اقتراحات ممتعة وفعالة لإغلاق درس في الفصل الدراسي

اقرأ في هذا المقال


إغلاق الدرس هو بمثابة اللمسة الأخيرة التي تترك انطباعًا قويًا لدى الطلاب. فهو ليس مجرد نهاية للحصة، بل هو فرصة لتلخيص أهم النقاط، وتثبيت المعلومات في أذهان الطلاب، وتحفيزهم على المزيد من التعلم، عندما يتم إغلاق الدرس بشكل ممتع وفعال، فإنه يضمن استيعاب الطلاب للمادة بشكل أفضل ويزيد من رغبتهم في الحضور إلى الحصص التالية.

استراتيجيات لإنهاء الحصة الدراسية في التدريس التربوي

يدرك معظم المعلمين أهمية القيام بتجهيز أجسادهم وعقولهم وأيضاً عقول الطلاب للدرس، وإن كيفية إغلاق الدرس لا تقل أهمية عن كيفية فتحه، ومع ذلك في كثير من الأحيان ينفد الوقت لدى المعلم أو ينظر إلى الساعة تقترب من انتهاء الحصة الدراسية ولكنه يرى الطلاب لا يزالون يتعلمون بجد، فكيف له أن يقطع تعلمهم وينهي الحصة، وفي نفس الوقت يحقق الفوائد المثبتة من الدرس عند الطلاب وإنهاء الدرس بشكل جيد.

في تلك اللحظات الأخيرة من الحصة الدراسية لدى المعلم والطلاب فرصة للتحقق من الفهم والتفكير فيما تمّ تعلّمه وتعليمه، وربط الأمور والتأكد من استعداد الجميع للدرس التالي من اليوم، ويمكن حتى أن يأخذ المعلم التربوي لحظة استراحة قبل البدء بدرس آخر، وفي حال كان المعلم يبحث عن أفكار جديدة حول كيفية إنهاء الدرس فهناك مجموعة من الاستراتيجيات تساعده في ذلك ويمكن تجربتها، وتتمثل من خلال ما يلي:

ختام الدرس بتقديم تقييم سريع له

فهناك الكثير من تقنيات التقييم التكويني الرائعة التي يمكن للمعلم تجربتها في نهاية الدرس. أي يمكنك ان تطلب من الطلاب إعادة تلخيص ما تضمنه الدرس شفويا أو كتابة، أو ممكن التلخيص بماذا استفاد الطلاب من هذا الدرس وكيف يربطونه بالأحداث اليومية التي تحدث معهم في الواقع، أو يسألهم المعلم عن أفضل جزء أحبوه في الدرس ومشاركة الآراء معهم، أو سؤال الطلاب ماذا استفدتم من الدرس؟ وما هي الأفكار الرئيسة فيه؟ وكيف كان الدرس بالنسبة لهم هل هو صعب أم سهل وما هي جوانب الصعوبة؟ وكل ذلك يعمل على تقييم فهم الطلاب للدرس.

امتلاك حقيبة من أنشطة التفكير المجربة

عندما يأخذ المعلم التربوي وقتًا من أجل التفكير كيف ينهي درسه، فإنه بذلك يعمل على إضاعة التعلم والوقت، وقد يساعد المعلم في ذلك امتلاك حقيبة من أنشطة التفكير المجربة والصحيحة المخطط لها قبل البدء بالدرس، وهذه الأنشطة تساعده على تذكر التخطيط والوقت للقيام بها، فتكون لديه حقيبة كاملة من الحيل والأنشطة لإنهاء درسه بها.

تجريب دائرة استخلاص المعلومات

وهي تقديم مُلخص من قِبل بعض الطلاب بحيث يطلب المعلم من بعض الطلاب تقديم ملخص سريع عن موضوع الحصة، أو من خلال طرح سؤال (ما المستفاد من درس اليوم؟) وهي طريقة سهلة وسريعة لمعرفة ما تعلّمه الطلاب. هذا بمثابة تجريب استخلاص المعلومات المنظمة من أجل منح جميع الطلاب فرصة للتحدث والاستماع.

وقد تتطلب هذه الاستراتيجية نمذجة وممارسة أكثر بقليل من أنشطة التفكير الأخرى، ولكن بمجرد وضع الهيكل سوف يبدأ الطلاب في الانفتاح على تعلمهم مع الفصل بأكمله، وهي أيضًا طريقة رائعة لإعادة الاتصال بأهداف التعلم التي تم تحديدها في بداية الدرس.

استخدام بطاقات الملاحظات لكتابة تقدير الطلاب لبعضهم البعض

بدلاً من الجلوس حتى يدق الجرس لإنهاء الدرس يمكن للمعلم اللجوء إلى استخدام الدقائق القليلة الأخيرة من الدرس لبناء ثقافة الفصل، أي يقوم المعلم بالطلب من الطلاب كتابة التقدير لبعضهم البعض على بطاقات الملاحظات، ومن ثم يأخذون بعض الوقت في نهاية الفصل لمشاركة بعض البطاقات التي قاموا بكتابة التقدير والعلامات لزملائهم عليها مع بعضهم البعض.

حيث إن هذا النشاط يمنح الطلاب فرصة من أجل إظهار تقديرهم لزملائهم مع منحهم فرصة لفهم نقاط القوة واحتياجات الفصل الدراسي بشكل أفضل، ولمزيد من الأفكار حول بناء ثقافة الفصل ومعرفة تقدير الطلاب ينبغي على المعلم التأكد من مراجعة هذه البطاقات باستمرار لبناء ثقافة الفصل.

ختام الدرس بالاسترخاء وأخذ استراحة قبل البدء بالدرس التالي

يستخدم العديد من المعلمين تقنيات اليقظة الذهنية في بداية الدرس من أجل مساعدة الطلاب على التركيز والاستعداد للتعلم، ولكن ماذا عن استخدامها في النهاية؟ يكون الطلاب متحمسون للغاية للانخراط في نشاط التعلم في بداية الدرس، ولكن يشعرون ببعض القلق والفتور في نهايته ولذلك فإن استخدام تقنيات اليقظة الذهنية صعبة التطبيق.

فينبغي على المعلم التربوي أخذ بضع دقائق قبل انتهاء الدرس لتجميع الجميع معًا وأخذ استراحة ووقت للاسترخاء، وبذلك سوف يكون الطلاب مستعدين للانتقال بهدوء إلى درسهم التالي.

ويخلق الإغلاق الجيد للدرس انطباعًا جيداً دائمًا وسيجعل الطلاب يفكرون في تعلمهم القادم، كما أنه سيجعل الدرس أكثر وضوحًا وذو صلة بالطلاب ويخلق اتصالًا بالمعرفة السابقة، في الإغلاق الفعال للدرس سيقوم المعلم بمراجعة وتلخيص الدرس، وتوحيد المعلومات الأساسية، وإنشاء رابط لأفكار جديدة وبناء ترقب للدرس التالي.

وخلال الإغلاق الجيد سيتم منح الطلاب فرصة للتعبير عن أي مخاوف وطرح الأسئلة وتوضيح مفاهيمهم الخاصة، كما سيعطي الطلاب فرصة للاحتفال ومشاركة أي إنجازات شخصية مع أقرانهم، ويمكن أيضًا استخدام إنهاء الدرس كأداة لتقييم المعلم، للإشارة إلى ما إذا كان الطلاب قد تعلموا وفهموا هدف الدرس أو إذا كان المعلم بحاجة إلى تغيير الطريقة التي يوصل بها الدرس.

قائمة اقتراحات ممتعة لإغلاق درس

من المهم أن يقوم المعلم على مراقبة الوقت وإدارة الدرس لضمان حصوله على الوقت الكافي للإغلاق الأساسي، وهناك مجموعة متنوعة من الاقتراحات الممتعة والفعالة من أجل إغلاق المعلم الدرس في الفصل الدراسي، وتتمثل هذه الاقتراحات من خلال ما يلي:

استعمال أوراق الملاحظات اللاصقة لإغلاق الدرس

تعتبر الملاحظات اللاصقة الملونة طريقة رائعة من أجل إغلاق الدرس، فأثناء الدرس يكتب الطلاب أي أسئلة أو أفكار تتعلق بموضوع الدرس على ورقة لاصقة ملونة، على سبيل المثال يتم استخدام اللون الوردي للأسئلة التي رغبوا في طرحها عن موضوع الدرس ولم يفهموها، والبطاقة اللاصقة الصفراء تدل على المعلومات التي تم فهمها من الدرس، والبطاقة الخضراء لتوضيح أنهم يعرفون هذه المعلومات ويتمكنون منها وهكذا.

note-1173544_640-300x210

وفي نهاية الدرس يقرأ المعلم الأسئلة المكتوبة على هذه البطاقات، ويشجع المتطوعين الذين يعرفون الإجابة على مشاركتها مع الفصل والإجابة عليها، حيث أن هذا يسمح للطلاب بالتعلم من أقرانهم، ويتم الاحتفال بالإنجازات من البطاقات الصفراء والخضراء ( التي تدل على فهم الدرس للطالب) ومناقشتها في الصف.

وإن استخدام الملاحظات اللاصقة من أجل إغلاق الدرس للمعلم يتيح له مراجعة وتلخيص الدرس وتوحيد المعلومات الأساسية مع الطلاب.

استخدام المعلم لبطاقات مكتوب عليها أفكاره الانعكاسية عن الدرس

يقوم المعلم التربوي بعرض ملصقات التفكير الانعكاسي الخاصة بالفصل الدراسي، وهذه البطاقات تعمل كموجّه مرئي للطلاب من أجل استخدامها؛ لأنها تعكس التعلم الخاص بالمعلم.

hand-1868015_640-300x200

ففي نهاية الدرس يجتمع الجميع ويقوم المعلم بتحديد بطاقة من بطاقات التفكير الانعكاسي التي قام بكتابتها من أحل أن تكون محور التركيز لهذا الدرس، ويتم قراءة البطاقة للطلاب وتوفير بعض الوقت الهادئ للطلاب للتفكير بمحتوى هذه البطاقة، والطلب من المتطوعين مشاركة أفكارهم الانعكاسية مع الجميع ومناقشة أي أوجه تشابه أو اختلافات حدثت أثناء الدرس.

 استخدام بطاقات الخروج من الدرس

أحيانًا يكون الطلاب خائفين جدًا من طرح سؤال أمام أقرانهم أو يخجلون من الاحتفال بإنجاز شخصي، أو قلقين من أن المشاركة مع أقرانهن قد تجعل منهم يبدون سخفاء، فيجب ألا يغادر الطالب الفصل الدراسي وفي عقله الكثير من الأسئلة.

desk-600482_640-300x206

يوفر الختام الجيد للدرس للطلاب فرصة للتفكير في الدرس ومشاركة الطلاب لأفكارهم ومشاعرهم، باستخدام تذاكر الخروج من الدرس، إذ يطلب المعلم من الطلاب في نهاية الحصة إخراج قصاصات من الورق على شكل تذاكر والكتابة عليها بأي سؤال لديهم عن الدرس أو كتابة أي معلومة خجلوا من مشاركتها أمام زملائهم، أو كتابة أي سؤال لم يتمكنوا من طرحه لانتهاء وقت الدرس.

ويجهز المعلم صندوق يضع فيه الطلاب هذه القصاصات والتذاكر، وبذلك يمكن للطلاب إخبار المعلم بأي مخاوف أو نجاحات أو أسئلة قبل مغادرة غرفة الصف، ويمكن بعد ذلك المتابعة مع الطلاب للإجابة عليها إما بشكل جماعي في الصف أو بشكل فردي قبل أو أثناء الدرس التالي.

إعطاء تقييم سريع من قبل الطلاب

إذا لم يتبق سوى دقيقة واحدة في الدرس فلا يزال هناك وقت لإغلاق سريع له، حيث يطلب المعلم من الطلاب استخدام أصابعهم لرفعها لمنح الدرس تقييماً من خمسة، ثم الطلب من بعض الطلاب مشاركة سبب هذا التقييم مع الفصل كاملاً.

teacher-4784917_640-4-300x200

قد يكون التقييم تقييمًا عامًا للدرس الإجمالي بشكل عام، أو قد يكون أكثر تحديدًا مثل الطلب من الطلاب بإعطاء تقييم لمدى فهمهم لمفهوم معين في الدرس أو تقييم التحسينات الشخصية لهذا.

الطلب من الطلاب تلخيص الدرس بكلمة واحدة:

الكلمة الواحدة هي نشاط إغلاق سريع وفعال آخر يمكن استخدامه في نهاية أي درس، فقبل مغادرة الغرفة الصفية ينبغي أن يفكر الطلاب في كلمة واحدة تلخص الدرس لأنفسهم، ثم يشاركون المعلم الكلمة قبل الخروج.

قد تتعلق كلمتهم الوحيدة بفهمهم للدرس، وكيف شعروا تجاه الدرس أو السؤال الذي يودون طرحه عن الدرس وغير ذلك، ويجب على المعلم التربوي متابعة هذه الكلمات ويمكن أن يختار منها ثلاث كلمات مشتركة مع الفصل بأكمله لتكون هي مفتاحه لبداية الدرس التالي.


شارك المقالة: