كما أن حظوظنا في الحياة تزيد وترتفع بفضل التغييرات الصغيرة والتصرفات البسيطة، التي نوليها اهتماماً خاصاً والتي توضح الفارق بيننا وبين الأشخاص العاديين، فيمكن لحياتنا السعيدة ونجاحاتنا أن تنتهي وتتلاشى خلال وقت قصير جداً بسبب أخطاء صغيرة نرتكبها.
الأخطاء الصغيرة قد تنهي الحياة السعيدة:
لا أحد منّا معصوم من الخطأ، فأخطاء صغيرة لم نكن لنفكّر بها يوماً من الأيام، قد تنهي مسيرة حافلة كنّا ننعم بها من النجاح والتفوّق، فعادة ما نسمع أن فلاناً قد انتهت حياته بسبب خطأ بسيط كعدم أخذ احتياطات السلامة المرورية أثناء قيادة المركبة، وأن آخر انتهت حياته بالسجن المؤبد بسبب قيامه بمشاجرة أحد الأشخاص الذين لا يعرفهم من قبل، أودت بحياة ذلك الشخص وكانت النتيجة مدمّرة.
هي أخطاء لم نحسب لها أي حسبان ولم نتصرّف مع تفاصيلها بعقلانية وحكمة وكانت النتيجة مرعبة، إذ يمكنها تدمير حياتنا ومستقبلنا رغم حدوثها بطريقة غير مقصودة أو متعمّدة أو حتى متوقّعة قبل لحظات قليلة من وقعوها.
إنّ حياتنا كما يمكن لها أن تتغيّر بسبب قرارات كبيرة متوقّعة ومخطّط لها كالزواج أو اختيار الوظيفة مثلاً، يمكنها أيضاً أن تتغيّر بسبب لحظة غضب أو قرار متهوّر أو حادث مفاجئ أو تصرّف لم يخطر ببال أحد.
كيف يتعامل الأذكياء مع الأخطاء الصغيرة؟
بحديثنا عن الأذكياء فنحن نخصّ بالذكر أيضاً الأشخاص الأكثر نجاحاً، فكما أنهم يقومون على وضع خطط وأهداف ويقومون على استشراف المستقبل، فهم عادة ما يقومون بوضع خطط بديلة لكلّ مهمة أو مشروع أو هدف يرغبون في تحقيقه، فالذين يعانون من الفشل تنقصهم الخطط والأهداف، ولا يمتلكون خططاً بديلة في حال تعرّضوا ﻷي عقبات أثناء تنفيذهم للمهام والنشاطات.
الناجحون أيضاً يعلمون تماماً أنّ نجاحاتهم في يوم من الأيام، قد جاءت بسبب قدرتهم على استغلال الأشياء الصغيرة في تنفيذهم لمهامهم، بحيث تشكّل في نهاية الأمر فارقاً كبيراً لا يمكن تغافله، فهم أيضاً قادرين على التعامل مع الأخطاء الصغيرة بل ويتوقّعون حدوثها، ويجهّزون لها أجوبة واحتمالات ممكنة، فلا يقعون في فخّ المفاجآت المستحيلة، فهم جاهزون لكلّ ما هو ممكن الحدوث، ويستطيعون بذكاء أن يتجاوزا الأخطاء الصغيرة.