لا يخفى على أحد أنّ للغة العيون استخدامات كثيرة، فهي خير دليل على صحّة كلامنا وعلى وضوح مشاعرنا من غضب أو فرح أو كآبة أو حزن أو خوف أو تردّد أو حب، فالعيون في كلّ ثقافات العالم من أبرز المعالم التي تقوم بالكشف عن خفايا القلب والعقل.
بعض استخدامات لغة العيون:
عندما نتحدّث إلى أحد ما فإننا نحاول جاهدين أن نلفت انتباهه أو نظره إلينا كدليل حتمي على ثقته وتقديره للكلام الذي نتحدّث به، حيث أننا نقوم بتوزيع نظرنا على الأشخاص الموجودين بطريقة تثبت لهم أننا مهتمون بمتابعتهم لنا، وكذلك العكس فإنّ مبادلة الآخرين النظر لنا أثناء الحديث والتحديق بنا بطريقة مهذبّة تدلّ على الاهتمام والاحترام، وهي من أفضل الوسائل التي تزيد من ثقتنا بأنفسنا، فعندما يقوم شخص ما بإعطاء محاضرة أو خطبة بفقد الاهتمام للجمهور من حوله، فخير ما يدلّ على ذلك هو عدم التفاتهم إليه ومحاولة إشاحة النظر عنه بشكل متعمد كدلالة على عدم الرضى.
عندما نخاصم شخصاً ما أو لا نرغب في الحديث معه فإنّ جلّ ما نقوم به هو عدم الالتفات إليه أو إبداء الاهتمام بعدم النظر إليه، فنحن في حالة الغضب نحاول أن نهمّش الشخص الذي سبّب لنا هذا الغضب من خلالة نظرة حادّة تدلّ على غضبنا، وعدم التفاتنا إلى المبررات التي يتلفّظ بها الآخرون كدليل على عدم الرضى.
لغة العيون تساعد على بناء الثقة مع الآخرين:
في حال تحدّثنا مع الآخرين، علينا أن نركّز النظر على الجزء الأسفل من وجهه أسفل العينين، إلا إذا كنّا نتعامل مع شخص متسلّط أو صعب المراس، وتسمّى هذه النظرة باسم النظرة الودودة، ولكن من الأفضل وصفها بأنها نظرة مقبولة بوجه عام، وعلينا ألّا نطيل التحديق في العينين بشكل مباشر، فقد يكون ذلك علامة على عدم الصدق والكذب.
إذا كنّا نريد التركيز على نقطة مهمة في حديثنا من خلال النظر إلى عيون الآخرين، فمن الأفضل البدء بالنظر إلى عظام الوجنتين بدلاً من العينين، فهذه الطريقة وديّة تماماً ولا تثير القلق والخوف في نفس الآخرين كما يفعل النظر إلى العينين مباشرة.
علينا أن ننتبه أيضاً أن ذلك لا يجب أن يخلّف انطباعاً لدى الآخرين بأننا نتعمّد عدم النظر إلى عينيه، وهو الأمر الذي قد يشعره بأننا نتهرّب منه أو نفتقر إلى الثقة بالنفس أو أننا غير مهتمين بموضوع الحوار.