هناك العديد من الأسئلة في التخطيط الاستراتيجي الشخصي أو الجماعي، إنها الأسئلة التي نحتاج إلى طرحها والإجابة عليها مرّات عديدة خلال حياتنا، وفي بعض الأحيان يمكن أن تغيّر أيَّ إجابة جديدة في تلك الأسئلة مسار حياتنا بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي الرؤى التي نحصل عليها من طرح هذه الأسئلة، إلى وضع أهداف جديدة ونقاط تركيز جديدة لمستقبلنا.
ما الإنجاز الذي نقوم به حالياً؟
السؤال الأول والأهم هو، ما الإنجاز الذي نقوم به حالياً؟ وما المهمة التي نقوم على إنجازها بالفعل حالياً؟ إذ علينا أن نقوم بمعرفة المهام التي نقوم بها، وأن نقوم بالتوسّع في هذا التعريف حتى يشمل كلّ إنجازاتنا، وعلينا ألا نرضى أبداً بأول إجابة تخطر ببالنا بشكل عشوائي، إذ يجب أن تكون إجاباتنا مبنيّة على وقائع ونسب ونتائج منطقية قريبة إلى الواقع.
علينا أن نقوم بتعريف إنجازاتنا ومهامنا التي نقوم على إتمامها، بناءً على تأثيرها على حياة وأعمال الآخرين، ومدى تأثير تلك المنجزات على حياتنا الشخصية، وبمجرد قيامنا بتحديد المهام التي نقوم بإنجازها بالضبط، علينا وقتها أن نقوم بتطبيق نظرية التفكير الأساسية على نشاطاتنا، وعلينا أن نعرف مقدار رضانا عن المهام التي نقوم بإنجازها.
كيف نقوم على بناء مستقبلنا؟
علينا أن نبني مستقبلنا بعيداً عن الماضي، فبناء المستقبل يعني هجر الماضي وتركه إلى الأبد، لذا علينا أن نواصل طرح الأسئلة التي تتعلّق بمنجزاتنا ومقدار أهميتها علينا وعلى الآخرين، فأن نعيش في أكناف الماضي يعني أننا لا نرغب أبداً في التطوّر أو في التغيير، فالعالم اليوم يتطوّر بشكل يومي، ومن يواكب التغيرات يستطيع أن يبقى معاصراً ومنفتحاً على آفاق التجديد، التي تتناسب مع واقع الحال المكاني والزماني في وقتنا الحاضر.
طرح الأسئلة يفتح الكثير من الآفاق والمدركات العقلية لدينا، والتي بدورها تحسّن من قدرتنا على التخطيط الاستراتيجي الناجح، إذ لا يمكننا أن نصيغ الخطط المنطقية بناءً على الفرضيات اللامنطقية، فنحن نعيش في عالم شديد الذكاء، ولا مكان بيننا لمن يقضون أوقاتهم في الترهات والتوقعات، بعيداً عن مخاطبة الذات بالأسئلة الممكنة المتاحة، وإيجاد أفضل الأجوبة المتاحة وتمحيصها قبل أن يتم تبنيها بشكل تام.