الأساليب العلاجية في النظرية الإسلامية في العلاج الأسري:
قدَّم لنا الدين الإسلامي العديد من الأمور التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها الأمور والقواعد التي ينبغي أن يتبعها الأسر لتحقيق توازنها وتكافلها وبالنهاية الوصول إلى سعادتها والعودة بالمنفعه على المجتمع.
هذه القواعد والأنظمة تقي الأسرة من حدوث مشاكل واضطرابات داخلها، وأيضاً تطبيق هذه القواعد من اكتساب الأخلاق الطيبة، وجود التعاون بين أفراد الأسرة، والقيام بالسلوكات الجيدة والحسنة بين الزوج والزوجة وبين أفراد العائلة ككل، يؤدي إلى بناء عائلة يسود أجواءها الحب، المودة، والإنجاز.
وتعتبر تعاليم الدين الإسلامي بما يتعلق بالزوجين بأنها أساليب وقاية وعلاج، حيث حدد الدين الإسلامي الواجبات التي يجب على كل من الزوجين اتباعها وتحقيقها، وكذلك بما يخص بالحقوق الزوجة فجميعها محددة وموضوعة، مثل: الحقوق المادية، النفقة، المهر، الاستمتاع، حسن المعاشرة، وأن يأمر الزوج زوجته بالمعروف وبعدها عن أعمال المنكر فكل هذه التعليمات تعتبر وقائية من حدوث المشكلات إن التزامنا بها.
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.
وفي حالة حدوث مشكلة في تطبيق المنهج الإسلامي لتحقيق الوقاية، وظهور مشكلات أسرية تعمل على معاناة أعضاء العائلة، لم يعجز الدين الإسلامي على وضع حلول للوصول بالأسرة إلى السعادة والتوازن المطلوب، فقد وضع الدين الإسلامي قواعد لمشاكل الإرث كما ورد في القرآن الكريم والسنة، تم تقسيم الإرث لكي لا يكون لأحد حجة فكل شيء موضوع وموضح، وإن عجزوا عن فهمها فتوجد دور العلم والقضاة التي تحكم بينهم بالعدل.
كما شرع الدين الإسلامي الطلاق؛ لكي لا يعاني الزوجين إن لم يتمكنا من الاستمرار في حياتهما؛ بسبب الخلافات الموجودة بينهما، ولكي لا يعاني الأبناء أيضاً وينشأون في أسرة متفككة، ووضح الدين الإسلامي دور الأقارب في حل المشاكل، مثل: أهل الزوج، أو أهل الزوجة، وربما أصدقاء مقربين من الزوج والزوجة، ذو العلم والمعرفة، فالدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر.