إدارة الوقت من خلال تجنب تعدد المهام

اقرأ في هذا المقال


هناك جدل كبير اليوم حول مفهوم تعدّد المهام، فبعض الناس يشعرون بأنَّهم يستطيعون تقديم مستويات أعلى من الإنتاج، عندما يقومون بتنفيذ عدد من المهام دفعة واحدة، وإنَّ هذه الفكرة خاطئة تماماً، وإنَّ تنفيذ المهام دفعة واحدة يزيد من نسبة الأخطاء المحتملة إلى درجة الفشل أحياناً.

ماذا يحدث إذا تعدّد تنفيذ المهام؟

إنَّ ما اكتشفه الخبراء، هو أنّ تعدّد المهام هو في الحقيقة تنقّل بين المهام، والحقيقة أنَّنا نستطيع القيام بمهمّة واحدة فقط على حدة، وإذا توقفنا عن تنفيذ إحدى المهام، واتجهنا نحو أخرى؛ فلا بدّ أن نصرف كامل انتباهنا وطاقتنا تجاه تلك المهمّة الجديدة، وعندما نعود للمهمّة السابقة، فنحن نقوم بتحويل انتباهنا إليها بالكامل، كأن نحوّل اتجاه شعاع ضوء من هدف إلى آخر، بمعنى أنَّنا سنعمل بسرعة على المهمّة الأولى قبل أن نعود إليها مجدّداً.

من أين تم استنباط مبدأ تنفيذ المهام كلّ على حدة؟

إنَّّ مبدأ تنفيذ المهام كلّ على حِدة، والذي أصبح مبدأ شهير على يد أفضل خبراء الوقت في عصرنا، هو مبدأ تمَّ استنباطه من دراسات الوقت والحركة، وذلك عن طريق المقارنة بين ما ينتجه الأشخاص الذين يركزون تركيزاً تاماً، وما ينتجه الأشخاص الذين قاموا بالتوّقف في أثناء تنفيذ المهمّة، ثمَّ الاستمرار مرّة أخرى وهكذا، فالناجحون لا يقومون على أداء أكثر من مهمّة واحدة وبعد الانتهاء منها يقومون بتنفيذ المهمّة التالية بكل أريحية وثقة، بحيث يقلّلون من نسبة الخطأ.

إنّ ما توصلت له الدراسات المعنية بإدارة الوقت، هو أننا نفقد الزخم والتناغم الذي قد اكتسبناه عند البدء في تنفيذ المهمّة والمضي قدماً بها، وذلك في كلّ مرّة نتوقّف فيها في أثناء تنفيذ المهمّة، ثم العودة والاستمرار بها، كما وأننا ننسى النقطة التي توقفنا عندها أيضاً، وعندما نرجع للاستمرار بالمهمّة، فلن يكون أمامنا خيار سوى أن نراجع كل ما قمنا به، حتى نصل إلى تلك النقطة، ونستعيد تصوّرنا عن الأمر الذي نعمل عليه، ثم نبدأ مرّة أخرى، وقد اتضّح أن مثل هذه العملية، تتطلب ما نسبته خمسة بالمئة من الوقت اللازم لإتمام المهمة، إذا كنا قد شرعنا في تنفيذها، ولم نوقف العمل عليها حتى ننتهي منها بنسبة مئة بالمئة.


شارك المقالة: