اضطرابات الكلام واللغة والتواصل لدى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


اضطرابات الكلام واللغة والتواصل لدى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة:

إن استيعاب اللغة مهم لعملية التعلم، إذ أن بعدم وجود اللغة لا تتمكن من فهم ما يحصل في محيطك،  ونتيجة لذلك لا يمكن لنا أن نتعلم.

وحتى ونحن في مرحلة الطفولة، فإننا نعمل على تحسين لغة داخلية، أو تكوين صورة للأشياء التي ندركها في محيطنا، ومع مرور الوقت نعمل على مطابقة كلمات مخصصة لهذه الصور الذهنية التي كونّاها.

وبعد ذلك نعبر عن تلك الكلمات بطريقة شفوية، ويمكننا في نهاية الأمر أن نتعرف على رموزاً نتمكن من خلالها التعبير عن الصور والكلمات.

وفي مرحلة قادمة نتعلم كيف نمثل كتابياً الكلام الذي نود قوله، وقد ذكر الفيلسوف (ستيورات ميل) إن اللغة هي نور العقل، وعن طريقها تشرق الذات الواعية.

وكذلك نتمكن من التعبير عن مكوناتها ومساعداً لهم مع الآخرين في إنسانيتنا وعقلنا وكذلك إبداعنا.

وعرفت اللغة بأنها عبارة عن مجموعة من الرموز الصوتية تم استخدامها لنقل الأفكار، وكذلك معتقداتنا بالإضافة إلى احتياجاتنا.

ويعد هذا النظام الرمزي الذي تمثل به الأفكار في عالمنا الذي نعيشه عن طريق نظام اصطلاحي لرموز اتفاقية يتواضع عليها جماعة من البشر تكون بينهم صفات مشتركة وصلات قرابة؛ وذلك حتى يسهل عملية الاتصال بين الأفراد ويعتبر الهدف الأساسي للغة هو التواصل مع الآخرين.

العوامل التي تؤثر في النمو اللغوي للفرد ذو الاحتياجات الخاصة:

1- الجنس:

إذ يعرف أن النمو اللغوي لدى الإناث يعتبر أسرع من النمو اللغوي لدى الذكور، خصوصاً في المرحلة الأولى من الطفولة، بينا في حال وجود اضطرابات لدى كلا الطرفين يكون النمو اللغوي غير سوي لكليهما.

2- العوامل الأسرية:

وتتضمن ترتيب الطفل داخل أسرته بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسرة إذ تم ملاحظة أن الطفل الوحيد داخل الأسرة أكثر ثراء في حصيلة كلماته.

وفي حال مقارنته مع الأسرة التي تتكون من أطفال عديدين، وتؤثر الظروف الاقتصادية والاجتماعية بصورة طردية، فكلما كانت الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الأسرة أفضل أثر ذلك بصورة إيجابية على النمو اللغوي للفرد.

بالذات الفرد ذو الاحتياجات الخاصة حيث توفر الأسرة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الملائمة للفرد، مما يسهم في تلبية احتياجات الفرد.

3- سلامة الحواس والصحة العامة للفرد:

يعتبر أي ضعف في حاسة السمع أو أي مشكلة في وظيفة أعضاء النطق أو أي إعاقة أخرى لدى الفرد، فإن لها تأثير على النمو اللغوي.

4- القدرة العقلية:

تعتبر القدرة العقلية احد العوامل المهمة في النمو اللغوي، فالطفل الذي يتميز بدرجة ذكاء عالي يتميز عن الأطفال العاديين وذوي الإعاقة العقلية في حصيلته اللغوية.

5- وسائل الإعلام:

هناك دور هام لوسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة في زيادة المحصول اللغوي لدى الأطفال، حيث تسهم وسائل الإعلام في تطوير المحصول اللغوي لدى ذوي الاحتياجات الخاصة.

6- عملية التعلم:

يعتبر عدم تعلم الطفل وبالذات الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، وكذلك عدم تعريضه لخبرات تعليمية ملائمة يؤثر بطريقة سلبية على النمو اللغوي للطفل، كما أن وجود نماذج لغوية سليمة يساهم في تطور النمو اللغوي للطفل العادي وذو الاحتياجات الخاصة.

شكل اللغة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:

وتعرف شكل اللغة بأنه شكل قاعدة النظام الذي يستخدم في كل أنواع اللغة، سواء كانت لغة كتابية أو شفوية أو حتى لغة الإشارة.

فتستخدم اللغة الشفوية الأصوات، وكذلك تركيب الأصوات معاً، أما فيما يخص اللغة الكتابية فهي تستخدم الحروف، وكذلك تركيب الحروف معاً لتكوين الكلمات والجمل.

واما اللغة الإشارية فهي تستخدم حركات الأيدي وحركات الأصابع للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وبالذات ذوي الإعاقة البصرية والسمعية من أجل التواصل.

أما فيما يخص اللغة الشفوية للأفراد، فتتكون من ثلاث مستويات، هي مستوى الأصوات، وهذا المستوى هو نظام أصوات اللغة والقواعد التي من خلالها تحكم تركيب الأصوات المختلفة.

ويختلف هذا المستوى من لغة إلى لغة أخرى، وأيضاً يتخلف للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ويواجهون مشكلات في النظام الصوتي.

والمستوى الصرفي وهذا المستوى هو مستوى القواعد التي تحكم أجزاء الكلمة، والتي تكون العناصر الأساسية للمعنى وتشكيل الكلمات.

فالقواعد التي تحكم بناء الكلمة التي تمكننا من استيعاب معاني الكلمات؛ ونتيجة ذلك تسهل عملية التواصل، حيث تختلف هذه القواعد للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ويواجهون العديد من المشكلات في النظام الصرفي.

والمستوى النحوي، وهذا النظام الذي يتم من خلاله تشكل بناء الجملة عن طريق ترتيب الكلمات فيها ودور كل كلمة في معنى الجملة، بينما الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون مشكلات في النظام المحوي.


شارك المقالة: