اقرأ في هذا المقال
- تزييف المشاعر في العمل
- الفرق بين التمثيل العميق والتمثيل السطحي
- لماذا يجب ممارسة التمثيل العميق بدلًا من التمثيل السطحي
- العواقب السلبية للتمثيل السطحي والتمثيل العميق
العمل الوجداني هو ضبط التعابير والمشاعر حتى يتم تلبية المتطلبات الوجدانية للعمل، إذ يُتوقع من الموظفين إدارة مشاعرهم أثناء التواصل مع العميل، والزملاء في العمل والمدراء.
تزييف المشاعر في العمل
يشمل ذلك تحليل الآراء وتحديد قرار بما يخص التحدث عنها كانت محسوسة أم لا، وأيضاً كبت المشاعر التي يشعر بها الشخص لكن لا يمكن التنفيس عنها، وذلك لخلق إحساس محدد نحو العمل لتحقيق النجاح للشركة.
مع تغير اقتصادات السوق من التصنيع إلى السوق القائم على الخدمات، أصبح من المحتمل أن يدير الموظفون مشاعرهم في المجالات المهنية المختلفة حسب المتطلبات العمل وهو أمر لم يكن موجود قبل 60 سنة.
ومن الأعمال التي تحتاج عمل وجداني، القانون ورعاية الأطفال والجانب الطبي والأعمال الاجتماعية وأعمال الضيافة وتقديم الأكل، والإعلام أيضاً، وقد يتضمن العمل غير المدفوع مثل مساعدة صديق في حل مشكلة صديق آخر.
الفرق بين التمثيل العميق والتمثيل السطحي
ينقسم العمل الوجداني إلى قسمين، الأول هو التمثيل السطحي وفي هذا النوع يعتبر الجسد وليس الروح الأداة الأساسية، ويحدث ذلك عندما يغير الشخص التعبير الوجداني فقط حتى ينسجم مع مقاييس المكان من خلال تزوير المشاعر، وهو بهذا يُزيّف تصرفاته الخارجية فقط، لكن تبقى مشاعره الداخلية كما هي، إنه عمل يشمل كبت المشاعر مما يؤدي التوتر ويؤثر على صحة الشخص.
وأما في التمثيل العميق يحتاج الأشخاص إلى بذل جهد لتنشيط ذكريات أو صور أو أفكار للإحساس بشيء محدد أو كبت إحساس آخر في أثناء العمل. وهذا يمكنهم من الإحساس والتفكير والعمل حسب المشاعر المرغوبة في بيئة العمل.
إذ أن الحفاظ على العرض العاطفي بالرغم من اختلاف المشاعر الصادقة، فأن التعبير عن اللطف لا يقصد به بالضرورة سعادة الشخص، بل هو مجرد سلوك لموافقة القواعد التنظيمية.
أما التمثيل العميق فهو نوع من أنواع المشاعر الحقيقية الصادرة من الذات، إذ يقوم الفرد بتغيير مشاعره بحيث تتماشى بصورة طبيعية مع التوقعات، أي أنه عوضاً من تزييف المشاعر يغير الأشخاص نشاط مشاعرهم الداخلية للتعبير عن المشاعر التي يحتاجها الموقف.
لماذا يجب ممارسة التمثيل العميق بدلًا من التمثيل السطحي
كشفت النتائج عن تطبيق أربعة استراتيجيات وجدانية منوعة، شارك الممثلون العميقون في مستويات عالية من التمثيل العميق، بينما شارك الممثلون الضعفاء بصورة أكبر في التمثيل السطحي، كان هناك كذلك غير الممثلين الذين شاركوا بقدر بسيط من العمل العاطفي، أما المنظمون فقد بدلوا بين الطريقتين.
العمل الوجداني
بين الاستطلاع كذلك أن المحرك لهذه الاستراتيجيات دافعين، دافع إدارة الانطباع الاجتماعي ودافع إدارة الإيجابية، إذ يهدف الأول إلى تطوير العلاقات الإيجابية والثاني لتقديم جبهة إيجابية.
لاقى الباحثون أن الممثلين العميقين كانوا مدفوعين بدوافع اجتماعية إيجابية ويتميزون بمزايا هذه الاستراتيجية، أحس هؤلاء الممثلون بمستويات إرهاق أبسط وإحساس أقل بعد المصداقية وتحسن الثقة في زملاء العمل والتقدم نحو الأهداف.
غير الممثلين لم يعانوا من الإرهاق الوجداني الذي عانى منه الممثلون الضعفاء، لكنهم في الوقت ذاته لم يتمتعوا بالمكاسب الاجتماعية للممثلين العميقين، بينما أظهر المنظمون أن التبديل بين التمثيل السطحي والعميق يستنزف الاحتياطي الوجداني يتسبب في توتر العلاقات المكتبية.
العواقب السلبية للتمثيل السطحي والتمثيل العميق
بالرغم من النتائج الحسنة لكلتا الطريقتين في ارتفاع الإنتاج وتحقيق أداء أفضل في العمل، فإنه من الناحية النفسية والجسدية للفرد وجدت دراسة أخرى أن كلتا الطريقتين لهما تأثير بصورة سلبية على صحة الفرد النفسية والجسدية.
استعمال هذه الأساليب من غير أي ضوابط سوف يؤدي إلى نتائج سلبية مثل الاغتراب عن الذات والتوتر الداخلي والإرهاق الوجداني.
فقد لاقت إحدى الدراسات أن التمثيل العميق والسطحي لا يمكنهما تغيير النفس الداخلية بصورة كاملة مما يتسبب في تنافر عاطفي، هذا التنافر نتيجة مشاعر القلق وربما يتسبب في الاكتئاب والإرهاق والاضطرابات العقلية، كما أنه قد يسبب مشاكل جسدية مثل الصداع والأرق ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
هذا الشيء سوف يؤثر على العمل والإنتاج بصورة سلبية على المدى البعيد، ففي لحظة ما لن يكونوا الموظفون قادرين تطبيق استراتيجيات التمثيل وبالتالي لن يمكنهم الاستمرار في هذا العمل أو بذل جهد أكبر به.
تم الاستنتاج من هذه الدراسة أن استعمال هذه الأساليب من غير أي ضوابط سوف يؤدي إلى عواقب سلبية مثل الاغتراب عن الذات والتوتر الداخلي والإرهاق الوجداني، وهو ما لا ترغب به المؤسسات وأماكن العمل بالتأكيد.