استراتيجيات تعليمية مبتكرة لعلم التربية الحديث في النظام التربوي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الاستراتيجيات التعليمية في النظام التربوي:

الاستراتيجيات التعليمية: هي تقنيات يستخدمها المعلمين لمساعدة الأشخاص المتعلمين على أن يصبحوا متعلمين مستقلين، تصبح هذه الاستراتيجيات استراتيجيات تعلم عندما يختار الطلاب بشكل مستقل الاستراتيجيات المناسبة ويستخدمونها بفعالية لإنجاز المهام أو تحقيق الأهداف.

استراتيجيات تعليمية مبتكرة لعلم التربية الحديث في النظام التربوي:

التعلم المتقاطع:

التعلم في البيئات غير الرسمية مثل المتاحف ونوادي ما بعد المدرسة يمكن أن يربط المحتوى التعليمي بالقضايا التي تهم المتعلمين في حياتهم، تعمل هذه الوصلات في كلا الاتجاهين، يمكن إثراء التعلم في المدارس والكليات من خلال الخبرات من الحياة اليومية، يمكن تعميق التعلم غير الرسمي عن طريق إضافة أسئلة ومعرفة من الفصل الدراسي، تثير هذه التجارب المرتبطة مزيدًا من الاهتمام والتحفيز للتعلم.

تتمثل إحدى الطرق الفعالة في أن يقترح المعلم سؤالاً ويناقشه في الفصل الدراسي، ثم يقوم المتعلمون باستكشاف هذا السؤال في زيارة متحف أو رحلة ميدانية، وجمع الصور أو الملاحظات كدليل، ثم مشاركة النتائج التي توصلوا إليها في الفصل لإنتاج فردي أو مجموعة الإجابات.

تستغل تجارب التعلم المتقاطعة نقاط القوة في كلتا البيئتين وتزود المتعلمين بفرص حقيقية وجذابة للتعلم، نظرًا لأنّ التعلم يحدث على مدار العمر بالاعتماد على الخبرات عبر إعدادات متعددة، فإن الفرصة الأوسع هي دعم المتعلمين في تسجيل أحداث التعلم المتنوعة وربطها واستدعائها ومشاركتها.

التعلم من خلال الجدل:

يمكن للطلاب تطوير فهمهم للعلوم والرياضيات من خلال الجدل بطرق مشابهة للعلماء المحترفين وعلماء الرياضيات، يساعد الجدل الطلاب على التفكير في الأفكار المتناقضة والتي يمكن أن تعمق تعلمهم، إنّه يجعل التفكير التقني عامًا ليتعلمه الجميع، كما يسمح للطلاب بصقل الأفكار مع الآخرين حتى يتعلموا كيف يفكر العلماء ويعملون معًا لتأسيس أو دحض الادعاءات.

يمكن للمدرسين إثارة نقاش هادف في الفصول الدراسية من خلال تشجيع الطلاب على طرح أسئلة مفتوحة، وإعادة صياغة الملاحظات بلغة أكثر علمية، وتطوير النماذج واستخدامها لبناء التفسيرات، عندما يتجادل الطلاب بطرق علمية فإنّهم يتعلمون كيفية التناوب والاستماع بنشاط والاستجابة بشكل بناء للآخرين، يمكن أن يساعد التطوير المهني المعلمين على تعلم هذه الاستراتيجيات والتغلب على التحديات، مثل كيفية مشاركة خبراتهم الفكرية مع الطلاب بشكل مناسب.

التعلم العرضي:

التعلم العرضي هو تعلم غير مخطط له أو غير مقصود، قد يحدث أثناء تنفيذ نشاط يبدو أنه لا علاقة له بما تم تعلمه، وتناول البحث المبكر حول هذا الموضوع كيف يتعلم الناس في روتينهم اليومي في أماكن عملهم، وبالنسبة للعديد من الأشخاص تم دمج الأجهزة المحمولة في حياتهم اليومية، مما يوفر العديد من الفرص للتعلم العرضي المدعوم بالتقنية على عكس التعليم الرسمي، لا يتم قيادة التعلم العرضي من قبل المعلم، ولا يتبع منهجًا منظمًا، أو ينتج عنه شهادة رسمية، ومع ذلك قد يؤدي ذلك إلى التفكير الذاتي ويمكن استخدامه لتشجيع المتعلمين على إعادة تصور ما يمكن أن يكون شظايا تعلم معزولة كجزء من رحلات تعلم أكثر تماسكًا وطويلة المدى.

التعلم القائم على السياق:

يتيح لنا السياق التعلم من التجربة من خلال تفسير المعلومات الجديدة في سياق مكان وزمان حدوثها وربطها بما نعرفه بالفعل فإننا نفهم أهميتها ومعناها، في قاعة الدراسة أو قاعة المحاضرات عادةً ما يقتصر السياق على مساحة ثابتة ووقت محدود، خارج الفصل الدراسي يمكن أن يأتي التعلم من سياق غني مثل زيارة موقع تراثي أو متحف أو الانغماس في كتاب جيد.

لدينا فرص لخلق السياق من خلال التفاعل مع محيطنا وإجراء المحادثات وتدوين الملاحظات، وتعديل الأشياء القريبة، يمكننا أيضًا أن نفهم السياق من خلال استكشاف العالم من حولنا، بدعم من الأدلة وأدوات القياس، ويترتب على ذلك أن تصميم مواقع فعالة للتعلم في المدارس والمتاحف والمواقع الإلكترونية، يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية تشكيل السياق وتشكيله من خلال عملية التعلم.

التفكير الحسابي:

التفكير الحسابي هو نهج قوي في التفكير وحل المشكلات، يتضمن تقسيم المشكلات الكبيرة إلى مشاكل أصغر التحلل، وإدراك كيفية ارتباطها بالمشكلات التي تم حلها في الماضي التعرف على الأنماط، ووضع تفاصيل غير مهمة التجريد جانبًا، وتحديد الخطوات اللازمة للوصول إليها وتطويرها، حل خوارزميات وتنقيح هذه الخطوات التصحيح.

يمكن لمهارات التفكير الحسابي هذه أن تكون ذات قيمة في العديد من جوانب الحياة، بدءًا من كتابة وصفة لمشاركة طبق مفضل مع الأصدقاء، مرورًا بالتخطيط لقضاء عطلة أو رحلة استكشافية، إلى نشر فريق علمي لمواجهة تحدي صعب.

والهدف من ذلك هو تعليم الطلاب كيفية تنظيم المشكلات بحيث يمكن حلها، يمكن تدريس التفكير الحسابي كجزء من الرياضيات والعلوم والفن أو في أماكن أخرى، والهدف ليس فقط تشجيع الطلاب على أن يصبحوا مبرمجين على الكمبيوتر، ولكن أيضًا لإتقان فن التفكير الذي سيمكنهم من مواجهة التحديات المعقدة في جميع جوانب حياتهم.

التعلم من خلال ممارسة العلوم:

يمكن أن يؤدي التعامل مع الأدوات والممارسات العلمية الأصيلة مثل التحكم في التجارب المعملية أو التلسكوبات عن بعد إلى بناء مهارات البحث العلمي وتحسين الفهم المفاهيمي وزيادة الحافز، إن الوصول عن بعد إلى المعدات المتخصصة، التي تم تطويرها لأول مرة للعلماء وطلاب الجامعات يتوسع الآن ليشمل المدرسين المتدربين وطلاب المدارس، يتكون المختبر البعيد عادةً من أجهزة أو معدات وأذرع آلية لتشغيله وكاميرات توفر مناظر للتجارب أثناء ظهورها.

يمكن أن تقلل أنظمة المعامل البعيدة العوائق التي تحول دون المشاركة من خلال توفير واجهات ويب سهلة الاستخدام ومواد المناهج الدراسية والتطوير المهني للمعلمين، ومن خلال الدعم المناسب يمكن أن يؤدي الوصول إلى المعامل البعيدة إلى تعميق فهم المعلمين والطلاب من خلال تقديم تحقيقات عملية وفرص للمراقبة المباشرة التي تكمل تعلم الكتاب المدرسي، يمكن أن يؤدي الوصول إلى المعامل البعيدة أيضًا إلى جلب مثل هذه الخبرات إلى الفصل الدراسي بالمدرسة، على سبيل المثال يمكن للطلاب استخدام تلسكوب بعيد وعالي الجودة لعمل ملاحظات للسماء ليلاً خلال فصول العلوم بالمدارس النهارية.

التعلم المتجسد:

يتضمن التعلم المتجسد وعيًا ذاتيًا بالجسم يتفاعل مع عالم حقيقي أو محاكى لدعم عملية التعلم، عند تعلم رياضة جديدة تعتبر الحركة الجسدية جزءًا واضحًا من عملية التعلم، في التعلم المتجسد الهدف هو أن يعمل العقل والجسم معًا بحيث تعزز ردود الفعل الجسدية والأفعال عملية التعلم.

تتضمن التكنولوجيا للمساعدة في ذلك أجهزة استشعار يمكن ارتداؤها تجمع البيانات الجسدية والبيولوجية الشخصية والأنظمة المرئية التي تتعقب الحركة، والأجهزة المحمولة التي تستجيب لأفعال مثل الإمالة والحركة، ويمكن تطبيق هذا النهج لاستكشاف جوانب العلوم الفيزيائية مثل الاحتكاك والتسارع والقوة، أو للتحقيق في مواقف محاكاة مثل بنية الجزيئات.

لمزيد من التعلم العام توفر عملية الفعل البدني طريقة لإشراك المتعلمين في الشعور أثناء تعلمهم، أن تكون أكثر وعيًا بكيفية تفاعل جسد المرء مع العالم يمكن أن يدعم أيضًا تطوير نهج يقظ للتعلم والرفاهية.

التعليم التكيفي:

كل المتعلمين مختلفون ومع ذلك فإن معظم العروض التقديمية والمواد التعليمية هي نفسها للجميع، وهذا يخلق مشكلة تعلم من خلال وضع عبء على المتعلم لمعرفة كيفية التعامل مع المنهج، وهذا يعني أن بعض المتعلمين يصابون بالملل وسيضيع آخرون، ومن المرجح أن يكتشف عدد قليل جدًا المسارات من خلال المنهج التي تؤدي إلى التعلم الأمثل يقدم التدريس التكيفي حلاً لهذه المشكلة، يستخدم بيانات حول التعلم السابق والحالي للمتعلم لإنشاء مسار مخصص من خلال المنهج التعليمي.

توصي أنظمة التدريس التكيفية بأفضل الأماكن لبدء محتوى جديد ومتى يتم مراجعة المحتوى القديم، وكما أنها توفر أدوات مختلفة لرصد تقدم الفرد، وإنهم يبنون على ممارسات التعلم الطويلة مثل قراءة الكتب المدرسية وإضافة طبقة من الدعم الموجه بالكمبيوتر.

يمكن أن تشكل البيانات مثل الوقت المستغرق في القراءة ودرجات التقييم الذاتي أساسًا لتوجيه كل متعلم من خلال المواد التعليمية، ويمكن تطبيق التدريس التكيفي إما على أنشطة الفصل الدراسي أو في البيئات عبر الإنترنت حيث يتحكم المتعلمون في وتيرة دراستهم الخاصة.

تحليلات العواطف:

يمكن للطرق الآلية لتتبع العين والتعرف على الوجه تحليل كيفية تعلم الطلاب، ثم الاستجابة بشكل مختلف لحالاتهم العاطفية والمعرفية، تشمل الجوانب المعرفية النموذجية للتعلم ما إذا كان الطلاب قد أجابوا على سؤال وكيف يشرحون معرفتهم، وتشمل الجوانب غير المعرفية ما إذا كان الطالب محبطًا أو مرتبكًا أو مشتتًا.

بشكل عام يمتلك الطلاب عقليات مثل رؤية عقولهم على أنها ثابتة أو مرنة، واستراتيجيات مثل التفكير في التعلم وطلب المساعدة والتخطيط لكيفية التعلم، وخصائص المشاركة مثل المثابرة التي تؤثر بشدة على كيفية تعلمهم، بالنسبة للتدريس في الفصول الدراسية يتمثل النهج الواعد في الجمع بين الأنظمة المستندة إلى الكمبيوتر للتدريس المعرفي وخبرة المعلمين البشريين في الاستجابة لعواطف الطلاب وميولهم، بحيث يصبح التدريس أكثر استجابة للطالب.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007م الإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996م تطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975م اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: