لا يزال التقييم المناسب الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس مثيرًا للجدل، حيث أن مقبولية فرضياتها تفتقر إلى المعرفة الواقعية، بالإضافة لاستنتاجاتها من المعرفة الجسدية تعتبر كاملة مع معرفة كل الحقائق المادية، حيث تعتمد على قضايا تقنية ومثيرة للجدل حول النظرية المناسبة لمفاهيم الملكية وعلاقتها بالخصائص التي تعبر عنها والنظرية المناسبة لمحتوى المعتقد.
اعتراضات الحدس الكامن وراء حجة المعرفة في علم النفس
تتمثل اعتراضات الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الشكوك حول تجربة الفكر
أثار بعض علماء النفس والمؤلفين شكوكًا حول التجربة الفكرية نفسها في الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس، حيث يُشار أحيانًا على سبيل المثال إلى أن مجرد حصر الفرد في بيئة أحادية اللون لن يمنعه من الحصول على تجارب لونية أو أنه لن يتمكن من رؤية الألوان، لكن يمكن تحسين هذا المثال لمواجهة هذه الاعتراضات.
قد يكون الفرد أحادي اللون منذ الولادة ويتحول إلى مدرك طبيعي من خلال بعض الإجراءات الطبية، ومنها يُعترض أحيانًا على أن تكون النتائج المقبولة بالفعل أو المستقبلية للإدراك الحسي للعلوم المرئية غير متوافقة أو قد تكون غير متوافقة مع وجود حالة محددة لشخص لديه تجربة أحادية اللون ويصبح مدركًا للون طبيعيًا لاحقًا.
أو أن هذه النتائج قد تتطلب للحفاظ على الاتساق مع الإدراك المرئي إدخال العديد من الافتراضات الإضافية التي تصبح إمكانية تصور الأشياء مشكوكًا فيها، ومنها قد يجيب المرء على هذا بأن التجربة الحسية لا يجب أن تكون متوافقة مع العلوم المرئية.
إذا كانت حالة الشخص ذي الرؤية الأحادية اللون الذي يتحول إلى مدرك طبيعي تنطوي حقًا على صعوبات خطيرة للمادية، فعندئذٍ مجرد حقيقة إن كانت كذلك فأن جهازنا البصري يستبعد الوجود الفعلي لمثل هذه الحالة لا يبدو أنه يوفر رد مقنع للمادي، لكن هذه النقطة ذات أهمية أو غير ملاءمة مع العلوم المرئية في هذا السياق.
يُثار شك آخر حول التجربة الفكرية من خلال الادعاء بأن الشخص الذي يقتصر على بيئة أحادية اللون ولكنه يعرف كل شيء ماديًا يمكن معرفته عن تجربة الألوان المرئية سيكون قادرًا على اكتشاف شكل الأشياء الملونة، وبالتالي سيكون قادرًا على سبيل المثال لتخيل نوع التجربة اللونية التي تنتج عن المدركين العاديين عند النظر إلى السماء الصافية أثناء النهار.
2- المعرفة الجسدية الكاملة دون معرفة كل الحقائق المادية
قد يبدو واضحًا أن الفرضية التي تدل أن الفرد لديه معرفة جسدية كاملة عن رؤية الألوان تشير إلى معرفة الفرد لجميع الحقائق المادية حول رؤية الألوان، فإذا كان من الممكن معرفة جميع الحقائق المادية بموجب بعض المفاهيم المادية، فإن الشخص الذي لديه معرفة جسدية كاملة حول موضوع ما يعرف كل الحقائق المادية ذات الصلة.
لكن يمكن فهم بعض علماء النفس على أنهم يعترضون على هذه الخطوة التي تبدو غير إشكالية على وجه التحديد، حيث أنهم يجادلون بأن الفرد لا يعرف كل الحقائق الوظيفية المتعلقة برؤية اللون لأنه يفتقر إلى مفهوم ماهية الكائن ليكون أحمر أو أزرق، في حين أن المادية الوجودية هي الادعاء المعرفي بأنه لا يوجد أفراد أو خصائص أو علاقات غير مادية ولا حقائق غير مادية.
تقول الوجودية اللغوية أن كل شيء مادي يمكن التعبير عنه أو التقاطه بلغات علمية وفقًا لحالة بعض الأفراد قد تدحض المادية اللغوية ولكنها لا تدحض المادية الوجودية، ويشير علماء النفس إلى أن الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس تحتاج إلى فرضية أن جميع الحقائق المادية يمكن تعلمها بشكل استطرادي وتجادل بأن هذا الافتراض لم يتم تأسيسه.
وقد يجادل ضد هذا الرأي بأنه يصبح من الصعب فهم ماهية الخاصية أو الحقيقة لتكون مادية بمجرد أن نتخلى عن افتراض أن الخصائص الوجودية والحقائق المادية هي فقط تلك الخصائص والحقائق التي يمكن التعبير عنها في المصطلحات المادية.
3- عدم وجود معرفة مقترحة لفرضية القدرة
تم اقتراح فرضيات مختلفة من عرض المعرفة بدون اقتراح وفقًا لفرضية القدرة التي تم الدفاع عنها بشكل بارز في الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس، حيث لا يكتسب الفرد أي معرفة مقترحة جديدة بعد وجود معرفة بشيء على هذا النحو ولا توجد معرفة واقعية، ولكن فقط مجموعة من القدرات مثل القدرة على تخيل الألوان أو تجارب الألوان وتذكرها والتعرف عليها.
وفقًا لفرضية التعارف التي تم اقتراحها في الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس، فإن معرفة الفرد الجديدة بعد معرفته هي ما يسميه معرفة التعارف وهي ليست معرفة افتراضية ولا مطابقة لحزمة من القدرات.
يفترض مؤيدو فرضية القدرة مسبقًا أن التقدم المعرفي للفرد بعد الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس، يتمثل في اكتساب معرفة ما هو عليه على سبيل المثال الحصول على تجربة اللون الأزرق، ويزعمون أن معرفة ما هو عليه يعني امتلاك قدرات عملية معينة، وفقًا لمعرفة ماهية التجربة هو نفس معرفة كيفية تخيل وجود التجربة.
تقول فرضية القدرة أن معرفة ماهية التجربة هو مجرد امتلاك هذه القدرات على التذكر والتخيل والاعتراف، حيث يقترح علماء النفس أن ما يكتسبه الفرد هو القدرة على التمييز بين أنواع الوعي المختلفة، أي التمييز بين امتلاك أو تخيل تجارب من النوع الخاص من امتلاك أو تخيل تجارب من أنواع أخرى.
يمكن تلخيص الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس الرئيسية لفرضية القدرة في البديل الوحيد لفرضية القدرة هو ما يسميه فرضية المعلومات الهائلة، فإن معرفة ما يبدو عليه الأمر هو اقتراح بالمعنى بمعرفة ما هو عليه ينطوي على القضاء على الاحتمالات المفتوحة حتى الآن، وإن فرضية المعلومات غير متوافقة مع المادية، وتتوافق فرضية القدرة مع المادية وتشرح كل ما يمكن تفسيره بواسطة فرضية المعلومات الهائلة.
4- الاعتراضات ضد فرضية القدرة
لقد قيل ضد الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس أن القدرة على تخيل وجود تجربة من نوع معين ليست ضرورية ولا كافية لمعرفة ما يعنيه الحصول على هذا النوع من الخبرة، لإثبات أن القدرات التخيلية ليست ضرورية لمعرفة شكلها يستشهد علماء النفس بمثال شخص ليس لديه القدرة على تخيل وجود تجارب لونية.
يزعمون أنه على الرغم من هذا الشيء فإنها ستعرف ما يعنيه الحصول على تجربة مثل اللون الأخضر أثناء التحديق باهتمام في شيء يبدو أخضر بالنسبة لها؛ لإثبات أن القدرات التخيلية ليست كافية لمعرفة ما هي عليه، مثل الشخص الذي يتمتع بمهارة عالية في تخيل الظل المتوسط الذي لم يختبره بين أزواج من الظلال التي اختبرها.
في النهاية نجد أن:
1- الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس يتوجه له العديد من الاعتراضات التي جاءت لمناقضة فرضياتها التي تفتقر إلى المعرفة الواقعية والمعرفة الجسدية.
2- تتمثل اعتراضات الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس الشكوك حول التجربة الفكرية، والمعرفة الجسدية الكاملة دون معرفة كل الحقائق المادية.
3- تتمثل اعتراضات الحدس الكامن وراء حِجَة المعرفة في علم النفس في عدم وجود معرفة مقترحة لفرضية القدرة، والاعتراضات ضد فرضية القدرة.