الجانب الأول للشجاعة، هي شجاعة التقدّم باتجاه أهدافنا، فهي المقدرة والاستعداد على أن نحدّد أهدفنا، ثم نتّخذ الخطوة الأولى في اتجاه تحقيق الإنجاز.
ما هي أهم أسباب النجاح والفشل
إنَّ من أهم أسباب النجاح والفشل، أنَّ البعض يمضي في بناء مشروعات ناجحة، والبعض الآخر لا يفعل ذلك، وهؤلاء الذين ينجحون في تأسيس مشاريع ناجحة يتحلّون بصفة خاصة، ألا وهي شجاعة الانطلاق بمشاريعهم دون أي ضمانات لنجاحهم، فقد كانوا على استعداد ليخاطروا باحتمال الفشل في سعيهم وراء أحلامهم، ويُطلق على هذا المبدأ، مبدأ المّمر.
ما هو مبدأ الممر
ينصّ هذا المبدأ على أنّه حين ننطلق صوب هدف ما، مهما كان بعيداً عنّا، فإنَّنا نشرع في المشي في ممّر الوقت، وأثناء تحركنا في هذا المَّمر، ستنفتح لنا أبواباً أخرى من الفرص في جانبي هذا الممر، ولكن لن يكون بوسعنا أن نلحظ تلك الأبواب والفرص المتاحة، ما لم نشرع في الحركة بالفعل بهذا الممر النفسي صوب الهدف.
أغلب الذين ينجحون في حياتهم، يحقّقون نجاحهم في مجال مختلف كل الاختلاف عن المجال الذي بدأوا منه، ولكن ﻷنَّهم كانوا في حالة حركة، فقد رأوا الفرص والإمكانيات التي ما كانوا ليدركوها، إذا هم انتظروا حتى تصبح كلّ الأمور على خير ما يرام، والحقيقة أنَّ الأمور لن تتحسّن أبداً من تلقاء ذاتها.
السمة الصلبة للنجاح
إذا كان الجانب الأول للشجاعة هو الاستعداد ﻷن نبدأ، فإنَّ الجانب الثاني هو الاستعداد ﻷن نستمر ونتحمّل، إنَّها شجاعة الإصرار والمثابرة، شجاعة أن نواصل على الدرب، شجاعة أن نصمّم على مواجهة كلّ عقبة أو مشقّة وصولاً إلى تحقيق أهدافنا المشروعة.
الانضباط الذاتي هو السمة الصلبة للشخصية، إنَّه ما يتيح لنا أن نستمر ونتقدّم نحو الأمام، حيث أنَّ الانضباط الذاتي، هو الصفة التي تمنحنا القوة التي نحتاجها لنقدم على مواجهة المخاطر دون خوف أو تردّد، ونمضي إلى الأمام قدماً في مواجهة المخاطر والشكوك، إنّّه القدرة على ضبط النفس، والشجاعة تنبع منه، فهو الذي ينمّي قوّة الشخصية بداخلنا، ممَّا يتيح لنا المجال لكي نتجاوز أي عقبة على طريقنا، في طريقنا نحو القمّة التي نحلم بها.