إنَّ المقاطعات غير المتوقّعة وغير المجدية، من أكثر الأشياء التي تضيّع الوقت في مجال التفكير والإبداع، ويمكن أن تأخذ هذه المقاطعات شكل هاتف يرن، أو رسالة نصيّة قصيرة على الجوّال، أو إعلان ما يظهر فجأة على الحاسوب، أو أشخاص يأتون فجأة ويذهبون دون أي موعد مُسبق أو فائدة مرجوّة سوى الكلام الذي لا يحمل أي معنى.
ما أكثر المقاطعات التي تعمل على مضيعة الوقت؟
لقد اتضح أن الأشخاص، هم أكثر من يسبّبون تضييع الوقت في مجال الإنجازات، وهذا يتجلّى في ضياع نصف الوقت المخصّص ﻷي إنجاز كان بين الزملاء لا فائدة من ورائه، حيث يأتي بعض الأشخاص إلى أماكن رزقهم في كلّ صباح، ويبدأون بتناول الأحاديث مع الزملاء، ويستمرون في ذلك لساعتين أو لثلاث ساعات.
وفي العديد من الأماكن نجد أن العديد من الأشخاص، لا يبدأون ولا يقدّمون أي إنجاز بجديّة تامة في العمل، إلّا في نحو الساعة الحادية عشرة صباحاً، وبعد ذلك بفترة وجيزة، يحين موعد استراحة الغداء، وبعد الغداء يبدأون بالتحدّث مرّة أخرى مع الآخرين، ولا يعودون لمباشرة العمل حتّى تحل الساعة الواحدة والنصف مساء، وبعد ذلك يبدأون بالتململ والبحث عن مغادرة العمل قبل الموعد المحدّد.
ومن الاستراتيجيات المتّبعة التي يقوم بها معظم الناجحون، ألا وهي إغلاق باب المكتب الذي نقوم بالتفكير فيه والإنجاز، لفترات زمنية معيّنة كلّ يوم، وخلال تلك الفترة يقومون على تقديم أفضل المنجزات والتركيز على المهام التي عليهم تنفيذها، حيث يقوم العديد من المدراء الأكثر اهتماماً بالنجاح، بالحصول على لافتة مكتوب عليها “رجاء عدم الإزعاج” ثم يقومون بتعليقها على أبواب مكاتبهم، ويعلم الجميع وقتها بأنه ما دامت هذه اللافتة معلّقة على الباب، فليس مسموحاً ﻷحد بأن يزعجهم أو يقاطعهم، إلا في الحالات الطارئة فقط.
إنّ ظاهرة المقاطعات الرائجة في كل مجال من المجالات، مشكلة لا بدّ وأن تنتهي، فهي تحدّ من عملية التفكير الإبداعي، وتقطع أهم الأفكار التي تجول في العقل في لحظة إبداعيّة ما، حيث أنّ الأفكار عندما تصل إلى مرحلة الذروة في العقل، تتشابك على شكل حبل متّصل، وإذا انقطع ذلك الحبل، فسنحتاج إلى وقت طويل للدخول مرّة أخرى في خضمّ التفكير مجدّداً.