الأسس الفلسفية والنفسية للإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


كيف يقوم العمل الإرشادي على الأسس الفلسفية والنفسية؟

كل عمل نقوم به يتأصل بمجموعة من الأسس الفلسفية والنفسية التي تعمل على تنظيمه، والإرشاد النفسي أحد هذه العلوم التي تقوم على مجموعة من المبادئ النفسية والفلسفية والتي لا يمكن الحياد عنها، فالمرشد النفسي الجيد يقوم ببناء نظرته الشمولية لشخصية المسترشد بناء على مجموعة من الأسس والأفكار الفلسفية الصحيحة البعيدة عن الاحتمالات الواهنة، ومن خلالها يقوم المرشد باتخاذ مجموعة من الأساليب الإرشادية التي تساعده في علاج الحالة التي أمامه.

الأسس الفلسفية والنفسية التي يقوم عليها العمل الإرشادي؟

1. طبيعة الإنسان:

على المرشد أن يدرك طبيعة المسترشد التي يقوم بمواجهتها وعلاجها، وأن يدرك نمط وطبيعة الشخص وهل هو مخيّر أم مسيّر، وأن يعرف المؤثرات التي جعلت من المسترشد شخصاً متغيّراً يتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية بصورة سلبية أثرت على طريقة تفكيره وحياته، وأن يكون المرشد على معرفة بطبيعة المسترشد كيف يفرح، وكيف يغضب، ومتى يكون خطيراً، ومتى يكون مسالماً؟ والعديد من الأسئلة الأخرى التي تساعد في فهم العادات والقيم التي يتبناها المسترشد، وأن يكون قادراً على معرفة الطبيعة المحيطة التي تؤثر في المسترشد، هل هي بيئة صالحة أم غير صالحة، وما مدى تأثيرها على الشخصية؟

2. النظرة الشمولية للمشكلة الإرشادية وتحليل شخصية المسترشد:

إنّ نظرة المسترشد الأولى وتحليله المبدئي لشخصية المسترشد لا تعتبر دليلاً على تحديد المشكلة أو تحليل شخصية المسترشد بصورة نهائية، فمهما كان المرشد خبيراً وماهراً في قراءة أنماط الشخصيات، لن يتمكن من قراءة كل ما يجول في ذهن المسترشد ويقوم بتحليله وتحديده على أنه حقائق ومسلمات غير قابلة للنقاش، فالطبيعة البشرية ذات أفكار تختلف ما بين لحظة وأخرى وتتنقّل ما بين مصلحة وأخرى، وقد نرى الكثير من الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على طرح أفكارهم بصورة سليمة، وبالتالي يصعّبون من مهمة العمل الإرشادي.

المرشد الماهر قادر على تمييز السلوك الإنساني وإدراكه على أنه سلوك يتغيّر، وأن الطبيعة البشرية لا تزال لغاية اليوم تتأثر بالمحيط الخارجي وتتأقلم وفقاً له رغماً عنّا، وهذا الأمر برمّته يؤثر على قدرة المرشد في تحليل العملية الإرشادية والوصول إلى الحلول الممكن بسهولة ورويّة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: