الإرشاد المهني المباشر

جميعنا يحتاج إلى النصيحة في حياته، فالفرد يمر بمواقف وظروف مختلفة ويحتاج أحياناً إلى مَن يَمدّ له يد العون ويقدم له المساعدة، فنحن نحتار أحياناً بموقف معين ونحتاج لرأي شخص آخر؛ لكي نصل للحقيقة والطريق المؤدي إلى النجاح.

مفهوم الإرشاد المهني

الإرشاد المهني: يُقصد به أن يُقدم المرشد مجموعة من النصائح للأفراد المقبلين على الدخول في عمل معين أو تخصص مهني، وتكون هذه العملية بأكثر من أسلوب، وهنا سنتطرق لأسلوب الإرشاد المهني المباشر.

الإرشاد المهني المباشر يعتمد على العلاقة التفاعلية بين المستشار والعميل. في هذا السياق، يقوم المستشار بتقديم الدعم المباشر والموجه للعميل لمساعدته على فهم خياراته المهنية بشكل أفضل واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على اهتماماتهم ومهاراتهم وأهدافهم المهنية. يشمل هذا النوع من الإرشاد جلسات مشورة فردية، واختبارات نفسية ومهنية، ونصائح حول تحسين السيرة الذاتية والتحضير للمقابلات الشخصية.

ويُقصد به عملية تضع في اهتمامها واعتبارها النصائح والمعلومات المُقدمة من المرشد، بحيث يركز الإرشاد المباشر على ما يُقدمه المرشد من معلومات أكثر مما يركز على الفرد.

لمن يقدم الإرشاد المهني المباشر

يُقدَّم الإرشاد المهني المباشر للأفراد الذين يحكمهم الوقت، فتكون عملية تقديم المعلومات سريعة ومباشرة، وتُستخدَم هذه العملية المباشرة للأفراد الواضحين، والمعروف كل ما تحمل شخصيتهم من ميول وقدرات واستعدادات.

شروط الإرشاد المهني المباشر

• أن يكون المرشد على معرفة بالفرد وماذا يريد؛ لتقديم المساعدة الأفضل له.

• يُقدّم المرشد مجموعة من النصائح والمعلومات للفرد؛ لكي يقرر الفرد ما يناسبه.

• يتابع المرشد الفرد وما وصل إليه من نتائج.

• المرشد من يُقدم المعلومات والفرد لا يتدخل بهذه المعلومات وينتظر النصائح فقط.

أهمية الإرشاد المهني المباشر

• تقديم توجيه مخصص: يتيح الإرشاد المباشر تقديم نصائح مخصصة بناءً على احتياجات العميل وظروفه الفردية، مما يزيد من فعالية التوجيه ويساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم المهنية بشكل أفضل.

• دعم اتخاذ القرار: يساعد الإرشاد المباشر الأفراد على اتخاذ قرارات مهنية مستنيرة من خلال توفير المعلومات والموارد التي يحتاجونها لفهم الخيارات المتاحة أمامهم بشكل أعمق.

• تطوير المهارات الشخصية: من خلال الإرشاد المهني المباشر، يمكن للأفراد تعلم وتطوير المهارات الشخصية الأساسية مثل التواصل، وحل المشكلات، والقيادة، والتكيف مع بيئات العمل المتغيرة.

• تعزيز الثقة بالنفس: يقدم الإرشاد المباشر الدعم العاطفي والنفسي للأفراد، مما يساعدهم على بناء الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات المهنية.

أساليب الإرشاد المهني المباشر

• الجلسات الفردية: تعتبر الجلسات الفردية من أكثر أساليب الإرشاد المباشر شيوعًا. خلال هذه الجلسات، يقوم المستشار بمناقشة أهداف العميل واهتماماته ومساعدته على استكشاف الخيارات المهنية المختلفة واتخاذ القرارات المناسبة.

• الاختبارات المهنية: يتم استخدام اختبارات نفسية ومهنية لتقييم مهارات وميول العميل. تساعد هذه الاختبارات في تحديد المجالات التي قد تكون مناسبة للعميل وتوجيهه نحو المسارات المهنية التي تتوافق مع شخصيته وقدراته.

• الورش العملية: تتضمن الورش العملية تدريبات عملية على مهارات مثل كتابة السيرة الذاتية، والتحضير للمقابلات الشخصية، والتفاوض على الرواتب. تقدم هذه الورش الفرصة للأفراد لتعلم المهارات التي يحتاجونها للتفوق في سوق العمل.

• النمذجة والإرشاد: من خلال تقديم نماذج مهنية ناجحة وإرشادات عملية، يمكن للمستشار أن يساعد العميل على فهم كيفية بناء مسار مهني ناجح. يمكن أن يشمل ذلك تقديم نصائح من الخبراء في المجال، أو إجراء مقابلات مع محترفين ناجحين، أو تقديم دراسات حالة لأمثلة ناجحة.

• متابعة التطور المهني: يتضمن الإرشاد المهني المباشر أيضًا المتابعة المستمرة لتطور العميل المهني. يساعد المستشار العميل في وضع خطط طويلة الأمد والتكيف مع التغيرات في مسارهم المهني، وتقديم الدعم عند الحاجة.

التحديات والقيود للإرشاد المهني المباشر

رغم الفوائد العديدة للإرشاد المهني المباشر، إلا أنه يواجه بعض التحديات:

• الحاجة إلى موارد مخصصة: يتطلب الإرشاد المباشر موارد كبيرة من حيث الوقت والجهد، حيث يحتاج المستشار إلى تخصيص وقت كافٍ لكل عميل لتقديم التوجيه والدعم المناسب.

• التكلفة: قد تكون جلسات الإرشاد المهني المباشر مكلفة، خاصة إذا كانت تتم من خلال مستشارين محترفين أو مؤسسات متخصصة.

• التفاعل الشخصي: يعتمد نجاح الإرشاد المهني المباشر بشكل كبير على جودة العلاقة بين المستشار والعميل. إذا لم يكن هناك انسجام أو ثقة بين الطرفين، قد يكون من الصعب تحقيق نتائج إيجابية.

• الاعتماد على المستشار: في بعض الأحيان، قد يصبح الأفراد معتمدين بشكل كبير على المستشار لاتخاذ القرارات المهنية، مما قد يعيق تنمية الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات بأنفسهم.

الإرشاد المهني المباشر هو أداة فعالة لدعم الأفراد في مساراتهم المهنية، حيث يوفر توجيهًا مخصصًا ودعمًا مباشرًا يساعد على تطوير المهارات الشخصية والمهنية واتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، فإنه يتطلب موارد كبيرة ويتطلب علاقة قوية بين المستشار والعميل لتحقيق أفضل النتائج. يمكن للإرشاد المهني المباشر أن يكون جزءًا مهمًا من رحلة التطور المهني للأفراد، حيث يقدم الدعم والتوجيه الذي يمكنهم من بناء مستقبل مهني ناجح ومستدام.