استراتيجيات لمساعدة الطلاب الذين يعانون من اختلافات في التعلم على تحسين تركيزهم

جذب انتباه وتركيز الطالب في العملية التعليمية:

إنّ المعلمين الذين يعرفون كيفية جذب انتباه الطلاب هم أشخاص قادرون على خلق بيئة تعليمية إبداعية وأكثر إثارة، حيث يتم ذلك من خلال استخدام الاستراتيجيات القائمة على الدماغ لجذب انتباه الطلاب المتحمسين إلى دروسهم حتى يتمكن هؤلاء الطلاب من أن يصبحوا مفكرين نقديين يتمتعون بالمهارات المتطورة للغاية للوظيفة التنفيذية وليس فقط لإتقان معايير الحالة والاختبارات المرتبطة بها، ولكن لإجراء الاتصالات والأحكام والتحليل النقدي باستخدام المعلومات التي يتعلمونها.

قد يحتاج بعض الطلاب إلى القليل من الدعم الإضافي أو نهج تعليمي مختلف للاستفادة الكاملة من المناهج والتعليم، في العديد من الفصول الدراسية ومختبرات الكمبيوتر يُتوقع من الطلاب الجلوس والانتباه طوال فترة الفصل الدراسي بأكملها أو لعدة ساعات متتالية، وبالنسبة لبعض الطلاب الذين يعانون من اختلافات التعلم قد تكون هذه مهمة مستحيلة.

على الرغم من أنّ الطلاب قد لا يظهرون بشكل مختلف، إلّا أنّ الحقيقة هي أنّ دماغ كل طالب يعمل بشكل مختلف، وهذا يعني أن البعض قد يحتاج إلى القليل من الدعم الإضافي أو نهج تعليمي مختلف للاستفادة الكاملة من مناهجنا وطرقنا التعليمية.

استراتيجيات لمساعدة الطلاب الذين يعانون من اختلافات في التعلم على تحسين تركيزهم:

هناك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي يلجأ المعلم التربوي إلى تنفيذها في الفصل الدراسي من أجل تقديم العون للطلاب على تحسين تركيزهم حتى يكونوا مستعدين وراغبين وقادرين على التعلم، وتتمثل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلي:

بدأ الفصل مع دقيقة من اليقظة:

يمكن أن يكون الإثارة والاضطراب الناجم عن الانتقال بين الفصول الدراسية تحديًا للطلاب والمعلمين على حدٍ سواء، في بداية كل فصل دراسي، يستغرق ستون ثانية من أجل مساعدة الطلاب على تركيز الانتباه على تنفسهم وتهدئة نظامهم العصبي، ممّا يساعد عقولهم على الاستعداد للتعلم، حيث يبدأ بتعتيم الأضواء بصوت هادئ ومريح، ينبغي على المعلم التربوي الطلب من الطلاب ما يلي:

• الجلوس  منتصبًا أو الوقوف بشكل مستقيم.

• وضع أقدامهم مسطحة على الأرض.

• وضع أيديهم على أرجلهم.

• إغماض الأعين إذا كانوا مرتاحين.

• الجلوس بشكل مستقيم من خلال التظاهر بوجود خيط يربط أعلى رأسه بالسقف بحيث تكون ذقنه موازية للأرض.

• تركيز انتباههم على أنفاسهم حتى يشعروا بحركة بطنهم.

ومن ثم يقوم على إرشاد الطلاب من خلال تمارين التنفس، والطلب منهم الشهيق والزفير عند البدء، حيث يستخدم المعلم  في البداية حركت اليدين معًا وبعيدًا عن بعضهما البعض لمنح الطلاب صورة مرئية لكل نفس يتم التقاطه، بمجرد أن يتعلم الطلاب السرعة يصبح هذا المرئي اختياريًا، وهناك أيضًا تطبيقات يمكن استخدامها لتوجيه تمارين التنفس.

هذا الفعل البسيط المتمثل في التركيز على تنفسهم، وأخذ الوقت لإبطاء وتيرة الاستنشاق والزفير يساعد الطلاب على الاسترخاء والتخلي عما حدث سابقًا أو ما يمكن أن يحدث لاحقًا حتى يتمكنوا من التواجد في الوقت الحالي، وعندما يحين الوقت يكونون هادئين ومتمركزين وجاهزين للعمل.

وتظهر العديد من الأبحاث أنه عندما نقوم بتهدئة الجهاز العصبي، فإن بذلك ننقل الأكسجين إلى الدماغ، مما يقلل من القلق والتوتر، ولقد وجدت أن دقيقة اليقظة هي أفضل 60 ثانية أقضيها لمساعدة الطلاب على زيادة قدر التعلم الممكن كل يوم.

دمج الحركة:

بالنسبة لبعض الطلاب، ويمكن أن يكون من الصعب الالتفات إلى ما المعلم يقول و الجلوس لا يزال، يوصي العديد من الأشخاص التربويون بالحركة، كاستراتيجية معرفية فعالة لتقوية التعلم وتحسين الذاكرة والاسترجاع وتعزيز تحفيز المتعلم وروحه المعنوية، حيث تساعد الحركة على تحفيز الشبكات العصبية في الدماغ وتزيد من تدفق الدم، مما يضع الطلاب في عقلية أفضل للتفكير والتذكر.

ومع ذلك ليست كل أشكال الحركة مفيدة، وبدلًا من اللعب التي يمكن أن تكون هذه الطريقة مزعجة ومشتتة للانتباه، ينبغي على المعلم التربوي البحث عن أدوات التعلم التي تم بحثها واعتمادها من قبل المنظمات المرموقة.

وعلى المعلم استخدام الأدوات التي تتيح للطلاب التململ والتحرك دون تشتيت انتباه أقرانهم، أو الألعاب التي تسمح للطلاب بالتحرك أو الارتداد أو التذبذب بصمت دون إزعاج زملائهم في الفصل بينما لا يزالون يكملون جميع أعمالهم.

أخذ فترات راحة حسية:

في بعض الأحيان القليل من الحركة على كرسي المرء لا يكفي، وعندما يستوعب الطالب مشاعر مثل القلق أو الخوف أو الاكتئاب فقد يتعامل مع هذه المشاعر بشكل خارجي من خلال التصرف بطريقة غير مناسبة مثل إظهار العدوانية أو الإفراط في النشاط أو عدم الامتثال، ويمكن للطريقة التي يتفاعل بها المعلم عندما يعرض الطالب هذه السلوكيات الخارجية تشكيل كيفية استجابة الطالب في المستقبل.

وتوصي العديد من الأبحاث بأخذ فترات راحة حسية لمساعدة الطلاب على تخفيف التوتر وتحسين تركيزهم، يمكن تضمين هذه الاستراحات في جدول الفصل العادي أو استخدامها حسب الحاجة للطلاب الفرديين، وهناك مجموعة متنوعة من الأدوات الحسية التي يمكن استخدامها خلال فترات الراحة القصيرة، وبما في ذلك الرمل الحركي وكتب التلوين المهدئة وغيرها.

ويمكن أن يكون لإعطاء الطلاب الفرصة لأخذ فترات راحة حسية تأثير كبير على قدرتهم على المثابرة، وبدلاً من الشعور بالإحباط والتخلي عن نشاط أو درس، يتعلم الطلاب أنه من خلال أخذ استراحة سريعة يمكنهم التحديث وإعادة التعيين والعودة إلى مقاعدهم على استعداد للتعلم.

بناء المهارات المعرفية التأسيسية:

الانتباه هو مهارة معرفية أساسية يحتاجها الطلاب من أجل أن يصبحوا متعلمين ناجحين، وكثير من الطلاب الذين يجدون صعوبة في التركيز والانتباه لا يعالجون المعلومات بكفاءة، ممّا قد يعيق استماعهم وقراءتهم وتعلمهم.

خلق عقلية النمو الفصول الدراسية:

بناءً على آراء علماء النفس التربوي أن الطلاب الذين يمتلكون عقلية ثابتة هم الذين يعتقدون أن المميزات الرئيسية كالذكاء أو الموهبة تعتبر ثابتة، وهم من الطلاب الأقل عرضة للتطور والازدهار من الطلاب الذين يملكون عقلية النمو، وهم الذين يعتقدون أن القدرات يمكن تطويرها عن طريق العمل وبذل الجهد، حيث يمكن لأولياء الأمور والمعلمين اللجوء إلى استعمال هذه الفكرة من أجل مساعدة الطلاب على تعزيز الإنجازات المتميزة.

من خلال إنشاء فصل دراسي لعقلية النمو، يمكن مساعدة الطلاب على تولي المزيد من زمام تعلمهم وتحقيق استقلاليتهم، والمفتاح هو التأكيد على الجهد الذي يبذله الطلاب بدلاً من قدرتهم الفكرية وبالتالي مساعدتهم على تعلم كيفية المثابرة والنمو.

لتحقيق هذه الغاية ينبغي العمل مباشرة مع كل طالب لتحديد أهداف أسبوعية وشهرية وربع سنوية معًا، ونتتبع تقدمهم ونموهم باستخدام جدران بيانات الفصل الدراسي ومجلدات الطلاب الفردية لجعل تعلمهم ملموسًا، وعندما يحتفل بنجاحاتهم، يتحدث عن كيف أن الجهد الذي استثمروه ساعدهم على تغيير عقولهم، أو الوصول إلى مستوى قراءة جديد، أو تحقيق هدف ما، وإذا لم يحقق الطلاب أهدافهم، فيقوم المعلم  على عقد اجتماع من أجل التدخل حتى يتمكن من مراجعة التقدم الذي أحرزوه وإجراء التعديلات حتى يتمكنوا من البدء في رؤية المزيد من النمو.

مساعدة الطلاب على النجاح:

يرغب جميع الطلاب في التعلم، ولكن الطريقة التي يتعلمون بها بشكل أفضل تتأثر بالاختلافات في أدمغتهم، ويقول الطلاب إن الاستراتيجيات التي يتم تطبيقها من قبل المعلم ساعدتهم على زيادة تركيزهم وتحسين درجاتهم وتنظيم عواطفهم والشعور بأنهم يكبرون، ومن خلال منحهم الوقت والدعم والأدوات التي يحتاجون إليها للتركيز، ويمكن مساعدتهم على أن يصبحوا متعلمين أفضل وتنمية الثقة والمثابرة التي يحتاجونها للنجاح في المدرسة وفي الحياة.