تعبّر المهنة عن مدى استقرار الفرد في حياته الشخصية والمهنية وخاصة عندما يكون ناجح بهذه المهنة ومتقدّم بها، بحيث يعتبر العمل من أهم المجالات التي توضح الفروق الفردية وتميّز القدرات والمهارات التي يتصف بها كل شخص وتميزه عن الأشخاص الآخرين.
الإرشاد المهني في كيفية اختيار مهنة المستقبل:
يَمرّ الفرد بمراحل عديدة في حياته ومنها مرحلة اختيار العمل المناسب له ولقدراته وميوله، ولا بُدّ له من الاختيار، وهنا يقع الفرد في الحيرة والقلق والتردد وممكن أن تؤثر عليه عوامل خارجية، وهنا يأتي دور الإرشاد المهني في توضيح كيفية اختيار مهنة المستقبل من خلال خطوتين رئيسيتين، ويمكننا التعرف عليهما من خلال ما يلي:
الخطوة الأولى: التعرف على السوق المهني، بحيث يتوجب على الفرد دراسة هذا السوق والتعرف على أفضل المجالات المهنية المتاحة فيه ويرغب بالمزيد من الموظفين، والتعرف على متطلبات جميع هذه المجالات وشروطها وهل هي تحتاج للتدريب المهني والخبرة قبل التقديم لها، والتعرف إذا ما كانت متوافقة مهنياً مع تخصص الفرد العلمي إن وجد، والتعرف على القواعد والقوانين الخاضعة لها هذه المجالات المهنية، ويتم هذا التعرف من خلال مواكبة جميع الاخبار والتغييرات على السوق المهني من خلال المجلات والصحف ومواقع التواصل والإنترنت.
الخطوة الثانية: تتمثل هذه الخطوة بتعرف الفرد على نفسه وخصائصه الشخصية من التقديرات الشخصية، وذلك بعد تحديد كيفية سير سوق العمل المهني وأهم الأعمال المطلوبة والفائضة فيه، بحيث يقوم الفرد بتحديد المعلومات الشخصية والخصائص الشخصية التي تتضمن الاستعدادات المهنية ودرجة القدرة على تحمل ضغوط العمل المتعبة، والتعرف على الميول المهنية والاتجاهات التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العمل ونسبة الانتاجية المهنية والتقدم بالعمل.
فبعض الأفراد يمكن أن يكونوا غير مناسبين لوظائف معينة ومناسبين لأخرى، بحيث تكون هذه الدوافع والميول المهنية من أهم الشروط والمعايير الواجب التطرق إليها في اختيار المستقبل المهني للفرد؛ لأنَّها تقوم على تجنيب الفرد من الوقوع بالفشل وتغيير العمل لمرات عديدة، وتعتبر هذه الصفات والقدرات والميول المهنية والتعرف عليها بمثابة زيادة ثقة الفرد بنفسه وتميُّزه عن غيره من الأفراد.