تهتم الإعاقة الحرجة في علم النفس بالأشخاص الذين تم تخفيض قيمتهم ضمن الجماعة أو الفريق خاصتهم، يشير هذا الجدل بقوة إلى استيراد منهجية الإعاقة الحرجة للعمل النظري بشكل عام، ومنها تتعامل نظرية الإعاقة الحرجة بجدية مع التراث النفسي وبناء هوية الفرد، لكن هذه الهوية في حالة تغير مستمر وترتبط بطبيعة السلوك الإنساني البشري السوي.
الإعاقة الحرجة في علم النفس
تشير نظرية الإعاقة الحرجة في علم النفس إلى مجموعة متنوعة ومتعددة التخصصات من المناهج النظرية، حيث تتمثل مهمة نظرية الإعاقة الحرجة في تحليل الإعاقة كظاهرة ثقافية وتاريخية ونسبية واجتماعية وسياسية، يسمي البعض هذا العمل دراسات الإعاقة الحرجة، ويهدف استخدام نظرية الإعاقة الحرجة هنا إلى التقاط مجموعة أوسع من المناهج، بما في ذلك تلك التي نشأت في مجال الفلسفة النفسية.
لا تتضمن الإعاقة الحرجة في علم النفس التدقيق في الإعاقات الجسدية أو العقلية، ولكن المعايير الاجتماعية التي تحدد سمات معينة على أنها عاهات، فضلاً عن الظروف الاجتماعية التي تركز على السمات المعروفة في مجموعات سكانية معينة، ومع ذلك يوجه منظرو الإعاقة الحرجة عملهم نحو النشاط، ولا ينوون أن تظل الرؤى ضمن الحدود الأكاديمية.
على سبيل المثال فأن نظرية الإعاقة الحرجة تتضمن التدقيق في الإيديولوجيات المعرفية والمعيارية التي يجب أن تحدث ليس لمصلحتها الخاصة ولكن بهدف إنتاج المعرفة لدعم العدالة للأشخاص الذين يعانون من وصم أجسادهم وعقولهم؛ لهذا السبب يجب على المفكرين إعادة الالتزام بعمل العدالة الاجتماعية، بما في ذلك العمل التضامني من أجل أغراض التحرر مع الأشخاص الذين لا قيمة لهم أو الذين يعانون من المرض ولكن ربما لم يتم تصنيفهم أو تحديدهم بأنهم معاقين.
جادل آخرين من علماء النفس بأن النشاط مثل الممارسات المادية المتعلقة بالوصول هو جزء أساسي من منحة الإعاقة الحرجة، سواء في الفصل الدراسي أو في المؤتمرات، بهذه الطريقة تعتبر نظرية الإعاقة الحرجة خطابًا تحرريًا ومتطورًا في علم النفس ويستخدم المفكرين الطريقة لوصف التركيبات الاجتماعية والسياسية للإعاقة وتتبع آثار هذه التركيبات على الأشخاص الخارجين عن غيرهم وغير متفاعلين.
تشير نظرية الإعاقة الحرجة بالضرورة إلى التجارب الحية ومحاولات تغيير الظروف التي يعيش في ظلها الأشخاص من خلال التحليل النقدي المتقاطع لهم ولحاجتهم لشخص ذو خبرة أو كفاءة توجيهية، ومما يزيد هذا النهج التوسعي تعقيدًا أن المساءلة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة لها أهمية قصوى في هذا العمل، ولكن يدعو البعض إلى المساءلة ويجادلون في الوقت نفسه بأن نظرية الإعاقة الحرجة يجب أن تقاوم الفروق الفردية بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعوقين.
لا تسعى الإعاقة الحرجة في علم النفس إلى الادعاء بأن الجميع معاق ولكنها تفضل الروايات المادية المضمنة تاريخيًا عن الإعاقة عند التقاطعات بين فئات التحليل المتعددة، بما في ذلك العرق والطبقة والجنس والأمة والهوية الشخصية، وبالمثل ترفض الإعاقة الحرجة في علم النفس تعريفًا ثابتًا لها، حيث إنها تفضل ترك حدود مفهوم الإعاقة مفتوحة، وبالتالي لا تحدد من يعتبر معاقًا.
تستخدم الإعاقة الحرجة في علم النفس مفهوم التقارب الجماعي لوصف الإعاقة بأنها شبكة واسعة لا ترث في أي شخص معين، بل تصف الإعاقة على أنها مجموعة معقدة من السمات الشخصية، يُنسب إلى الأفراد الذين هم في الأساس لديهم مشاكل نفسية، حيث أن الإعاقة ليست في الأساس مسألة طب أو صحة، كما أنها ليست مجرد مسألة حساسية وتعاطف، بالأحرى إنها مسألة نفسية وسلطة ضعف، والسيطرة والقدرة على اتخاذ قرارات سليمة.
تهتم الإعاقة الحرجة في علم النفس بالأشخاص الذين تم تخفيض قيمتهم ضمن الجماعة أو الفريق خاصتهم، يشير هذا الجدل بقوة إلى استيراد منهجية الإعاقة الحرجة للعمل النظري بشكل عام، ومنها تتعامل نظرية الإعاقة الحرجة بجدية مع التراث النفسي وبناء هوية الفرد، لكن هذه الهوية في حالة تغير مستمر وترتبط بطبيعة السلوك الإنساني البشري السوي، حيث تعتبر الإعاقة فريدة من نوعها باعتبارها فئة هوية خاصة بفرد محدد؛ لأن أي شخص يمكنه الدخول في أي وقت وسننضم إليها جميعًا إذا عشنا فترة طويلة بما فيه الكفاية بمشاكل نفسية.
خلفية وتاريخ الإعاقة الحرجة في علم النفس
نظرية الإعاقة الحرجة قادرة على تحدي دراسات الإعاقة التقليدية والمشاركة في العمل النقدي التحويلي والمتقاطع والتحالف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تراثها في النظرية النقدية للمدرسة المعرفية وخاصة مفهومها على نطاق واسع، حيث أن النظرية النقدية في الإعاقة الحرجة في علم النفس تحدد وتصف وتحلل الأصول المدمجة أو الخفية للثقافة الاجتماعية والسياسية والخطابات والمؤسسات.
بهذه الطرق تكشف النظرية النقدية أيضًا احتمال حدوث أفكار أو ظروف يُفترض غالبًا أنها طبيعية أو غير قابلة للتغيير، تتوحد النظريات النقدية المتنوعة بمعنى أنها تستهدف المعرفة المعيارية للإعاقة الحرجة في علم النفس، وعدم الثقة في المظاهر، وغالبًا ما تشير إلى الوعي الذاتي الزائف، وبالتالي فإن نظرية الإعاقة الحرجة تتحد مع الأساليب النفسية والقارية، بما في ذلك الظواهر النفسية والتحليل النفسي الفرويدي، والمناهج المعرفية الجديدة.
تتضمن الأساليب النفسية القارية رفضًا واسعًا للمعنى الضيق الجذور في العلم، وهي تستجيب لأزمة انهيار المعنى وإغراء العواطف في الحياة عامة، تحت هذه المظلة تجد النظرية النقدية في الإعاقة الحرجة في علم النفس أن المعنى له أصول اجتماعية، وغالبًا من الاستراتيجيات التاريخية للسيطرة والتحرير، لذلك فإن النظرية النقدية مهتمة بالعلاقات الاجتماعية للموضوع البشري بالظروف التاريخية والإنتاجية.
تلتزم نظرية الإعاقة الحرجة بالتطبيق العملي والاستقصاء الذي يتضمن تحليل متعمق للأسس النفسية الهيكلية وغير المفهومة حتى الآن للقمع، بهذه الطريقة تعتبر النظرية النقدية للمدرسة المعرفية مكونًا ضروريًا لعملها، حيث تتحدى النظرية النقدية المؤسسات الخطابية الثقافية التي تدعم ممارسات قابلة للتطبيق من التضليل، وبالتالي تقدم خريطة نحو فهم أكبر وتحدي مستنير.
في جوهرها تصر النظرية النقدية على أننا نظل منتبهين للقاعدة البشرية للأشياء غير المفهوم والتي لا توجد لها جذور معرفية أو معرفة سابقة، مما يشير إلى التزام مستمر بالحياة المتضمنة في الممارسات الثقافية والسياسية، حيث تتضمن نظرية الإعاقة الحرجة بالضرورة أربعة مبادئ أساسية، أولاً النظرية الاجتماعية النقدية غير قابلة للاختزال بالحقائق، مما يعني أن أساليب مثل هذه النظرية تفوق التحليل الكمي وترفض الاختزال الكمي.
علاوة على ذلك ترفض هذه النظرية العلم النظري الخالي من السياق، مدعية أن مثل هذا العلم هو وسيلة غير مناسبة للوصول إلى الظواهر قيد التحليل، وثانيًا تربط النظرية الاجتماعية النقدية النظرية بالتطبيق العملي في النضال من أجل مجتمع مستقل وتشاركي، وثالثاً النظرية الاجتماعية النقدية تدرك ذاتيًا تاريخيها، ورابعًا النظرية الاجتماعية النقدية تشارك في الحوار بين الثقافات.