الأمور المهنية المتعلقة بذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يمنع القانون في الدول المتقدمة التمييز ضد الأفراد ذوي الحاجات الخاصة في مجال التوظيف، بل إنه يطلب من أصحاب العمل إجراء تعديلات معقولة تخدم الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة، وذلك حتى يتمكنوا من تلبية متطلبات الوظيفة المهنية، بالتالي قد يخص هذا الموضوع الراشدين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة الذين يعملون خلال إجازاتهم المدرسية.

الأمور المهنية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

يشمل قانون توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة عملية التوظيف والرواتب والمزايا المهنية والترقية والفصل من العمل، وعادة ما تتضمن مشكلات الأفراد المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في ميدان العمل موضوع وضع تعديلات تتماشى مع قدراتهم في العمل، وكذلك مشكلة التمييز ضدهم في ميدان الحصول على الترقية ضمن العمل، وقد تدعو الحاجة في بعض الحالات إلى استشارة محام له خبرة في مجال القضايا المتصلة بالإعاقات.

أما بالنسبة لمشكلة التمييز في الترقية، فهي تتطلب استشارة أحد المحامين المختصين بها أيضاً، ويقتضي القانون تعريف الإعاقة على أنها حالة تحد على نحو أساسي من القيام بنشاط حياتي رئيس مثل التعلم أو العمل، ومن هنا تشمل عملية إجراء تعديلات معقولة تلك الإجراءات التي لا تفرض صعوبة غير مبررة سواء مالية أو غيرها على صاحب العمل.

وتتضمن الأمثلة عن التعديلات في مكان العمل بالنسبة للمصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ما يلي
تعديل بيئة العمل للحد من مصادر التشتت وكتابة التعليمات، وتقديم تغذية راجعة متكررة والأدوات التقنية والتدريب المتخصص وزيادة وقت إنجاز المهمات، وتقسيم المهمات إلى أجزاء يمكن التعامل معها، وقد تدعو الحاجة أحياناً إلى إعادة تنظيم مكان العمل أو إعادة توزيع المهمات المقررة.

ويعتبر تقييم وإدارة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدي الراشدين ميداناً حديثاً غير أنه سريع النمو، وغالباً ما يعتبر تقييم وعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى والدان جانباً مهماً من العلاج الفعال للطفل، ويجب أن
يدرك العيادي إمكانية وجود إصابة أبوية باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أو باضطرابات ذات صلة، وذلك من خلال السيرة الأسرية التي تؤخذ أثناء المقابلة التي يعقدها العيادي وبالإضافة إلى التقييم الأولي للطفل.

ومع تطوير العيادي لعلاقة ألفة مع الأسرة في إطار تقديم الرعاية للطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فقد يتمكن من مساعدتهم في تقييم تأثير اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة الذي أصاب الراشد على الأسرة وعلى من هم من حوله، وذلك إلى جانب تقييم الحاجة لعلاج محدد ومدى فاعلية هذا العلاج.

الميزات التي يوفرها المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لصاحب العمل

1- يقدم لصاحب العمل معلومات عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

2- يزود صاحب العمل بعرض متعلق بأعراض محددة وتأثيرها الوظيفي، على النشاطات الحياتية الرئيسة ذات الصلة بالعمل.

3- يحصل على إفادة داعمة من العيادي متصلة بالاضطراب وتأثيره الوظيفي.

4- يطور خطة تدخل علاجي تركز على الاستراتيجيات التي يستطيع الموظف استخدامها، دون الحاجة إلى التدخل المباشر من قبل صاحب العمل لتقليل حدة الإعاقة الوظيفية إلى الحد الأدنى، من مثل تنظيم بيئة العمل واستعمال آلة حاسبة ومدقق الإملاء والمفكر الإلكترونية والمنظم الإلكتروني.

5- يشرح التعديلات المطلوبة وكيف ستحد من الأعراض، وتساعد في تحقيق الأهداف المتصلة بالعمل.

6- ينقح خطة التدخل عقب الفترة التجريبية ويقدمها كتابي، وقد يكون العيادي ذا فائدة في تقديم المعلومات لصاحب العمل، وكتاب رسالة داعمة وتقديم أفكار للتعديلات المقررة استناداً لأعراض فردية مستهدفة، ويمكن القول عموماً أن القوانين قد دعمت أصحاب العمل الذين بذلوا جهود خالصة لإجراء التعديلات.

أهمية تعرف صاحب العمل على الأمور المتعلقة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

إن اختيار مهنة تركز على مواطن القوة وتقلل مواطن العجز إلى الحد الأدنى بالنسبة للأفراد المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وبالنسبة للفرد ذي العلاقة يعتبر خطوة أولية أساسية لتقليل مشكلات الأداء إلى الحد الأدنى في مكان العمل، يتطلب النجاح في علاج الراشد المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في كثير من الأحيان علاجاً مصاحباً أو أولياً للاضطراب المصاحب.

ففي حالة وجود الكأبة أو الإدمان على المخدرات، فسيكون من الأسلم والأكثر فعالية معالجة هذه المشكلات أولاً، ويعتبر استعمال المنبهات مع وجود مشكلة الإدمان على المخدرات أو احتمال وجودها مسألة مهمة بالنسبة للعياديين الذين يعالجون الراشدين، ويمكن التأكيد عموماً على وجوب معالجة الإدمان، بحيث يتبع ذلك فترة من تناول العقاقير وإعادة تقييم لأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وذلك قبل إدخال العلاج بالمنبهات.

وينبغي توظيف الاستراتيجيات غير الدوائية خلال هذه الفترة، وذلك للمساعدة في علاج المشكلات المرتبطة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة؛ من أجل تقليل خطر التناول الذاتي للأدوية، وفي حالة استعمال المنبهات مع عقاقير أخرى التي يحتمل أنها تزيد من هذه التأثيرات ومن مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، فينبغي أن يستعلم العيادي عن حصول مشاعر مختلفة وما يتبعها من القلق.

لذلك ينبغي وقف المستحضرات الدوائية التي تحدث هذه التأثيرات سواء أكانت نتيجة للعقار نفسه، أو الجمع بين عقارين أو الحساسية الفردية لذلك، خصوصاً لدى المريض المعرض لخطر الإدمان، ولم تجر دراسة كافية
لمعرفة تأثير الجمع بين مواد علاجية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، مثل المنبهات أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة وعقاقير ترويحية، وغير أن بعض العلماء تكلموا عن حدوث إصابة سمية في الجهاز العصبي المركزي والأوعية القلبية لدى عدد من المراهقين ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عقب تناولهم  العقاقير الترويحية، ومن خلال تناولهم لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.

وفي حالة خضوع والدي الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لعلاج دوائي للاضطراب ذاته أيضاً، فقد يصبح بمقدور الأهل تقديم معلومات فريدة ومفيدة إلى العيادي الذي يصف الدواء للطفل، فقد تساعد
التأثيرات الإيجابية والسلبية لدى الأهل في إرشاد العيادي إلى اختيار علاج دوائي بديل للطفل، وإضافة إلى ذلك في حالة تناول الأهل والطفل للدواء ذاته يستطيع الأهل التعبير على نحو أفضل عن التأثيرات الجانبية المزعجة والتي قد لا تظهر، من مثل القلق والانطوائية الاجتماعية، والتي يعاني هو وطفله منها وعلى نحو مماثل.

وفي الختام في حالة الكشف عن إصابة الوالدين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وتناولهم لبعض العقاقير ومدى تأثيرها، فقد يتم توظيف استراتيجيات فعالة لمعالجة مشكلات معينة بفضل مساعدة الوالدين، ومن مثل تقليل اعتلال المعدة عن طريق تناول الدواء مع كأس مليء بالماء أو العصير، أخيراً تتاح الفرصة للوالدين لنمذجة الاستعمال المسؤول للدواء.


شارك المقالة: