدنا في هذه الدولة، نستطيع أن نتواصل معهم وأن نطلب ما نريده من طعام أو معاملات ونستطيع أن نعبّر عن أي حاجة نرغب في الاستفسار عنها، إنّ خير من يحتاج هذه اللغة هم المهاجرون الجدد الذين يجدون أنفسهم في أماكن لا يعرفون شيئاً عن لغتها الأم ولا عن عاداتها، ولكنّ الطبيعة البشرية تلتقي في العديد من مفاهيم لغة الإشارة التي تدلّ على الحاجة والفرح والحزن والجوع والخوف في أمور فطرية تتعدّى كافة الحدود والأزمنة.
إذا أردنا أن نتقن أسرار التواصل غير اللفظي في لغة الجسد، علينا أن نرى العالم كما يراه خبير في التواصل غير الملفوظ أو كمحقّق استخباري، كبيئة مشرقة وفعّالة حيث يعود أي تفاعل بشري للمعلومات الموجودة، وكفرصة لاستخدام اللغة الصامتة للجسد ﻹثراء معرفتنا بما يفكّر ويشعر وينوي الأشخاص الآخرون فعله، حيث سيساعدنا استخدام هذه المعرفة لنصمد بين الآخرين، كما أنه سيحمينا أيضاً ويمنحنا فطنة مسبقة للسلوك الإنساني المميّز، فالذين يملكون القدرة على فكّ الشيفرة الخاصة بلغة جسد الآخرين وتوظيف لغة جسدهم بشكل رائع، هم بالفعل أشخاص يستحقّون النجاح.