إعادة تصور الذات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر إعادة تصور الذات في علم النفس هو عدم انفصال القضايا الوجودية للذات عن النظرية الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، حيث تكشف الانتقادات الخاصة للنظريات النفسية عن الذات عن الأسس المعيارية للوجودية التي يُفترض أنها محايدة، ومنها تعترف التحليلات التصورية للإدراك لقدرات الفرد المؤثرة بالمساهمات الاجتماعية التقليدية وتقديم الأعراف والممارسات للسلوكيات الإيجابية.

إعادة تصور الذات في علم النفس

تتمثل إعادة تصور الذات في علم النفس في وجود الذات الديناميكية والعلائقية، حيث يجادل العديد من علماء النفس بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن العقلانية وحدها ضرورية للذات وأن الذات المثالية شفافة وموحدة ومتماسكة ومستقلة؛ لأنهم يميزون النصوص الفرعية الكارهة للفردية في الموضوع الأخلاقي للعالم إيمانويل كانط والاتجاهات التنظيمية.

في حين أن بعض علماء النفس يجادلون بنموذج علائقي للاستقلالية يرفض البعض الآخر منهم سرد الانفصال عن مجال الاعتماد على مصادر متعددة الثقافات وعالمية، يرون أن هذا يقتصر عن الديناميكيات المعقدة للذات متعددة الطبقات والمترابطة والتي قد تنمو من خلال تفاعلات مستدامة من خلال مجتمعها بدلاً من فترات انقطاع حاسمة عنها.

ففي إعادة تصور الذات في علم النفس يتناول مفاهيم جديدة للذات العلائقية، حيث تتضمن هذه المفاهيم مساهمات جديدة في فلسفة الذات، وتستند أحيانًا إلى أطر من تقاليد مثل ما بعد البنيوية، والتحليل النفسي ونظرية السرد والمعارف المحلية، وينجذب علماء النفس إلى هذه المقاربات لفهم الذات لأنهم لا يشاركون في العوائق التي تحفز الانتقادات الأساسية للموضوع الأخلاقي الكانطي.

التحليل النفسي وإعادة تصور الذات في علم النفس

من خلال اتباع نهج التحليل النفسي في إعادة تصور الذات في علم النفس يؤكد علماء النفس أن الأطفال يطورون تدريجيًا استقلالية عن مقدمي الرعاية لهم، لكن تُعقد هذه الرواية عن طريق نقل المفهوم الفرويدي للعالم سيغموند فرويد الكلاسيكي للذات وتمييزها بين الوعي واللاوعي في إطار صريح، حيث أن الذات هي موضوع النطق والمتحدث الذي يمكنه استخدام الضمير (أنا).

لكن المتحدثين ليسوا فرديين ولا يتحكمون بشكل كامل في ما يقولونه لأن الخطاب متشعب في البعد الرمزي للغة الذي يتميز بالإشارات المرجعية والمنطق الخطي ويتوافق مع الوعي والتحكم، ففي التحليل النفسي وإعادة تصور الذات في علم النفس يعد البعد السيميائي الرمزي للغة الذي يتميز باللغة التصويرية والإيقاعات والتنغيم ما يتوافق مع الجامح في اللاوعي الذي تغذيه العاطفة.

يربط هذا الخلاف بين رواية التحليل النفسي والمخاوف بشأن الوعي والذات؛ نظرًا لأن الترتيب العقلاني للرموز هو مكون ثقافيًا في حين أن جاذبية المعلومات المحملة بالتأثير ثقافيًا، يترتب على ذلك أنه لا يوجد خطاب بحت ولا يمكن الاستغناء عن الرمز الذاتي بنفس القدر للموضوع المتكلم، بغض النظر عن الجنس المحدد اجتماعيًا لهذا الفرد.

تدمج كل نفس طرائق الخطاب في التحليل النفسي في حين أن جاذبيته المليئة بالعاطفة يعني أنه لا يوجد خطاب بحت، مثل اللاوعي في نظرية التحليل النفسي الكلاسيكية فإن الأدلة والرموز أحيانًا تفسد الذات، وقد يحاول المرء التعبير عن أفكاره بلغة محددة ومباشرة، ولكن بسبب الجوانب الدلالية لألفاظ المرء، فإن ما يقوله لا يحمل أي معنى واحد ويمكن تفسيره بأكثر من طريقة.

من وجهة نظر التحليل النفسي هذا كله يعود بالخير؛ لأن الوصول إلى الدلالية الذي يتم نقله غالبًا عن غير قصد بأسلوب الكلام يشعل النقد الاجتماعي، حيث أنه يعطي تعبيرًا عن مادة مكبوتة غير واعية، وفقًا لها فإن ما يقمعه المجتمع بشكل منهجي يوفر أدلة على ما هو قمعي في المجتمع وكيف يحتاج المجتمع إلى التغيير، وهكذا فإنها تدرك وجود إمكانات أخلاقية.

بما أن هذه الإمكانات الأخلاقية مرتبطة صراحة بالنفس فإن تفسير التحليل النفسي لإعادة تصور الذات في علم النفس يحل محل التمسك بالمبدأ باعتباره النمط الأساسي للفاعلية الأخلاقية ويقر بالحاجة الملحة لنهج أخلاقي في الوقت نفسه، مما يبدو أن موضوع التحليل النفسي المشكوك فيه قيد التنفيذ يكرس الفصل بين الأفراد الذي يسبب الكثير من المشاكل والمشاعر السلبية.

الذات المتقاطعة والمتعددة وإعادة تصور الذات في علم النفس

على مدى العقود العديدة الماضية اكتسبت الطبقات البيولوجية الاجتماعية والمتقاطعة والظاهرية للذات العلائقية أهمية متزايدة في إعادة تصور الذات في علم النفس، حيث تشير نظريات الذات المتقاطعة التي قدمها بعض علماء النفس إلى أن الطبقات الطبقية للهويات الاجتماعية مثل الجنس والعرق والطبقة لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض.

بدلاً من ذلك تتفاعل طرائق الهوية هذه لإنتاج تأثيرات مركبة في إعادة تصور الذات في علم النفس، على هذا النحو فإن الفرد هو ذات متقاطعة أو حتى ذوات متعددة، حيث تتقارب هياكل التبعية وتهدف النظرية المتقاطعة إلى التقاط جوانب الذات المشروط بالعضوية في مجموعات اجتماعية تابعة أو متميزة، وذلك من خلال إبراز مسؤوليات الانتماء إلى أكثر من مجموعة تابعة.

تُشبّه إعادة تصور الذات في علم النفس وضع هؤلاء الأفراد بموقف المشاة الذي تصطدم به عدة مركبات مسرعة في وقت واحد، بينما تُشبه وضعهم بموقف ساكن على الحدود ليس في المنزل في أي مكان للإشارة إلى عدم تجانس الذات في مثل هذه الظروف، تختبر إحساسًا بالوجود المستمر الذي يعزز أنماطًا فريدة من صنع المعنى.

على هذا النحو يمكن أن يكون السكن الحدودي المتقاطع نموذجًا للهوية الإيجابية التي تسجل الطبيعة المتعددة للذات في إعادة تصور الذات في علم النفس، وغالبًا ما تكون الذات التي تعيش على الحدود سيئة في العالم، ولكن هذا لا يجب أن يكون سيئًا، بدلاً من ذلك قد يوفر عدسة فريدة لتفسير الطبيعة المتصدعة للذات بالإضافة إلى إمكانيات مقاومة الأعراف الاجتماعية.

ثروة الذات وإعادة تصور الذات في علم النفس

يشعر بعض الأفراد بالارتياح لرفض وحدة الذات تمامًا ويقترحون أن الأشخاص يتألفون مما يعرف بثروة الذات وهو طريقة للتنقل بين الذات المتنافية التي تظهر في سياقات مختلفة، الذي يدعو إلى السعي لتوحيد هذه الذوات الحصرية المتبادلة من خلال مشروع حياة تكامل ذاتي، ومنها تتعامل ثروات الذات مع جميع المواقف لإعادة تصور الذات في علم النفس لأنها تدعو إلى التعددية الوجودية.

عندما يتكون فرد واحد من ذوات متعددة هذا الموقف لا يمكن الدفاع عنه في إعادة تصور الذات في علم النفس؛ لأنه لا يأخذ في الحسبان حقيقة أن الذات يجب أن تتمتع ببعض الهوية الفريدة، ومن أجل إنصاف كل من تفرد الذات وتعددها، يجادل علماء النفس بأن الأنفس فردية وجودية ولكنها تعددية وجودية، والأشخاص بالنسبة لها يتميزون بذاتهم الفردية المتعددة ذات الجوانب المختلفة التي هي دائمًا في طور الصيرورة.

في النهاية نجد أن:

1- إعادة تصور الذات في علم النفس يعتبر هو عدم انفصال القضايا الوجودية للذات عن النظرية والأحكام الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

2- تكشف الانتقادات الخاصة للنظريات النفسية عن الذات عن الأسس المعيارية للوجودية التي يُفترض أنها محايدة.

3- تعترف التحليلات التصورية للإدراك لقدرات الفرد المؤثرة بالمساهمات الاجتماعية التقليدية وتقديم الأعراف والممارسات للسلوكيات الإيجابية.


شارك المقالة: