اتجاهات المجتمع نحو التخلف العقلي

اقرأ في هذا المقال


تأتي أهمية اتجاهات المجتمع نحو التخلف العقلي، من حيث أن هذه الاتجاهات أو المواقف التي يتخذونها من الطفل المتخلف، إنما تنعكس على سلوكهم نحوه ومعاملتهم له، وتؤثر بالتالي في نموه وتطوره فالاتجاهات تعمل كمقدمات أو أسس للسلوك، والاتجاه هو نزعة الفرد أو ميله للاستجابة سلبية أو إيجابية في نظرته إلى موضوع ما.

اتجاهات المجتمع نحو التخلف العقلي

إن نظرة المجتمع إلى الطفل المتخلف عقلياً سلبية كانت أو إيجابية، ستكون مقدمة لتشكيل أنماط استجاباتهم السلوكية نحو هذا الطفل وسيكون لها بالتأكيد أثرها في نموه وتطوره، كما سيكون لها أثرها في نظرته لنفسه وثقته بذاته والمجتمع الذي يعيش فيه.

وقد زادت معرفة المجتمع بواقع التخلف العقلي، وأنه أمر يختلف عن المرض العقلي، وأن هؤلاء الأطفال يستحقون العطف والرعاية، وأن تكرس لهم جهود المتخصصين من أطباء ومرشدين ومدرسيين وممرضين، وغيرها من الأنشطة التي بدأت اتجاهات المجتمع تغييرها إلى الأفضل.

اتجاهات الفئات نحو التخلف العقلي

1- اتجاهات الناس بشكل عام نحو التخلف العقلي

إن استعمال عبارة متخلف عقلياً لوصف جميع حالات التخلف العقلي، التي تعاني من تدني مستوى القدرة العقلية سواء كانت أسبابها بيولوجية أو اجتماعية أو نفسية، يشكل مصدر للخطأ والارتباك في اتجاهات الناس عامة نحو المتخلفين عقلية، فهم يميلون إلى النظر إلى كل الأفراد الذين يشتركون في بعض الخصائص والصفات على أنهم متطابقون بشكل عام.

فاتجاهات الناس العاديين نحو المتخلف عقلياً إنما تميل إلى السلبية إلى حد كبير، وهذه الاتجاهات ستتغير نتيجة معرفتهم الحقيقة مفاهيمهم عن التخلف، وإلى أي حد ستؤثر هذه الاتجاهات السلبية على الأطفال المتخلفين أنفسهم، لهذا فيوجد عوامل تؤثر في اتجاهات الناس عامة نحو التخلف العقلي منها عوامل الجنس والعمر والمستوى الثقافي والمستوى الاجتماعي، ومدى تفاعل الأفراد واتصالهم مع المتخلفين، فذلك له أثر في تكوين اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو التخلف.

2- اتجاهات المعلمين العاملين مع المتخلفين عقليا

إن المعلمين الذين يعملون مع الأطفال المتخلفين يشكلون مجموعة كبيرة من المهنيين، الذين يعملون مع الطفل المتخلف ويتفاعلون معه بدرجة متفاوتة، وقد نالت اتجاهات المعلمين نحو الأطفال المتخلفين اهتماماً خاصة في الدراسات والبحوث التربوية والنفسية، وقد دلت تلك الدراسات على أن اتجاهات المعلمين تؤثر بالإيجاب والسلب على الطفل المتخلف، وتنتقل إلى الطفل نفسه أو إلى رفاقه؛ مما يؤثر على وضع الطفل الاجتماعي من ناحية وعلى أدائه التحصيلي من ناحية أخرى.

أما النتائج العامة التي يمكن استخلاصها من الدراسات التي تناولت اتجاهات المعلمين نحو الأطفال المتخلفين عقلياً، فيمكن تلخيصها فيما يلي، أن المعلمين بشكل عام يفضلون تعليم الأطفال الموهوبين عن تعليم الأطفال المتخلفين، وأن اتجاهات المعلمين المتخصصين نحو الأطفال المتخلفين من المستوى الاقتصادي الأفضل أكثر إيجابية من اتجاهاتهم نحو الأطفال المتخلفين من أبناء الطبقات الفقيرة.

وأن المعلمين المتخصصين في ميدان التربية الخاصة ينظرون إلى المتخلفين نظرة أكثر إيجابية من زملائهم المعلمين في ميدان التعليم العام أن معلمي التربية الخاصة، يؤكدون على تكيف الطفل النفسي والاجتماعي ويميلون إلى تقليل متطلباتهم من الأطفال المتخلفين عن غيرهم من الأطفال العاديين، مما لا يتوافر لدى زملائهم من معلمي التعليم العام.

3- اتجاهات الرقاق نحو الأطفال المتخلفين عقليا

لقد تناولت بعض الأبحاث موضوع اتجاهات الرفاق نحو الأطفال المتخلفين عقلياً تخلفاً بسيطة في المدارس العادية، ويمكن تلخيص نتائج الدراسات المتعلقة باتجاهات الرفاق نحو الأطفال المتخلفين بما يلي، أن تقدير طلبة صفوف التربية الخاصة لرفاقهم المتخلفين عقلياً أعلى من تقدير طلبة الصفوف العادية، لرفاقهم المتخلفين عقلياً الموجودين معهم في هذه الصفوف، عند محاولة وضع الأطفال العاديين مع رفاقهم المتخلفين لم تتغير في اتجاه إيجابي.

4- اتجاهات الأطفال المتخلفين نحو أنفسهم

إن نظرة الطفل المتخلف إلى ذاته أو مفهومه عن ذاته له دور هام في نموه وتطوره إلى حد كبير ، لذلك تأتي أهمية دراسة الطفل المتخلف عن ذاته، والعوامل التي يمكن أن تكون لها علاقة بذلك، ويمكن تلخيص نتائج الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع الذات عند الطفل المتخلف ونظرته لذاته فيما يلي، أن الأطفال المتخلفين لا يظهر منهم اتجاهات ثابتة نحو أنفسهم.

بل أن نظرتهم لأنفسهم تختلف باختلاف الأوضاع والظروف التي يكون فيها كالمدرسة والبيت، وأن المتخلفين القابلين للتعلم الموجودين في صفوف التربية الخاصة، يحملون مفهوماً للذات متدني بالنسبة لأقرانهم من الذين يذهبون إلى صفوف عادية، وأن مفهوم الذات عند الأطفال المتخلفين أقل واقعية منه عند الأطفال العاديين.

5- اتجاهات والدي الأطفال المتخلفين عقليا نحو أطفالهم المتخلفين

الوالدان من أهم الفئات التي تؤثر اتجاهاتها في الأطفال المتخلفين عقلياً، وتنعكس على سلوك وأداء الفرد المتخلف عقلياً في مختلف المجالات، وكذلك وجد أن اتجاهات الوالدين بالإضافة إلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لهما، له دور كبير في معرفة المشكلات السلوكية وكذلك طبيعة إعاقته.


شارك المقالة: