تعبر الثورة الصناعية عن الفترة التي تحولت فيها الاقتصادات الزراعية والحرفية بسرعة إلى الاقتصادات التي تهيمن عليها الصناعة والآلات، لم يغير هذا التحول في العالم المهني كيفية إنجاز العمل وإنتاج البضائع فحسب، بل غيّر أيضًا كيفية ارتباط الناس ببعضهم البعض وقد أنتج العديد من التأثيرات التي امتدت عبر المجالات المهنية والبيئية والثقافية للعالم مما جعل المصانع أحد المؤسسات المهنية التي تقوم على توظيف الأفراد بمختلف ظروفهم.
إيجابيات العمل المهني والتوظيف في المصانع:
تتميز المصانع والتوظيف بها في العديد من المميزات والإيجابيات التي تزيد من النتائج الإيجابية للموظف المهني وتعود عليه بالمنفعة بشكل عام وخاصة هؤلاء الأفراد الذين يفتقرون لوجود شهادات تخصصية أو أكاديمية، بحيث تتمثل إيجابيات العمل المهني والتوظيف في المصانع من خلال ما يلي:
التطور السريع للاختراعات الموفرة للموظفين: أدى الإنتاج السريع للأدوات اليدوية وغيرها من العناصر المفيدة إلى تطوير أنواع جديدة من الأدوات والمركبات لنقل البضائع والأشخاص من مكان إلى آخر، مثل نمو الطريق والسكك الحديدية والنقل، واختراع التلغراف والبنى التحتية المرتبطة بها من الهاتف وغيرها، من إنتاج الطاقة، والتقنيات الطبية بين الأطراف المهتمة بالمجالات المهنية، والآلات والأجهزة المهنية الموفرة للموظفين والاختراعات الأخرى، وخاصة تلك التي تعمل بالكهرباء مثل الأجهزة المنزلية والتبريد والوقود مثل السيارات والمركبات الأخرى التي تعمل بالوقود، بحيث تعتبر جميعها من إيجابيات العمل في المصانع والثورة الصناعية.
التطور السريع للأداء المهني: تعتبر المصانع هي المحرك الرئيسي وراء التطورات المختلفة في العالم المهني، بحيث أصبحت من المؤسسات المهنية التي تهتم بالطب والصحة المهنية للموظفين، بحيث تهتم المصانع باستخدام تصنيع الآلات المهنية المختلفة وإن كانت طبية، ويمكن أن يتم إدخال تحسينات على هذه الأدوات بشكل أكثر كفاءة مهنية؛ لأن الموظف أو العامل في المصانع هو من يقوم بالاهتمام بتصنيع هذه الأدوات والآلات المهنية بما يتناسب مع احتياجاته وراحته في العمل المهني في المصانع مع تحسن التواصل مع مختلف المجالات المهنية، مما يؤدي إلى رعاية أفضل.
تحسين وجودة حياة الشخص العادي: خفض الإنتاج الضخم تكاليف الأدوات والملابس والأدوات المنزلية الأخرى التي تشتد الحاجة إليها للأشخاص العاديين، مما يسمح لهم بتوفير المال لأشياء أخرى وبناء الثروة الشخصية، بالإضافة إلى ذلك، مع اختراع آلات تصنيع جديدة وبناء مصانع جديدة، نشأت فرص عمل جديدة للأشخاص غير الجامعيين، ولا يوجد لديهم شهادات علمية أو أكاديمية، بحيث لم يعد الشخص العادي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمتابعة الدراسية، بشكل عام، يمكن للناس توفير جزء من أجورهم، وأتيحت الفرصة للكثيرين للاستثمار في أعمال مربحة، وبالتالي تنمية قدراتهم المهنية وتطوير مهاراتهم واستغلالها في مجالات الصناعة المختلفة.
صعود المهن المتخصصة: مع تقدم التصنيع، تدفق المزيد والمزيد من سكان الريف إلى المدن بحثًا عن رواتب أفضل في المصانع؛ لزيادة الكفاءة المهنية الإجمالية للمصانع والاستفادة من الفرص المهنية الجديدة في السوق المهني، بحيث تم تدريب موظفين المصانع على أداء المهام المهنية المتخصصة، وقام أصحاب المصانع بتقسيم عمالهم إلى مجموعات مختلفة، تركز كل مجموعة على مهمة محددة، وبعض الجماعات تأمينها ونقلها إلى مصانع المواد الخام المستخدمة في انتاج كميات كبيرة ، في حين تعمل مجموعات أخرى في تصنيع أجهزة مختلفة، وقامت بعض مجموعات الموظفين بإصلاح الآلات عند تعطلها، بينما تم تكليف مجموعات أخرى بإجراء تحسينات عليها وتشغيل المصنع بشكل عام، مما أدى إلى تخصص كل موظف مهني في تخصص مهني معين يعود عليه بالفائدة في المستقبل المهني القادم.
سلبيات العمل المهني والتوظيف في المصانع:
مع نمو المصانع أصبح الموظفين أكثر تخصصًا، كانت هناك حاجة إلى مدرسين ومدربين إضافيين لنقل المهارات المهنية المتخصصة، بالإضافة إلى ذلك، أدت الاحتياجات السكنية والنقل والترفيه لموظفين المصانع إلى التوسع السريع في المدن ونمت البيروقراطيات الإدارية لدعمها وتم إنشاء إدارات متخصصة جديدة للتعامل مع حركة المرور والصرف الصحي والضرائب وغيرها من الخدمات، ومع ذلك فهناك العديد من السلبيات للعمل في المصانع ويمكننا ذكر بعض منها من خلال ما يلي:
اكتظاظ المدن والمؤسسات الصناعية: الوعد بتحسين الأجور جذبت المهاجرين إلى المدن والبلدان الصناعية التي لم تكن مستعدة للتعامل معها: على الرغم من أن النقص الأولي في المساكن في العديد من المناطق قد أفسح المجال في النهاية لطفرات البناء وتطوير المباني الحديثة، بحيث ظهرت المدن الضيقة وهذا غير مرغوب نفسياً لدى أي شخص سواء موظف داخل المصانع أو خارجها فلا يستطيع الشخص العيش والعمل في أماكن تعتبر ضيقة بعض الشيء ومكتظة بشكل عام وملحوظ.
التلوث البيئي في المصانع: بدأت المشاكل البيئية الحديثة في العالم أو تفاقمت بشكل كبير بسبب تعدد المؤسسات الصناعية، من حيث تزويد المصانع بالوقود والحفاظ على إنتاج كل نوع من أنواع السلع المصنعة، تم تحويل الموارد الطبيعية المياه والأشجار والتربة والصخور والمعادن والحيوانات البرية والداجنة، وما إلى ذلك، مما قلل من مخزون المواد الطبيعية القيمة في البيئة المحيطة، مما جعلها تؤثر على الموظفين بشكل عوامل وعناصر بيئية مهنية محيطة أي خارجية.
ظروف العمل السيئة: عندما ظهرت المصانع في المدن والبلدات الصناعية فضل أصحابها الإنتاج والربح على كل شيء آخر، وكانت سلامة الموظفين والأجور أقل أهمية، بحيث حصل موظفين المصانع على أجور أكبر مقارنة بالموظفين الزراعيين، لكن هذا يأتي غالبًا على حساب الوقت وظروف العمل غير المثالية، وغالبًا ما كان عمال المصانع يعملون ساعات عمل مهني كبيرة وطويلة يوميًا وفي الأسبوع، وكانت الأجور ضئيلة وكانت الآلات المختلفة في المصنع متسخة في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى طرد الدخان، وغير آمنة، وكلاهما ساهم في وقوع حوادث أسفرت عن إصابة الموظفين ووفياتهم، لكن ظهور النقابات العمالية، والذي بدأ كرد فعل على الظروف العملية في المصانع، جعل العمل في المصانع أقل قسوة وأقل خطورة.
ارتفاع العادات غير الصحية: مع توفر المزيد من الأجهزة الرخيصة الموفرة للموظفين في المصانع، كان الأشخاص يمارسون نشاطًا بدنيًا أقل شدة، في حين أصبح العمل الشاق المرتبط بالمزرعة أسهل بكثير، وفي كثير من الحالات أكثر أمانًا، من خلال استبدال قوة الحيوانات والقوة البشرية بالجرارات والمركبات المتخصصة الأخرى، ومركبات أخرى، مثل القطارات والسيارات ، يقلل بشكل فعال من كمية التمارين الصحية التي يشارك فيها الأشخاص كل يوم، وتم استبدال العديد من المهن التي تتطلب قدرًا كبيرًا من المجهود البدني في الهواء الطلق بالعمل المكتبي الداخلي، والذي غالبًا ما يكون مستقرًا بحيث يكون محدود المكان.