اقرأ في هذا المقال
إن وجود فرد من ذوي الحاجات الحاجات الخاصة في الأسرة هي مشكلة، يشعر بها كل أفراد الأسرة بسبب المتطلبات الانفعالية، الاجتماعية، التعليمية، والاقتصادية المفروضة عليهم وهذه المتطلبات والالتزامات تجعل تلك الأسر عرضة للإجهاد حيث يتسبب سلوك الطفل ذوي الحاجات الخاصة في عدم ارتياحه الشخصي، مما يؤثر على حالته النفسية بصفة خاصة، ويؤثر بالتبعية على الحالة الانفعالية لجميع أفراد الأسرة المحيطين به، ويؤثر على سلوكياتهم.
تعريف إرشاد أسر ذوي الحاجات الخاصة
هي علاقة تفاعلية بين أخصائي مدرب مع والِدَي الطفل من ذوي الحاجات الخاصة، بهدف الوصول إلى فهم أفضل لاهتمامهم، مشاكلهم، ومشاعرهم الخاصة.
وهي عملية تعليمية تهتم باستثارة وتشجيع النمو الشخصي، الذي من خلاله يساعد المرشد الأسرة لاكتساب وتطوير واستخدام مهارات واتجاهات ضرورية للوصول إلى حل مُرضِي لمشكلتهم أو اهتمامهم.
تعريف إرشاد ذوي الحاجات الخاصة كما يراه العالم استيورت
هو عملية مساعدة بين ممارسي وظيفة الإرشاد من ذوي الخبرة الواسعة الشاملة مع آباء الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، الذين يعملون حول فهم أفضل لهمومهم، مشكلاتهم، ومشاعرهم، فلإرشاد عبارة عن عملية تقوم بالتركيز على النمو الشخصي للآباء الذين يقومون بتعلم اكتساب الاتجاهات والمهارات اللازمة، واستخدامها لحل مشكلاتهم والأمور التي تشكل لهم مصدر للقلق والحزن، حيث يتم مساعدة الآباء ليكونوا أفراد يعلمون على أفضل وجه كيفية مساعدة أطفالهم والاهتمام بالتوافق الأسري الجيد.
دعم وتوجيه أسر ذوي الحاجات الخاصة لبناء بيئة داعمة
تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تمثل تحديًا فريدًا للأسر، إذ يتطلب الأمر تعاملًا خاصًا يتناسب مع احتياجات الطفل ومراحل نموه. يلعب الإرشاد الأسري دورًا حيويًا في مساعدة العائلات على التعامل مع هذه التحديات، ويزودهم بالأدوات والمعرفة اللازمين لدعم أطفالهم بشكل أفضل. في هذا المقال، سنتناول جوانب الإرشاد الأسري لذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يمكن أن يسهم في تحسين نوعية الحياة للأسرة والطفل على حد سواء.
1. توفير معلومات دقيقة وشاملة
التثقيف هو الخطوة الأولى والأهم في دعم الأسر. من المهم أن تتلقى الأسرة معلومات موثوقة حول نوع الاحتياج الخاص الذي يعاني منه الطفل، سواء كان عقليًا، جسديًا، أو حسيًا. يتضمن هذا المعلومات حول التشخيص، الاحتياجات العلاجية، وكيفية تأثير الحالة على نمو الطفل وتطوره. فهم الأسرة للحالة يمكن أن يساعد في تقليل القلق وتعزيز قدرتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة.
2. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
يعد الدعم النفسي من الأمور الأساسية للعائلات التي تتعامل مع تحديات تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. قد تعاني الأسرة من ضغوط نفسية نتيجة التوقعات الاجتماعية، العزلة، أو الشعور بالإرهاق. يمكن أن يساعد الإرشاد الأسري في توفير فضاء آمن للأهل للتعبير عن مشاعرهم والتعامل مع التوتر والقلق. كما يساعد الإرشاد في بناء استراتيجيات للتكيف النفسي والاجتماعي، مما يعزز من قدرة الأسرة على تقديم الرعاية المناسبة للطفل.
3. تعزيز مهارات التواصل الأسري
يحتاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى طرق تواصل خاصة قد تختلف عن الطرق التقليدية. يمكن أن يساعد الإرشاد في تعليم الأسر مهارات التواصل الفعّال مع طفلهم، سواء من خلال لغة الإشارة، أو استخدام الأدوات المساعدة مثل الصور أو الأجهزة التكنولوجية. تعزيز مهارات التواصل داخل الأسرة يسهم في تقوية العلاقة بين الطفل وأفراد عائلته، مما يساهم في تطوير شعوره بالانتماء والأمان.
4. تطوير استراتيجيات للتكيف مع التحديات اليومية
الحياة اليومية لعائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد تكون معقدة، من حيث تنظيم الوقت والجهد لتلبية احتياجات الطفل الخاصة. يمكن للإرشاد أن يقدم للأسر استراتيجيات لتنظيم وقتهم، وتحسين طرق التعامل مع التحديات مثل الأنشطة اليومية، العلاج، والدراسة. توجيه الأسر لتطوير خطط يومية متوازنة يمكن أن يساعدهم على توفير بيئة مستقرة وهادئة للطفل.
5. بناء شبكة دعم اجتماعي
توجيه الأسر إلى الاستفادة من شبكات الدعم الاجتماعي مثل الجمعيات والمنظمات التي تقدم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، يساعد في تخفيف الضغط على الأسرة ويمنحهم فرصة للاستفادة من الموارد المتاحة. المشاركة في مجموعات دعم مشابهة تسهم في بناء مجتمع متكافل يشترك في تقديم النصائح والتجارب.
6. تدريب الأهل على دورهم كمدافعين عن حقوق الطفل
من المهم أن يشعر الأهل بالتمكين للعب دور نشط في الدفاع عن حقوق طفلهم سواء في المؤسسات التعليمية، الصحية، أو الاجتماعية. الإرشاد يمكن أن يساعد في تدريبهم على فهم حقوقهم وحقوق طفلهم، وكيفية المطالبة بها، والعمل مع المؤسسات لضمان توفير بيئة تعليمية واجتماعية تناسب احتياجات الطفل.
7. التعاون مع المتخصصين
الإرشاد الأسري يشمل أيضًا مساعدة الأسر على التعاون مع الفرق الطبية والتعليمية التي تقدم الخدمات للطفل. من المهم أن يعرف الأهل كيفية التواصل مع المعالجين والمعلمين لضمان أن احتياجات الطفل مغطاة في جميع جوانب الحياة. الإرشاد يسهم في تعزيز التواصل بين الأهل والمتخصصين، مما يؤدي إلى تحسين مستوى الرعاية.
يعد الإرشاد الأسري لذوي الاحتياجات الخاصة أداة هامة في مساعدة الأسر على التأقلم مع التحديات التي تواجهها. من خلال توفير المعلومات، الدعم النفسي، المهارات العملية، وشبكات الدعم الاجتماعي، يمكن للإرشاد أن يعزز من رفاهية الأسرة ككل ويضمن توفير أفضل فرص النمو والتطور للطفل.