اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الأسرة الصحية
- الأسرة الصحية في العلاج الأسري الاستراتيجي
- دور العلاج الأسري الاستراتيجي
- سمات الأسرة الصحية في العلاج الأسري الاستراتيجي
العائلة أساس كل مجتمع، حيث تعتبر العائلة السليمة من العائلات التي يحتاجها المجتمع لتقدمه وازدهاره، فالعائلة الصالحة تسمع بعضها البعض ويتفاعلون بشكل جيد، يشجعون بعضهم وقت الحاجة، يثق كل فرد بالآخر، يتحملون معاً المسؤولية، يدركون الفرق ما بين الممارسات الخاطئة والصائبة، يُقدّرون الخصوصية لكل فرد، يعترفون بحاجتهم للمساعدة ويطلبونها.
مفهوم الأسرة الصحية
الأسرة الصحية ليست مجرد مجموعة من الأفراد الذين يعيشون تحت سقف واحد، بل هي نظام متكامل من العلاقات والتفاعلات التي تدعم النمو الشخصي لكل فرد. في هذا السياق، الأسرة الصحية تتميز بعدة سمات، منها:
- التواصل الفعال: يتميز بقدرة الأفراد على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بشكل مفتوح وصريح دون خوف من الانتقاد أو الرفض.
- الدعم المتبادل: يتمثل في تقديم المساندة العاطفية والمادية بين أفراد الأسرة عند الحاجة، مما يخلق شعورًا بالأمان والاستقرار.
- حل النزاعات بطرق بناءة: الأسرة الصحية لا تخلو من النزاعات، لكنها تمتلك آليات لحلها بطرق إيجابية دون إيذاء الأطراف المعنية.
- المرونة والتكيف: القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة والتحديات التي تواجه الأسرة تعد من علامات صحتها.
الأسرة الصحية في العلاج الأسري الاستراتيجي
تعتبر العائلة السليمة في العلاج الأسري الاستراتيجي بأنَّها عائلة توجد بها هرمية فعّالة عبر الأجيال، ففي المواضيع المهمة تكون الهرمية بين الوالدين، ويقومان باتخاذ القرار النهائي في المواضيع الكبيرة، وأيضاً تتمكن العائلة السليمة من التنقل بدورة حياتهم من مرحلة إلى أخرى بكل بساطة، وتغير الأنظمة الموجودة وأدوار أعضائها بشكل سهل بحيث تُحقق متطلبات المراحل المستجدَّة في دورة حياتهم.
مثلا: عندما تنتقل عائلة بأطفالها من مرحلة ما قبل البلوغ إلى مرحلة البلوغ، فإنَّ العائلة السليمة يتهيؤون لهذه المرحلة الانتقالية حيث يمنحون أبناءهم البالغين استقلاليتهم الخاصة بهم، وإعطائهم مسؤوليات تتلاءم مع المرحلة الجديدة، تقوم العائلة الصحيَّة بتحقيق هذه التغيرات بشكل بسيط، وأيضاً تقوم بالتخلص من مشكلاتها، وتعقد حواراً بما يتعلق بنقاط الخلاف.
دور العلاج الأسري الاستراتيجي
العلاج الأسري الاستراتيجي يركز على إعادة هيكلة ديناميكيات الأسرة لتصبح أكثر صحة وتناغمًا. يعتمد هذا النوع من العلاج على عدة مبادئ أساسية:
- تحديد الأنماط التفاعلية غير الصحية: يبدأ العلاج بتحديد العلاقات والأنماط التي تعيق التفاعل الصحي بين أفراد الأسرة، مثل التفاعلات القائمة على السيطرة أو النقد المستمر.
- التدخل السريع والفعال: يعتمد العلاج الاستراتيجي على التدخلات السريعة لتغيير هذه الأنماط وتقديم حلول عملية قابلة للتنفيذ.
- توجيه الأسرة نحو التغيير: المعالج يساعد الأسرة على وضع أهداف محددة والسعي لتحقيقها من خلال توجيهات واستراتيجيات واضحة. يتم توجيه الأسرة لتغيير سلوكياتها والتفاعل بشكل جديد يحقق الصحة والاستقرار.
سمات الأسرة الصحية في العلاج الأسري الاستراتيجي
من خلال العلاج الأسري الاستراتيجي، تسعى الأسرة إلى تحقيق عدة سمات تعزز من صحتها، من أهمها:
- الوضوح في الأدوار: يجب أن يكون لكل فرد في الأسرة دوره المحدد، حيث يتجنب الارتباك أو التداخل في المسؤوليات. المعالج يعمل على تحديد هذه الأدوار بشكل واضح بما يتناسب مع قدرات كل فرد.
- التفاعل الإيجابي: بدلاً من التركيز على السلبيات، يشجع العلاج الاستراتيجي الأسرة على التفاعل بشكل إيجابي من خلال تشجيع الدعم والتقدير بين الأفراد.
- المرونة في التعامل مع الضغوط: الأسرة الصحية تتعلم كيفية التعامل مع الضغوط الخارجية بطريقة مرنة، بحيث لا تؤثر على تماسكها الداخلي.
- التواصل البناء: يسعى العلاج إلى تعزيز مهارات التواصل بين أفراد الأسرة، بحيث يتجنبون الاتهامات والانتقادات غير البناءة ويعتمدون على الحوار الفعال لحل المشكلات.