اقرأ في هذا المقال
- اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين
- المشكلات المتعلقة بالمراهق المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- تقييم اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والاضطرابات المصاحبة لدى المراهقين
هناك جوانب تخص رعاية المراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، سواء أكانت ظاهرة إبان التقييم الأولي أو أنه تم تشخيصها في مرحلة الطفولة وظلت أعراضها مستمرة، وهذا ولا تختلف المعايير في الدليل الإحصائي والتشخيصي بالنسبة للمراهقين، إلا عند احتمال إصابة المراهقين بالضجر وليس بالنشاط المفرط وفي احتمال انخفاض عدد الأعراض التي تصيبهم.
اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين
وقد يحول المعيار المتعلق بالسن الذي تبدأ فيه الأعراض بالظهور، دون إجراء عملية تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الطفولة من ناحية أخرى، يجب أن تكون أعراض عجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية ظاهرة قبل سن (7) سنوات، وذلك حتى يتأتى اعتبار الحالة مزمنة، وتظل مصداقية هذا المتطلب العمري التجريبي موضع تساؤل، وقد تؤدي إلى تمييز اعتباطي ضد المراهقين الأكبر سناً والمصابين بالفعل باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
وهذا وقد أيد بعض الباحثين وضع حد عمري أوسع لمثل هذه الحالات، وقد يمتد إلى مرحلة الطفولة بالنسبة للطلاب الذين تم تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لديهم في المدرسة الإعدادية أو الثانوية، فيشيع بينهم النوع الذي يسوده عجز الانتباه من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وعادة ما تكون نتائج اختبار الذكاء لديهم أعلى من المعدل المحدد.
وإضافة إلى ذلك عادة ما يواظب هؤلاء المراهقين ومدرسوهم على توفير الدعم، والتنظيم لهم طوال السنوات الدراسية، وأما بالنسبة للمراهقين الذين تم تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فيرجح أن تستمر لديهم الأعراض بما في ذلك استمرار الصعوبات الأكاديمية والاجتماعية وتفاقم النزاعات بين الأهل والطفل، ومن جانب آخر كثيراً ما تبرز الاضطرابات النفسية المصاحبة في بداية مرحلة المراهقة لدى هذه الفئة.
المشكلات المتعلقة بالمراهق المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
ومن المشكلات المتعلقة بهذه الفئة العجز عن إنجاز الأعمال المدرسية أو قصور الدافعية للقيام بذلك، وضعف التنظيم والنزعة نحو المماطلة في إنجاز الأعمال، وتدني التحصيل والفشل في المدرسة والتهرب من المهمات وترك المدرسة، وظهور اضطرابات مصاحبة من مثل الكآبة واضطرابات الحصر النفسي واضطراب السلوك وعدم الالتزام بالقوانين الأبوية والمدرسية، صعوبات في إقامة الصداقات أو المحافظة عليها ومصادقة الأقران غير مرغوبين.
تقييم اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة والاضطرابات المصاحبة لدى المراهقين
على الرغم من وجود دليل واضح على استمرارية أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة حتى مرحلة المراهقة والرشد، فحتى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كان هناك ندرة في الأبحاث المتعلقة بتقييم وعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لما بعد مرحلة الطفولة، وهذا وقد قامت الأكاديمية للطب النفسي للأطفال والمراهقين بنشر دراسة تحوي خلاصة الأدبيات العيادية والعلمية.
وحددت هذه الدراسة نطاق تقييم وعلاج الأطفال والمراهقين والراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ويتشابه هذا الاتجاه في التقييم من حيث إجراء مقابلات عيادية مع الطفل أو المراهق ووالديه، وجمع بيانات مقاييس تقدير معيارية من الوالدين والمدرسين، واستعراض السجلات الطبية والمدرسية، وكما يوصى بتسجيل ملاحظات طبيعية عن الطفل والمراهق داخل الحجرة الصفية وفي بيئة أقل تقييداً مع أن ذلك غالباً ما لا يكون عملياً.
ويوصى أيضاً بإجراء اختبار نفس تربوي لدى الشك بوجود صعوبات تعليمية يحتمل أنها تفاقم أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، كما يوصى بإجراء اختبار عصبي نفسي أكثر شمولاً، فهو يعتبر مفيدا ًغير أنه ليس ضرورياً للتشخيص، وقد يتم الخلط بين اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين وعدد من الاضطرابات المعرفية والطبية والعقلية، وقد تتصاحب هذه الاضطرابات مع اضطرابات عجز الانتباه وفرط الحركة بالنسبة للمراهقين.
وإذ أنه من المعروف وجود اضطرابات لغوية أو اضطرابات في معالجة المعلومات الأساسية ذات صلة مع اضطرابات سلوكية وطبية عقلية متنوعة، بما فيها اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فعلى سبيل المثال في عينة شملت ثلاثين طالباً مصابين باضطرابات المعالجة السمعية المركزية، وجد العديد من العلماء أن (50%) منهم حققوا أيضاً المعايير التشخيصية الصارمة المتعلقة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وتتراوح النسب المعلن عنها المتصلة بمصاحبة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مع صعوبات تعليمية محددة في القراءة أو الرياضيات أو اللغة الكتابية.
وبينت مجموعة تتراوح بين(10%-92%) يواجهوا هذه المشكلات ويعود ذلك في معظمه إلى التفاوتات المنهجية في تعريف الصعوبة التعلمية، وأما عملية الفصل بين أعراض الصعوبات التعليمية وأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة فبإمكانها أن تبرز تحديات عملية، غير أنها في النهاية تساعد في إجراء تدخل علاجي أكثر تحديداً، وهذا وقد دلت عدة دراسات قياس نفسية وعصب نفسية على أن الطلبة ذوي اضطرابات القراءة ينزعون إلى إظهار صعوبات في المهمات لمتصلة بالأصوات الكلامية الفونولوجيا وباللغة.
وفي حين أن الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، يظهرون صعوبات أكثر في الاختبارات التي تقيم الأداء الوظيفي التنفيذي والذاكرة العملية، وأن أكثر الاضطرابات السلوكية والطبية العقلية المصاحبة شيوعاً بالنسبة للمراهقين ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، هي الاضطرابات الخارجية العدوانية من مثل اضطراب المقاومة العدواني واضطراب السلوك أي التصرف والاضطرابات الداخلية الوجدانية.
وبما فيها اضطراب الاكتئاب الأساسي والديسثميا هو اضطراب نفسي متعلق بالكآبة المزمنة جداً، والاضطراب الوجداني العام واضطراب الهواجس القسرية، وقد تركز الاهتمام على التداخل بين اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، والاضطراب الطفولي المزدوج، وإذ أشارت الدراسات التشخيصية إلى إمكانية وجود اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة اضطرابات داخلية اضطراب الكآبة الأساسي والاضطراب الوجداني والاضطراب المزدوج على وجه التحديد، وهو ليس مجرد نتاج تشخيصي لهذه الاضطرابات.
يعاني المراهقون المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في الغالب من مشكلات في إقامة علاقات اجتماعية مناسبة عمرياً وذلك لعدة أسباب، فقد تسبب لهم سلوكاتهم الاندفاعية أو المتعلقة بعدم الانتباه وصمة، فيصبحون معرضين كثيراً للإصابة باضطرابات داخلية أو خارجية أخرى مصاحبة، مما يمعن في إبعادهم عن أقرانهم، وتجدر الملاحظة أنه بالنسبة لهؤلاء المراهقين ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، يستبعد لديهم حدوث متلازمة اسبرجر واضطراب التوحد ذو الأداء الوظيفي المتقدم.
وفي النهاية يوجد فئة أخرى من الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة الذين يبدو أنهم يظهرون صعوبة اجتماعية واضحة، ويشار إلى هؤلاء الطلبة بمصطلح إعاقة اجتماعية أو إعاقة تعلمية غير كلامية ويحصل هؤلاء الأطفال بطبيعة الحال على نتائج أداء أدنى من نتائج اختبار الذكاء اللفظي، وإضافة إلى صعوبة شديدة في المهارات البصرية المكانية وإلى ضعف في القدرات الرياضية وعجز في الحركات الدقيقة.