اختبار تورينج في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتناول اختبار تورينج في علم النفس الأفكار السابقة بالترتيب الذي قدمت به، حيث أن هناك مناقشة للتقييمات الحالية للعديد من المقترحات التي تم تسميتها اختبار تورينج سواء كان هناك الكثير من المزايا في تطبيق هذا التصنيف على المقترحات المعنية أم لا، ويعتبر اختبار تورينج هدفًا مناسبًا للبحث في الذكاء الاصطناعي وكيفية استعمال الأفراد لذكائهم وقدراتهم المعرفية في استخدام مثل هذا الاختبار.

اختبار تورينج في علم النفس

تعتبر عبارة اختبار تورينج هي الأنسب للإشارة إلى اقتراح قدمه آلان تورينج (1950) كطريقة للتعامل مع مسألة ما إذا كانت الآلات تستطيع التفكير، وفقًا لتورنج فإن السؤال عما إذا كانت الآلات تستطيع التفكير في حد ذاته لا معنى له جدًا بحيث لا يستحق المناقشة، ومع ذلك إذا أخذنا في الاعتبار السؤال الأكثر دقة والمتعلق بطريقة ما عما إذا كان الكمبيوتر الرقمي يمكنه الأداء الجيد في نوع معين من الألعاب التي يصفها تورينج لعبة التقليد، إذن على الأقل في نظر تورينج لدينا السؤال الذي يسمح بمناقشة دقيقة، علاوة على ذلك كان تورينج نفسه يعتقد أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يكون لدينا أجهزة كمبيوتر رقمية يمكنها العمل بشكل جيد في لعبة التقليد.

تُستخدم عبارة اختبار تورينج في علم النفس بشكل أكثر عمومية للإشارة إلى بعض أنواع الاختبارات السلوكية لوجود العقل أو الفكر أو الذكاء في الكيانات المفترضة، لذلك على سبيل المثال يُقترح أحيانًا أن يكون اختبار تورينج مُعد مسبقًا في خطاب ديكارت حول الطريقة المعرفية والحسابية واللغوية، حيث وجد ترقبًا للاختبار في كتابات عام 1668 للكتاب الديكارتي دي كورديموي، ومنها يقدم الباحثين أدلة أرشيفية على أن تورينج كان على علم باختبار ديكارت اللغوي في الوقت الذي كتب فيه بحثه عام 1950، يقدم مثالًا مبكرًا على أولئك الذين وجدوا أن عمل تورينج تم التنبؤ به في أعمال ديكارت.

يُستخدم اختبار تورينج في علم النفس أحيانًا للإشارة إلى أنواع معينة من السلوكيات البحتة التي يُزعم أنها ظروف منطقية كافية لوجود العقل أو الفكر أو الذكاء في الكيانات المفترضة، لذلك على سبيل المثال غالبًا ما يُقال إن تجربة نيد بلوك الفكرية هي اعتراض مفترض على اختبار تورينج، حيث يحتوي على مناقشة مباشرة لاختبار تورينج في هذا السياق، وهنا ما يفكر فيه مؤيد هذا الرأي هو فكرة أنه من الممكن منطقيًا لكيان أن يجتاز أنواع الاختبارات التي يجتازها ديكارت وعلى الأقل حسب ما يُزعم تورينغ يفكر في استخدام الكلمات وربما للتصرف بنفس الطريقة التي يستخدمها البشر ومع ذلك يفتقرون تمامًا إلى الذكاء ولا يمتلكون عقلًا.

لعبة التقليد في اختبار تورينج في علم النفس

يصف تورينج (1950) لعبة التقليد في اختباره وافترض أن لدينا شخصًا وآلة ومحققًا، حيث يكون المحقق في غرفة منفصلة عن الشخص الآخر والآلة، والهدف من هذه اللعبة هو أن يقوم المحقق بتحديد أي من الاثنين الآخرين هو الشخص وأيها هو الجهاز، يعرف المحقق الشخص الآخر والجهاز من خلال علامتين، ولكن على الأقل في بداية اللعبة لا يعرف أي من الشخص الآخر والجهاز هو علامة معينة، وعند تشير نهاية اللعبة إلى أن أول علامة هو الشخص وثاني علامة هي الآلة أو أول علامة هي الآلة وثاني علامة هو الشخص.

هناك نوعان على الأقل من الأسئلة التي يمكن طرحها حول تنبؤات اختبار تورينج في علم النفس المتعلقة بلعبة التقليد الخاصة به، أولاً هناك أسئلة تجريبية على سبيل المثال هل صحيح أننا الآن أو سنكون قريبًا صنعنا أجهزة كمبيوتر يمكنها ممارسة لعبة التقليد بشكل جيد لدرجة أن المحقق العادي لديه فرصة لا تزيد عن 70 في المائة في تحديد الهوية الصحيحة بعد خمسة دقائق من الاستجواب؟

ثانيًا هناك أسئلة مفاهيمية لاختبار تورينج في علم النفس على سبيل المثال هل صحيح أنه إذا لم يكن لدى المحقق العادي أكثر من 70 في المائة فرصة لتحديد الهوية الصحيحة بعد خمس دقائق من الاستجواب، يجب أن نستنتج أن الجهاز يبدي مستوى معينًا من التفكير أو ذكاء أم عقلية؟

ليس هناك شك في أن تورينج كان سيصاب باليأس بسبب حالة اللعب في نهاية القرن العشرين، وأن المشاركين في مسابقة جائزة اختبار تورينج في علم النفس حدث سنوي يتم فيه تقديم برامج الكمبيوتر الخاصة بهذا الاختبار لم يقتربوا من المعيار الذي تصوره تورينج.

حيث تكشف نظرة سريعة على نصوص المشاركين في العقد السابق أن البرامج التي تم إدخالها قد تم اكتشافها بسهولة من خلال مجموعة من سطور الاستجواب غير الدقيقة، علاوة على ذلك ادعى اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال بانتظام أن مسابقة جائزة اختبار تورينج في علم النفس كانت مصدر إحراج على وجه التحديد لأننا ما زلنا بعيدين عن امتلاك برنامج كمبيوتر يمكنه إجراء محادثة لائقة لمدة خمس دقائق.

في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ليس من الواضح مدى التغيير، من ناحية أخرى كانت هناك تطورات مثيرة للاهتمام في مولدات اللغة في اختبار تورينج في علم النفس، على وجه الخصوص أثار إصدار اختبار تورينج في علم النفس موجة من الإثارة جيدة جدًا في إنشاء القصص الخيالية والشعر والبيانات الصحفية والرموز والموسيقى والنكات والأدلة الفنية والمقالات الإخبارية، حيث يقترح اختبار تورينج في علم النفس مسارًا محتملًا للذكاء العام الاصطناعي.

اقترح بعض الناس أن اختبار تورينج إنه يتعرف فقط على الذكاء في الأشياء القادرة على الحفاظ على محادثة معنا، لماذا لا يكون الأمر كذلك أن هناك أشياء ذكية غير قادرة على إجراء محادثة، أو بأي حال من الأحوال غير قادرة على إجراء محادثة مع مخلوقات مثلنا؟ ربما يمكن منح الحدس الكامن وراء هذا السؤال.

ربما يكون من المواقف التي بلا داع الإصرار على أن أي شيء ذكي يجب أن يكون قادرًا على الحفاظ على محادثة معنا، من ناحية أخرى قد يعتقد المرء أنه نظرًا لتوفر مترجمين مؤهلين بشكل مناسب لمثل هذا الاختبار، يجب أن يكون من الممكن لأي عاملين أذكياء يتحدثان لغة مختلفة أن يجروا نوعًا من المحادثة.

الحجة من الوعي في اختبار تورينج في علم النفس

يستشهد تورينج بحجج من الوعي في اختبار تورينج في علم النفس، حتى تتمكن الآلة من كتابة أو تأليف مواقف وأحداث بسبب الأفكار والمشاعر التي تشعر بها، وليس بسبب سقوط الرموز بالصدفة، يمكننا أن نتفق على أن الآلة تساوي الدماغ أي ليس فقط كتابتها ولكن تعلم أنها كتبها، حيث لا يمكن لأي آلية أن تشعر وليس مجرد إشارة مصطنعة بالمتعة في نجاحها والحزن عندما تندمج أدواتها، أو من خلال الإطراء، أو تصبح بائسة بسبب أخطائها، أو تغضب أو مكتئبًا عندما لا تستطيع ذلك.

هناك العديد من الأفكار المختلفة التي يتم تشغيلها معًا هنا ومن المفيد فصلها، فكرة واحدة وهي الفكرة التي ركز عليها تورينج أولاً هي فكرة أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للمرء من خلالها التأكد من أن الآلة تفكر هي أن تكون الآلة، وأن يشعر المرء بأنه يفكر ويتميز عنها من خلال العقل الواعي.

الفكرة الثانية ربما هي أن وجود العقل يتطلب وجود نوع معين من الوعي بالذات ولا تكتفي بكتابته بل اعلم أنه كتبه، الفكرة الثالثة هي أنه من الخطأ أن تأخذ نظرة ضيقة للعقل، أي أن نفترض أنه يمكن أن يكون هناك عقل مؤمن منفصل عن أنواع الرغبات والعواطف التي تلعب مثل هذا الدور المركزي في توليد السلوك الإنساني البشري.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: