الإثارة المفرطة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


واحدة من أقوى مجالات علم النفس وأكثرها إثارة للاهتمام تتعامل مع الإثارة،كيف يمكن لعلماء النفس والباحثين أن يجعلوا الناس أكثر حماسًا؟ كيف يمكن رفع مستوى مشاركتهم العاطفية لتحقيق التفاعل مع المحتوى؟ تبدأ الإثارة في الدماغ مثل أي عاطفة أخرى، ومع ذلك فإن العواطف لها استجابات فسيولوجية قوية، وكثير من الناس على دراية بتجربة أحاسيس المعدة، والارتعاش، والضعف، وتعرق راحة اليد استجابة لحالة من الخوف أو الإثارة، فهذه هي استجابات الجسم المعقدة للحالة العقلية.

الإثارة المفرطة في علم النفس

تحدث الإثارة المفرطة في علم النفس عادةً عندما يطلق الجسم مواد كيميائية في الدماغ تعمل على تحفيز المشاعر وتقليل الأداء القشري وبالتالي التحكم الواعي، وخلق الإثارة الجسدية والاستعداد للعمل، حيث يحفز نظام الغدد الصماء الغدد المختلفة وخاصة الأدرينالين، مما يزيد من تدفق الأكسجين والجلوكوز، ويوسع حدقة العين حتى نتمكن من الرؤية بشكل أفضل، ويثبط الأنظمة غير العاجلة مثل الهضم والجهاز المناعي، بالتالي تنتشر الإثارة المفرطة في علم النفس من خلال الجهاز العصبي السمبثاوي، ولها تأثيرات مثل زيادة معدل ضربات القلب والتنفس لتمكين العمل البدني والتعرق لتبريد الجسم.

خصائص الإثارة المفرطة في علم النفس

تتمثل خصائص الإثارة المفرطة في علم النفس من خلال ما يلي:

الإثارة المفرطة مؤقتة

يسعى جسم الإنسان دائمًا إلى حالة من التوازن شرط الاستقرار، حيث يخضع العقل والجسم لظروف متغيرة باستمرار مع تقلبات في درجة الحرارة والضغط وما إلى ذلك، على الرغم من كل هذه التغييرات، يمكن للجسم التكيف ديناميكيًا للحفاظ على التوازن، ومنها فإن الإثارة المفرطة في علم النفس تعطل توازن الجسم، ولكن بشكل مؤقت فقط؛ نظرًا لأن الجسم يعود باستمرار إلى التوازن، فإن حالة الإثارة الحقيقية بالمعنى البيولوجي يمكن أن تستمر لفترة طويلة فقط، حيث أن كل هذا يتوقف على مستوى الإثارة المفرطة في علم النفس، يقترح علماء النفس أن الأمر يستغرق 20 دقيقة حتى تمر قوة الإثارة المفرطة في علم النفس.

الإثارة المفرطة تجعل الناس أكثر عرضة للتصرف

عندما يكون الجسم متحمسًا فإنه يوفر الظروف المثالية للتسويق ليكون له تأثيره الخاص به، حيث أن الإثارة المفرطة في علم النفس من أي نوع هي حالة من الإثارة، والاستثارة تعني زيادة معدل ضربات القلب، ويزيد الجهاز العصبي السمبثاوي من النشاط، ويبدأ الدماغ في الإشارة إلى زيادة إنتاج الهرمونات، حيث أنه عندما يكون الشخص متحمسًا، تصبح عواطفه أكثر قوة ويمكن أن تؤثر على قدراته في اتخاذ القرارات، ومن المرجح أن يتخذ الأشخاص المتحمسين قرارًا أو أي قرار حتى لو كان سيئًا. الإثارة تؤدي إلى الاندفاع.

يوضح بالوما فاسكيز في كتابه علم نفس التسوق الاجتماعي هذه النقطة من خلال أنه في حالة الإثارة أو الإثارة المفرطة في علم النفس، يفكر الناس ويتصرفون بشكل مختلف تمامًا، حيث أن الحالات العاطفية تتفوق على التفكير العقلاني الواعي الي يحصل في نطاق الإدراك الواعي، من الأسهل بيعها للمستهلكين عندما يكونون متحمسين، وهذا يمكن أن يكون شيئا جيداً، حيث يريد علماء النفس عادةً أن يتصرف الناس لا أن يفكروا كثيرًا، حيث أننا نحن ندرك أن اتخاذ القرار السريع يمكن أن يكون مهمًا لنقل شخص ما خلال رحلة الفرد.

عوامل حدوث الإثارة المفرطة في علم النفس

ما الذي يمكن أن يساعد في الإثارة المفرطة في علم النفس؟ من خلال الفهم الأساسي لكيفية عمل المشاعر، يمكننا البدء في اكتشاف كيف يمكن للمحتوى أن يخلق الإثارة المفرطة في علم النفس، هناك العديد الفئات العامة للمحتوى المثير للإثارة المفرطة والتي تتمثل بما يلي:

1- العاطفة القوية

هناك إجماع واسع على أن وجود العاطفة القوية يساعد في حدوث الإثارة المفرطة في علم النفس، حيث يشعر  المستخدمين بالحماس تجاه المحتوى العاطفي، ويتفاعلون معها بحماس وبكثافة وتلقائية، تعتبر الناس مخلوقات عاطفية، فنحن نقرر ونتخذ الإجراءات بما في ذلك قرارات الحياة اليومية بناءً على العواطف إلى حد كبير، لذلك إذا حاول المحتوى التسويقي الخاص بنا الوصول إلى جمهورنا فقط من خلال نهج عقلاني، فهناك فرصة جيدة أن يفشل.

سيستجيب المستخدمين للمحتوى الذي يؤثر عليهم على المستوى العاطفي، حيث أن العاطفة جزء من اتخاذ القرارات والعمل، وعند التساؤل أي نوع من العمل؟ فتعتبر المشاركة الاجتماعية من خلال السلوك الجمعي هي الإجراء الأكثر وضوحًا، حيث أجرى الباحثين في جامعة بنسلفانيا دراسة للإجابة على سؤال ما الذي يجعل المحتوى عبر الإنترنت فيروسيًا؟ سرعان ما أوصلتهم دراستهم إلى أن الإنسانية مدفوعة جزئيًا بالإثارة الفسيولوجية، والمحتوى الذي يثير المشاعر الإيجابية مثل الرهبة أو السلبية مثل الغضب أو القلق عالية الإثارة هو أكثر انتشارًا، والمحتوى الذي يثير المشاعر منخفضة الإثارة أو التعطيل مثل الحزن أقل انتشارًا، حيث تتمثل نصائح علماء النفس في أن يكون الدور الاجتماعي للفرد يثير عواطف الناس أكثر.

2- التقدم

لقد أدرك علماء النفس منذ فترة طويلة أن إحراز التقدم هو أحد أهم السمات في رضا الفرد ورفاهيته، حيث تشرح مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أنه من خلال التحليل الشامل لليوميات التي يحتفظ بها العاملين في مجال المعرفة، تم اكتشاف مبدأ التقدم من بين كل الأشياء التي يمكن أن تعزز المشاعر والتحفيز والتصورات خلال يوم العمل، فإن الشيء الوحيد الأكثر أهمية هو إحراز تقدم، سواء كانوا يحاولون حل مشكلة علمية كبرى الغموض أو ببساطة إنتاج منتج أو خدمة عالية الجودة، يمكن للتقدم اليومي حتى من خلال فوز صغير أن يحدث فرقًا كبيرًا في شعورهم وأدائهم.

ينطبق مبدأ التقدم أيضًا على الصورة المصغرة للمحتوى، حيث يشرح بعض علماء النفس إحدى أفضل الطرق لتحفيز السلوك الإنساني هي خلق إحساس بالتقدم، حيث أنه إذا تمكن الفرد من الفوز بمستويات جديدة من المكافآت والترقيات، فمن الأرجح أن يحاول القيام بذلك، هذا هو المبدأ الذي يخلق الإثارة المفرطة في علم النفس حول برنامج الولاء الذي يتمثل في أنه عندما يتعلق الأمر بالمحتوى، يريد المستخدم أن يفهم ويشعر بإحساس التقدم، فالأغلبية يخبرون المستخدمين بالوقت الذي ستستغرقه قراءة مقال، وبالتالي يقترحون التقدم ويفترض أنه يشجع على المشاركة.

3- ميزات تصميم قوية

يفهم علماء نفس المستهلك الدور القوي للإشارات البيئية في الطريقة التي يتصرف بها الناس ويتسوقون، حيث تنطبق نفس الأشياء على تصميم موقع الويب ويمكن أن يكون لعناصر مثل اللون تأثير كبير على كيفية تفاعل الأشخاص مع موقع الويب الخاص بالفرد، في الواقع يعد اللون أحد أسهل الطرق لتعزيز الشعور بالإثارة المفرطة في علم النفس.


شارك المقالة: