الأعصبة النفسية للمعاق بصريا

اقرأ في هذا المقال


تستخدم العديد من المصطلحات للكشف عن الفرد الذي لديه اضطراب في البصر، ومن هذه الألفاظ كلمة الأعمى، وكلمة المكفوف أو الكفيف نتيجة لعجزه، فالفرد لديه متطلبات نفسية لا يتمكن من تغطيتها وتوجهات اجتماعية  تعمل على إزاحته عن مجتمع المبصرين، ويواجه مواقف فيها أنواعاً من الصراع والقلق، وكل هذا يقود المكفوف إلى حياة نفسية غير سليمة، فيصبح عرضة للإصابة بالأعصبة النفسية المختلفة التي تؤدي به إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة به.

الأعصبة النفسية للمعاق بصريا

1- العصاب النفسي

يطلق العصاب النفسي على العديد من الأمراض حيث أنها تشترك في العديد من الأعراض، وهي لا تعود على سبب عضوي بدني بل تعود إلى أسباب وظيفية تنتج صراعات نفسية، تتميز بأعراض متباينة تؤثر في الوجدانيات والأفكار وظائف البدنية، أن الخصائص التشريحية التي وجدت في كثير من المرضى بدنيا تحسم الموقف وتبين أنها لم تكن أمراضاً عصابية.

وعلى الرغم من أن الأعصبة النفسية أقل عنفاً في مظاهرها من الأمراض العقلية، إلا أنها تتسم الأعصبة النفسية بصفة عامة بوجود مراعاة داخلية ويتصدع في العلاقات الشخصية، وتتميز أيضاً بالأمراض الجسمية  التي لها علاقة سيكولوجية، وأن العصاب مرض نفسي عصبي وظائفي وأعراضه الانفعال والتوتر والصراع الشديد.

2- القلق

ويعتبر القلق من صفات المنتشرة للعصاب وينشأ نتيجة الشعور بعدم الأمن،  وهو شعور عام غامض بالتوقع والخوف يرافقه عادة بعض الإحساسات الجسمية، وإضافة إلى هذا هي حالة داخلية مؤلمة من العصبية والتوتر، ويكون مترافق مع احساسات بدنية مختلفة واستجابات مثل سرعة دقات القلب والخفقان والعرق والارتعاش وآلام في المعدة والصدر.

3- الرهاب

ويعتبر الرهاب مبدأ دفاعي لا شعوري، حيث يقوم الفرد بعزل القلق الناشئ من فكرة معين عن الحياة اليومية، وتوجيهه لفكرة رمزي ليس له علاقة مباشرة بالسبب الرئيسي، ومن هنا ينشأ الخوف الذي يعرف الفرد أنه لا فائدة منه، وعلى الرغم  من معرفته التامة لذلك إلا أنه لا يستطيع التحكم أو السيطرة على هذا الخوف، كما أنه فرع غير معقول، فهو مستمد من العصاب النفسي ولا يخضع للعقل.

4- الوسواس القهري

الوسواس القهري مرض عصابي يتميز بوجود اندفاعات حركية مستمرة أو دورية، ويكون المريض لين بتفاهة ولا معقوليتها، وتأكيد الفرد أنه لا يستحق منه هذا الاهتمام، ومحاولته المستمرة لمقاومتها، واحساسه بسيطرة هذه الوساوس، مما يترتب عليه والآم نفسية وعقلية شديدة، كما أنها تستحوذ على الفرد في شكل فكرة يعجز عن التخلص منه.

وقد يسيطر على الفرد عمل من الأعمال لا يرى مهرب من القيام به برغم ادراكه لتفاهته، وتعوز هذا الفرد الثقة بالنفس ويسيبه القلق، كلما صادفته مشكلة، وتكون هذه الوساوس في صورتها العصابية دائماً مرضية في محتواها في السلوك الواعي للفرد لفترات طويلة من الزمن، لتتحول كالهواجس التي لا تشغل التفكير والعقل، وأحياناً ترغم هذه الفكرة الشخص على ارتكاب أعمال يلام ويعاقب عليها.

5- الأعراض السيكوسوماتية

اضطرابات عضوية يلعب فيها العامل الانفعالي دوراً أساسي، وعادة ما يكون ذلك من خلال الجهاز العصبي اللارادي ويمكن تعريفه أيضاً بأنه عبارة عن تحول القلق إلى أعراض تضمن الجهاز الحركي والحسي الإرادي ولها مفردات رمزية في الحياة اللاشعورية للفرد وتعد أيضاً تورط انفعالي في الأعضاء التي تدعم الجهاز العصبي اللاإرادي مثل قرحة الإثنا عشر والربو.

6- الهستيريا

يُعد من الأمراض العصابية الأولية يظهر من خلال علامات مرضية بطريقة لاشعورية، وتكون الغاية هنا جلب الاهتمام أو الهروب من موقف خطير، وعادة ما يظهر هذا المرض في الشخصية الهستيرية التي يميزها عدم النضج الانفعالي، ولا يعني ذلك أنها لا تظهر في الشخصيات الأخرى، بل وجد من خلال التجارب الإكلينيكية، وأن كل فرد معرض لهذه الأعراض تحت الإجهاد والشِدّة.

ولكن تختلف حسب استعداد الخاص وشدة الموقف بكل فرد ويتميز بالتلون، مما قد يؤدي إلى الخلط في التشخيص، ويتميز المصاب بالطفيلة في سلوكه، وتجنب تحمل المسؤولية وبالثرثرة، كما أنه ممثل بارع في التعبير عن انفعالاته وشديد الحساسية، كما أنه اضطراب نفسي غير إرادي في الوظائف الحركية أو الحسية أو الذاكرة، وتتميز بصراع أو كبت داخلي أو بدوافع لاشعورية تظهر في صورة أعراض مختلفة كالعمى والصم والشلل وفقدان الذاكرة.

7- الاكتئاب

حالة انفعالية يكون فيها الفاعل النفسي الجسدي منخفض وقد تكون سوية أو مرضية، وتختلف أنواع الاكتئاب فمنها الاكتئاب البسيط  والاكتئاب الحاد والاكتئاب العصابي والاكتئاب الموقفي، وبالإضافة إلى الذهول الاكتئابي والاكتئاب المزمن والاكتئاب الذهاني.

وفي الختام نستنتج أنه يوجد علاقة بين الإعاقة والأعصبة النفسية التي تشتمل على الوسواس القهري والقلق والاكتئاب والعديد من الأعصبة الأخرى، حيث أظهرت العديد من البحوث إظهار الذات والقلق والسيطرة الخضوع بين الطلاب المعاقين وبين الطلاب العاديين، حيث يجب العلاج من هذه الأعصبة النفسية من أجل وقاية الطفل ذو الإعاقة.


شارك المقالة: