الأنانية العقلانية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تدّعي الأنانية العقلانية في علم النفس أنه يجب علينا القيام ببعض الإجراءات الجماعية التي تستمد من السلوك الجمعي الذي يخدم السلوك التعاوني أو المنافع المتبادلة؛ لأن تنفيذ هذا الإجراء يزيد من مصلحتنا الشخصية.

الأنانية العقلانية في علم النفس

تدّعي الأنانية العقلانية في علم النفس أنه يجب علينا القيام ببعض الإجراءات والوسائل المتبادلة؛ لأنها تزيد من مصالحنا الشخصية، كما هو الحال مع الأنانية الأخلاقية هناك متغيرات تُقلّل من التعظيم أو تقيم القواعد أو سمات الشخصية بدلاً من الإجراءات، هناك أيضًا متغيرات تجعل تعظيم المصلحة الذاتية أمرًا ضروريًا ولكنه غير كافٍ، ولكن ليس ضروريًا لإجراء ما الإجراء الذي يجب أن نقوم به، حيث أن الأنانية العقلانية تقدم ادعاءات حول ما يجب أن نفعله، أو لدينا سبب لفعله، دون قصد الشرط يجب أن يكون السبب يعتمد على الأخلاق.

تحتاج الأنانية العقلانية إلى العديد من الحجج لدعمها، فقد يستشهد المرء بأحكامنا الأكثر ثقة حول الفعل العقلاني ويدعي أن الأنانية العقلانية تناسبها بشكل أفضل، ومنها تكمن المشكلة في أن أحكامنا الأكثر ثقة حول الفعل والسلوك الإنساني العقلاني يبدو أنها تلتقطها نظرية مختلفة شائعة للغاية من خلال النظرية الأدائية للعقلانية.

مشاكل الأنانية العقلانية في علم النفس

وفقًا للنظرية الأدائية في الأنانية العقلانية في علم النفس يجب أن يقوم الفرد ببعض الإجراءات؛ لأن أداء هذا الإجراء يزيد من إرضاء تفضيلاته؛ نظرًا لأن الأنانية النفسية تبدو خاطئة فقد يكون من المنطقي بالنسبة له أن يقدم تضحية غير مدفوعة الأجر من أجل الآخرين؛ لأن هذا قد يكون بشكل متوازن أفضل ما يرضي تفضيلاته القوية وغير المهتمة بالذات، حيث أن هذا التعارض مع النظرية الأدائية هو مشكلة رئيسية للأنانية العقلانية.

قد يجيب الأناني العقلاني بأن النظرية الأدائية هي مشكلة متساوية لأي نظرية أخلاقية معيارية تدعي تقديم تفسير لما يجب على المرء أن يفعله بعقلانية، أو كل الأشياء التي يجب مراعاتها، إذا ادعى شخص منفعي على سبيل المثال أن لديه معظم الأسباب المفيدة ليعطيها للجمعيات الخيرية؛ نظرًا لأن ذلك يزيد من السعادة العامة، يمكنه من خلالها الاعتراض على أن التبرع للجمعيات الخيرية لا يمكن أن يكون عقلانيًا نظرًا لتفضيلاته الخاصة، والتي تتعلق بأشياء أخرى غير السعادة العامة.

هناك مشكلة مختلفة للأنانية العقلانية هي أنها تبدو عشوائية، لنفترض أن هناك فرد معين يدعي أنه يجب عليه تحقيق أقصى قدر من رفاهية الأشخاص ذوي الأقارب مع عدم الاقتراب من رفاهية الآخرين، ما لم يتمكن من شرح سبب تفضيل هؤلاء الأشخاص فإن ادعائه يبدو تعسفيًا، بمعنى أنه لم يعطي سببًا للعقلانيات المختلفة، وبصفته أنانيًا عقلانيًا فهو يدعي أنه يجب عليه تحقيق أقصى قدر من رفاهية شخص واحد، ما لم يتمكن من شرح سبب تفضيلي، فإن ادعائه يبدو تعسفيًا بنفس القدر.

أحد الردود هو القول بأن التمييز غير التعسفي يمكن أن يتم حسب تفضيلات الفرد في الأنانية العقلانية في علم النفس، مثل القول إنني أحب العسل وأكره القرنبيط هذا يجعل قرار الفرد في شراء العسل بدلاً من البروكلي غير اعتباطي، وبالمثل فإن تفضيله لرفاهية نفسه يجعل تركيزه على رفاهيته غير تعسفي.

هناك مشكلتان لهذا الرد أولاً أننا لا نأخذ دائمًا تفضيلات لإنشاء تمييز غير تعسفي، إذا كان الفرد يدافع عن تفضيل الأشخاص ذوي القرابة من الأسرة ببساطة من خلال الإشارة إلى أنني أحب هؤلاء الأشخاص، دون أي مبرر لإعجابه فإن هذا يبدو غير مرضٍ، مما يجب أن يجادل الأناني العقلاني بأن تفضيلاتها هي حالة تكون فيها التفضيلات حاسمة.

ثانيًا إذا كانت الأنانية النفسية خاطئة فقد يفتقر الفرد إلى تفضيل مصلحته الشخصية، سيترتب على ذلك أنه بالنسبة له سيكون التمييز بين رفاهيته ورفاهية الآخرين تعسفيًا، والادعاء الأناني العقلاني بأن كل واحد يجب أن يحقق أقصى قدر من رفاهيته سيكون غير مبرر عند تطبيقه عليه، الاقتراح القائل بأن التفضيلات تؤسس للميزات غير التعسفية يدعم النظرية الأدائية بشكل أفضل من الأنانية العقلانية.

رد آخر على القلق التعسفي هو الادعاء بأن بعض الفروق ليست تعسفية في الأنانية العقلانية في علم النفس، فما هي الفروق التي يتم الكشف عنها من خلال النظر في ما إذا كنا نسأل عن مبررات لأهمية التمييز، في حالة تعظيم رفاهية ذوي القرابة من الأفراد عن الغريبين فإننا نطلب تبريرًا ونحن لا نأخذ عبارة لأنهم قريبين كدفاع كافٍ عن سبب للعطاء، ومع ذلك في حالة تعظيم رفاهيته الخاصة لأنها ستجعل من الفرد أفضل حالًا قد تبدو مبررًا معقولًا.

تفسير الأنانية العقلانية في علم النفس

في مقطع تفسير الأنانية العقلانية في علم النفس يدعي علماء النفس الأخلاقي أن الأنانية العقلانية ليست عشوائية وجودة وجود الفرد كفرد بمعنى مهم بشكل أساسي، حيث لا يهتم بنوعية وجود الأفراد الآخرين، وهذا هو الحال لأن يرى الفرد كيف يمكن إثبات أن هذا التمييز ليس كذلك يجب أن تؤخذ على أنها أساسية في تحديد النهاية النهائية للفعل العقلاني للفرد ويمكن تفسير ذلك بعدة طرق.

في التفسير الأكثر طبيعية تشير الأنانية العقلانية في علم النفس إلى العديد من الحقائق غير المعيارية، مثل أن يكون للفرد تاريخ مميز وذكريات، وربما وصول خاص إلى محتوياته العقلية، لكن ليس من الواضح كيف تدعم هذه الحقائق الاستنتاج المعياري الذي استخلصه النفعيين في علم النفس الأخلاقي على سبيل المثال الذين يتفقون على هذه الحقائق، فقد لا تعطي بعض الحقائق أيضًا التمييز الحاد الذي تريده الأنانية العقلانية في علم النفس، وقد يعرف عادةً المزيد عن الألم الشخص أكثر من الألم للغير لكن هذا الاختلاف يبدو مسألة درجة.

قد تدعي الأنانية العقلانية في علم النفس بدلاً من ذلك أن الهجمات على الأنانية العقلانية من وجهات نظر معينة للهوية الشخصية حيث تفشل لأنها تستند إلى وجهة نظر خاطئة للهوية الشخصية، لكن هذا من شأنه فقط الدفاع عن الأنانية العقلانية ضد هجوم واحد؛ نظرًا لوجود هجمات أخرى فلن يترتب على ذلك أهمية التمييز بين الأشخاص.

أخيرًا قد تدعي الأنانية العقلانية في علم النفس أن وجهة النظر النفسية لها مثل وجهة نظر محايدة، وليست تعسفية، لكن هناك وجهات نظر أخرى مثل تلك الخاصة بنوعية الفرد أو عائلته أو بلده، وجدهم سيبدو تعسفي، ومن الصعب أن نفهم لماذا وجهة النظر المحايدة غير تعسفية، في حين أن أي شيء بينهما هو تعسفي.

تم تنشيط الجدل حول الأنانية العقلانية من خلال نقاط القوة والضعف، حيث يتمثل بوجود حجتين رئيسيتين ضد الأنانية العقلانية، يركز كلاهما على موقف الأناني العقلاني تجاه المستقبل، ومنها يرى الأناني العقلاني أن الوقت الذي يأتي فيه بعض الخير هو بحد ذاته غير ذي صلة، لذلك على سبيل المثال يجب أن يضحي الفرد بمكسب حاضر صغير من أجل مكسب مستقبل أكبر.

يمكن للمرء أن يتحدى الأنانية العقلانية ليس فقط بالنظرية الأدائية، ولكن أيضًا بنظرية الهدف الحالي للعقلانية، وفقًا لنظرية الهدف الحالي لدي معظم الأسباب للقيام بما يزيد من إشباع رغبات الفرد الحالية، حتى لو كانت كل هذه الرغبات تخص الذات، فلا داعي لأن تتطابق نظرية الهدف الحالي مع الأنانية العقلانية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005. علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: