تعتبر العديد اضطرابات التفكير بأنها عَرض من أعراض الفصام، تتسم بفقدان التماسك بين الأفكار ونقص مضمونها من حيث المفهوم، وتشويش في قدرة الفرد على اتخاذ أي قرار، وعلى سرعة التفكير، أو اقتراح فكرة على أخرى، أو هو عدم التماسك والاتساق بين الأفكار، بحيث أن الفرد غير قادر على الاستمرار في موضوع واحد لفترة طويلة، وعدم قدرته على إكمال ما بدأ به من كلام، وصعوبة في إيجاد المعنى بسهولة، والمزج بين الواقع والخيال.
اضطرابات تتابع الأفكار:
وتتضمن هذه الاضطرابات الأنواع الآتية:
تطاير الأفكار:
وهي تراكم الأفكار في ذهن الشخص، وتسارعها عند النطق بها، وتدفقها بسرعة غير عادية تتعدى الحد الطبيعي. وقد تتبدل أهداف تلك الأفكار بصورة سريعة، إلا أنها تظل في العادة محافظة على التماسك في سياقاتها. ويلاحظ فيه وجود نوع من التشابه او الترابط اللفظي بين الأفكار، وتظهر هذه الحالة في اضطراب الهوس.
تباطؤ الأفكار:
ويبدو بعكس الحالة السابقة، إذ تظهر الأفكار بسرعة بطيئة جداً، والتماسك بينها ضعيف أو غير موجود، ويكون في حدود موضوع واحد، عادةً ما يكون مؤلم أو كئيب، ويظهر في حالات الاكتئاب.
توقف الأفكار:
يتكلم الشخص، وفجأة يتوقف عن الكلام، فيشعر كأن عقله قد أصبح خالي من الأفكار. ويحدث هذا الاضطراب في حالات الفصام.
التفكير الدوامة:
في هذا الصنف من الاضطراب تتردد الأفكار بتكرار محدد، بالرغم من انتهاء موضوعها والحديث بما يتعلق به. بمعنى أن الشخص يظل في دوامة الفكرة نفسها، ولا يستطيع التحول والانتقال الى فكرة أخرى، وتكثر هذه الحالة في اضطرابات الدماغ العضوية.
التفكير غير المترابط:
وفيه يتكلم الشخص باندفاع وتلقائية، كما لو كان طبيعي، غير أن كلامه لا يوجد فيه ترابط منطقي، وغير أن الأفكار تبدو مبهمة، ويزيدها غموضاً أن الفرد يستعمل لغة جديدة أو مفردات غير مألوفة، يقوم هو بنحتها. ويحدث هذا الاضطراب في حالات الفصام والهوس والذهان العضوي.
التفكير الخرافي:
ويتسم بالعجز عن التفريق بين ما هو مهم وما هو غير مهم من الأفكار، غير أن المصاب يدخل في تفاصيل كثيرة ليست لها علاقة بالموضوع. ويلاحظ في حالات التخلف العقلي وبعض حالات الصرع.
اضطرابات عائدية الأفكار والسيطرة عليها:
يشعر الشخص الطبيعي أن أفكاره ترجع إليه وخاصة به، وله إمكانية التحكم فيها. لكن الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطرابات فيشعر أن أفكاره غير مألوفة له، ولا تحكم له فيها. وتظهر هذه الاضطرابات في حالات الفصام، وتكون بثلاثة أنواع:
سحب الأفكار:
وفيه يظن المصاب أو متأكداً أن أفكاره تسحب منه برغم إرادته، أو تقلع من رأسه قلعاً.
زرع الأفكار:
وهذا النوع عكس الحالة السابقة، فالمصاب يظن هنا أن أفكاره تزرع في ذهنه برغم إرادته.
إذاعة الأفكار:
وفي هذا النوع يشعر المريض أن أفكاره الخاصة معروفة للآخرين. كما لو أن رأسه محطة إذاعة تبث أفكاره للجميع.