استراتيجيات تحسين مهارة القراءة في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


مهارة القراءة في التدريس التربوي:

تعلم القراءة هو مهارة معقدة تتطلب الكثير من الطلاب، وبمجرد أن ينتقل الطلاب من العملية السهلة نسبيًا لفك تشفير الكلمات الموجودة على الصفحة ويكونون قادرين على القراءة بمستوى من الطلاقة والتلقائية، يتم فرض مطالب متزايدة على قدرتهم على فهم قراءتهم في مستويات معقدة للغاية.

استراتيجيات تحسين مهارة القراءة في التدريس التربوي:

إنّ الطلاب يحتاجون إلى أكثر من استراتيجية فهم واحدة ليصبحوا قراءً واثقين ومهتمين، وهناك مجموعة من الاستراتيجيات المعرفية التي يمكن استعمالها في الفصل الدراسي لمساعدة الطلاب على تحسين فهمهم للقراءة بشكل عام.

استراتيجية مراقبة الفهم:

ببساطة تشير المراقبة إلى عملية تقييم الفهم لشيء ما أثناء قراءته، ويتطلب من الطالب الانتباه إلى تفكيره أثناء قراءة النص، وكما هو الحال مع جميع استراتيجيات القراءة، يتطلب هذا من الطلاب تطوير ما وراء المعرفة ومهارة التفكير.

يتطلب استخدام هذه الاستراتيجية ملاحظة الأفكار ويقوم بالتصفية من خلالها لتحديد ما هو جديد في قراءته؟ وما هي الأسئلة التي تنشأ؟ وما هي الخلفية المعرفية التي لديه؟ وما هي الاستدلالات التي يصنعها الطالب أثناء قراءته.

تتطلب المراقبة من الطالب القيام بكل هذا، ومراقبة كيفية نسج كل شيء معًا لمساعدته في كشف معنى النص، وبشكل أساسي تتطلب استراتيجية فهم المراقبة من الطالب أن يولي اهتمامًا وثيقًا وأن يلاحظ ليس فقط النص الذي يقرأه، ولكن أيضًا أفكاره وملاحظاته حول النص.

تُشجع استراتيجية مراقبة الفهم التي يتم إجراؤها بجدية، والقارئ على تقييم فهمه للنص بشكل مستمر، ويتيح لهم ذلك إجراء تعديلات على أسلوب الطالب في التعامل مع النص حسب الضرورة، ممّا يضمن عدم قيامه بمسح النص دون تفكير دون فهم ما قرأه،  وسيكون الطالب الذي يستخدم هذه الاستراتيجية طالبًا مشاركًا على دراية بمستوى فهمه الحالي وقادرًا على الاستجابة وفقًا لذلك، أنّ هذه الاستراتيجية شاملة يمكن أن تشمل جوانب من جميع الاستراتيجيات الأخرى داخلها.

ويمكن للمعلم تعليم مراقبة استراتيجية الفهم في الفصل، من خلال ما يلي:

أنّ الطريقة الأولى لاستخدام هذه الاستراتيجية هي القراءة بصوت عالٍ مع الطلاب وفي أغلب الأحيان  يشجع المعلم التفاعل أثناء القيام بذلك، وهو يمثل التفكير في النص كما يقرأ معًا، وفي النهاية ينقل المعلم مسؤولية التفكير في النص إلى الطلاب.

للقيام بذلك ينبغي على المعلم تحفيز الطلاب على القراءة مع الشركاء، وطرح الأسئلة على بعضهم البعض، والرسم والكتابة عما قرأوه، حيث أن هذا تحفيز الطالب على التفكير بوعي في قراءته وفهمه لها.

والتأكد أيضًا من تعريضهم لمجموعة واسعة من الأنواع على حد سواء خيالي وغير خيالي، ومع الممارسة الكافية سيبدأ طلابك في استخدام هذه الاستراتيجية بشكل مستقل وتلقائي في كل مرة يقرؤون فيها.

استراتيجية الفهم التصوري:

ما هي استراتيجية الفهم التصورية؟ يتضمن التصور بناء صور ذهنية بغرض رسم المعنى من النص عند الانخراط في التخيل، سيشكل الطلاب صورًا في أذهانهم لما قرأوه أثناء قراءته.

ومع ذلك ربما يكون التصور اسمًا سيئًا لهذه الاستراتيجية مع اقتراحها بـالرؤية وحدها، التصور هو في الواقع إشراك أكثر من مجرد إحساس بالبصر، لن يقوم الطلاب الماهرون في استخدام هذه الاستراتيجية بعمل صور ذهنية في أذهانهم فحسب، بل سوف يستحضرون في تخيلاتهم الروائح والأصوات والمشاعر والأذواق لما يقرؤونه أيضًا.

ويمكن للمعلم تعليم استراتيجية الفهم المرئي في الفصل من خلال ما يلي:

أن أفضل طريقة لتدريس هذه الاستراتيجية للطلاب هي استخدام النمذجة المباشرة، والبدئ بقراءة قصة مألوفة بصوت عالٍ، وأثناء القراءة يصف المعلم للطلاب الصور الذهنية التي يشكلها في عقله.

بمجرد أن يعطي الطلاب نظرة ثاقبة على عمليات التفكير الخاصة بالمعلم أثناء القراءة ثم تحدي الطلاب الفرديين ليذهبوا بأنفسهم مع مقاطع قصيرة، يجب عليهم قراءة جملة أو جملتين ليبدأ بها، ثم وصف الصور في أذهانهم أثناء قراءتها، ويجب أن يستمروا على هذا النحو حتى يكملوا المقطع، مع مرور الوقت سيصبح هذا أيضًا طبيعة ثانية للطلاب حيث يتم إضافة سلسلة أخرى إلى القوس.

تفعيل استراتيجية استيعاب المعرفة السابقة:

تشجع استراتيجية الفهم هذه الطلاب على إقامة روابط بين ما يقرؤونه وتجاربهم الخاصة، وفي هذه العملية تصبح قراءة الطالب ذات مغزى شخصي أكثر.

المعرفة السابقة هي المعرفة التي يمتلكها الطلاب بالفعل، وهذا ما يجلبه الطالب لقراءته، وكلما زادت معرفتهم المسبقة في أي مجال معين كانوا قادرين على فهم ما يقرؤون بشكل أفضل.

وعندما يتعلم الطلاب إقامة روابط بين الأشياء التي يقرؤونها وحياتهم الخاصة، سيبدؤون في تطوير سقالة يمكنهم من خلالها تعليق أفكار ومفاهيم جديدة.

ويمكن للمعلم تعليم تفعيل استراتيجية فهم المعرفة السابقة في الفصل الدراسي من خلال ما يلي:

تبدأ هذه الاستراتيجية حتى قبل فتح الكتاب، أولاً  يطلب من الطلاب معاينة الكتاب، وفحص الغلاف ومناقشة ما يرونه هناك، وقلب صفحات الكتاب معًا، ومناقشة الطلاب ما قد يدور حوله الكتاب بناءً على ملاحظاتهم.

أثناء قراءة الكتاب ينبغي على المعلم التربوي تشجيع وتحفيز الطلاب على الإشارة عندما يقرؤون شيئًا يعرفونه بالفعل، وماذا يعرفون أيضًا عن هذا الموضوع؟ هل يمكنهم مشاركة ما يعرفونه مع الفصل؟

إنّ تنشيط المعرفة السابقة يجعلنا نفكر في القراءة، فهي مهارة تسمى ما وراء معرفية بالإضافة إلى مهارة تعتمد على معرفة الطالب وخبرته.

استراتيجية التساؤل عن الفهم:

تشجع استراتيجية الفهم هذه الطلاب على التفكير بشكل نقدي فيما يقرؤونه، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تنمية شعورهم بالفضول، مثلما يطرح المعلم التربوي أسئلة على الطلاب من أجل تحفيز تفكيرهم، يسأل الطلاب أنفسهم أسئلة حول نص لبدء استكشافهم للنص سعياً وراء الفهم، حيث يضمن طرح الأسئلة مشاركة الطلاب عن كثب في النص، مما يجعل القراءة أكثر من مجرد السعي السلبي في العملية.

ويمكن للمعلم التربوي تدريس استراتيجية الاستيعاب المتسائل في الفصل، من خلال ما يلي:

يقوم المعلم  التربوي بتوجيه الطلاب على أن طرح الأسئلة يجب أن يتم قبل القراءة وأثنائها وبعدها، وسوف يوفر لهم الغرض والتركيز في قراءتهم، وفي هذه الاستراتيجية سوف يطرح الطلاب أسئلة لعدة أسباب بما في ذلك توضيح المعنى ماذا تعني هذه الكلمة؟ لماذا حدث ذلك؟ من أجل فهم الأحداث والشخصيات بشكل أفضل، لماذا فعلت ذلك؟ ماذا سيحدث إذا؟  وفهم غرض الكاتب لماذا كتبوا ذلك؟ وغيرها.

يعد طرح الأسئلة أمرًا مهمًا بشكل خاص عندما يجد الطالب نفسه لا يفهم ما يحدث، ويساعد طرح أسئلة التوضيح الطالب على البحث عن المعلومات المطلوبة لجعل فهمهم أكثر وضوحًا.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: