الإرهاق الرقمي وتأثيره على الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


مع استمرار تطور عالم الأعمال تحولت معايير مكان العمل إلى زيادة في ظروف العمل البعيدة، في حين أن هذا يمكن أن يقدم العديد من الفوائد للموظفين، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تحديات مثل وقت الشاشة المستمر، ويتزايد الإرهاق الرقمي بين المهنيين ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية ومعنويات الموظفين والتحفيز والإنتاجية.

ما هو الإرهاق الرقمي

يحدث الإرهاق الرقمي نتيجة لقضاء وقت طويل أمام الشاشة مما يسبب ضغوطًا نفسية مستمرة، ويمكن أن يشير الإرهاق الرقمي إلى الشعور بالإرهاق والقلق واللامبالاة والاكتئاب أو تراجع الاهتمام بالوظيفة، بسبب الاستخدام المستمر للأجهزة الرقمية، ويمكن أن يؤدي التعرض المستمر للأجهزة الرقمية لفترة طويلة من الوقت إلى الشعور بضغط هائل على عمل الشخص وظروفها.

الآثار النفسية والجسدية للإرهاق الرقمي

أصبح الإرهاق الرقمي مشكلة شائعة بشكل متزايد بين الموظفين العاملين في بيئات العمل، وتشمل الآثار الجانبية للإرهاق الرقمي ما يلي:

1- مشاكل في النوم أو عدم الحصول على نوم مريح ليلاً.

2- انخفاض الطاقة والإنتاجية والتحفيز.

3- الشعور المستمر بالتوتر والقلق المرتبط بالعمل.

4- مشاعر الانفصال عن الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل.

5- القلق الاجتماعي.

6- زيادة المسافة الذهنية عن العمل والشعور بالسلبية تجاه مهام العمل.

7- انخفاض الكفاءة وتدهور الأداء.

8- الإرهاق الشديد.

الإرهاق الرقمي في العمل وتأثيره

بدأت الشركات وأماكن العمل في رؤية آثار الإرهاق الرقمي الهائل، إذ يقضي الموظفون ساعات في مكالمات الأونلاين ويواجهون ضغوطًا نفسية متزايدة من أصحاب العمل ليكونوا متاحين باستمرار عبر البريد الإلكتروني، علاوة على ذلك يمكن أن يترك مكان العمل الرقمي الموظفين يشعرون بأنهم بعيدون عن أقرانهم، ويشتت انتباههم عن مهامهم اليومية، ويكافحون من أجل إدارة التوازن بين العمل والحياة، مع وجود مسافة قليلة من شاشاتهم، ولا يُمنح الموظفون الفرصة لأخذ فترات راحة ذات مغزى بعيدًا عن العمل لتناول الغداء، والتواصل الاجتماعي والمشي.

فقد خضعت بيئات مكان العمل لعدد من التغييرات في عملياتها، الاجتماعات والمحادثات والتفاعلات التي كانت تتم بشكل شخصي في السابق تتم الآن بشكل أساسي عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى مغادرة المنزل للذهاب إلى العمل، أصبح مكتب الشخص، وكل الأعمال المصاحبة له، الآن في غرفة المعيشة الخاصة به، مع القليل من الراحة من وقت الشاشة وشعور الشخص بالحاجة إلى أن يكون دائمًا متاحًا للبريد الإلكتروني أو اجتماعات الفرق، فإن الموظفين مرهقون ويعانون من عواقب الإرهاق الرقمي.

تجنب الإرهاق الرقمي

في الوقت الذي يدرك فيه أصحاب العمل الظهور الجماعي للإرهاق الرقمي، لا يزال مشهد مكان العمل رقميًا بدرجة عالية، ولن يتغير ذلك مع وضع هذا في الاعتبار، يجب على الأفراد والشركات أن يأخذوا على عاتقهم العمل لمنع الإرهاق الرقمي في مكان العمل، فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يتم استخدمها لتجنب الإرهاق الافتراضي:

1- الابتعاد عن الشاشة، على الشخص أخذ فترات راحة بعيدًا عن شاشاته طوال اليوم عند الحاجة، واستخدم هذا الوقت لقطع الاتصال بالشاشات والمنصات الرقمية.

2- تقليل الوقت الشخصي أمام الشاشة، سيسمح للشخص إيقاف تشغيل أجهزته قبل ساعة من التخطيط للنوم بنوم أكثر راحة واسترخاء، إذا كان الشخص غير قادر على إبعاد نفسه عن وقت الشاشة في العمل، فإن تقليل وقت الشاشة الشخصي لصالح قراءة كتاب أو قضاء الوقت بالخارج أو الطهي أو ممارسة الرياضة يمكن أن يكون خيار بديل.

3- وضع الحدود، إن تطوير روتين يتضمن حدودًا لوقت الشاشة، وأخذ فترات راحة من الأجهزة، وقول لا للعمل الإضافي وإيقاف تشغيل الإشعارات في غير ساعات العمل، سيسمح لشخص في تعزيز التوازن بين العمل والحياة.

4- تشغيل خاصية غير متصل، عندما يكون ذلك ممكنًا، ومحاولة حجز اجتماعات شخصية، من المؤكد أن تقليل الشخص تفاعلاته عبر الإنترنت باجتماع واحد في الأسبوع سيحدث فرقًا.

5- قطع الاتصال، في غير ساعات العمل، على الشخص قضاء وقته بعيدًا عن الأجهزة تمامًا، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة والزملاء شخصيًا.

6- الاعتراف بالمشكلة المتزايدة للإجهاد الرقمي أمر مهم بالنسبة لأصحاب العمل كما هو بالنسبة للموظفين، بصفة الشخص موظفًا، من المهم أن يكون على دراية بكيفية تأثير المجال الرقمي عليه حتى يتمكن من وضع الحدود، وسيسمح له ذلك بالعمل بأفضل ما لديه مع فرصة أقل للخضوع للإرهاق الرقمي.

في النهاية يمكن القول بأن الإرهاق الرقمي له آثار جانبية نفسية وجسدية، وتعتمد بيئات العمل بشكل كبير على الأجهزة الرقمية، في حين أن غالبية المهام اليومية التي تنجزها فرق العمل تتم من خلال أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والشاشات وهذا يؤثر سلبياً على الناحية النفسية.


شارك المقالة: