الإفاضة بالتخيل كأحد طرق علاج الإفاضة في خطة تعديل السلوك:
بدأت هذه الطريقة في العلاج تظهر في الأدب العيادي في أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان أول من وصفها (توماس ستامفل) واعتمد على تطوير هذا الإجراء على نظرية العاملين، والتي تقوم على افتراضين أساسيين هما يكتسب القلق وفق قوانين الإشراط الكلاسيكي.
كما أن القلق يولد السلوك التجنبي والذي بدوره يتعزز بتقليل مستوى القلق، حيث يرى (مورر) أن المحفزات المرتبطة بالألم أو الحرمان تثير ردود أفعال انفعالية سلبية، وهذه الانفعالات بدورها تؤدي إلى استجابات تجنبية دفاعية، وتعزز الاستجابات الدفاعية التي تؤدي إلى إزالة أو إيقاف المثير الشرطي.
والذي يبعث على الخوف أو القلق بنجاح، ويقول (مورر) إن استمرار حدوث السلوكات التجنبية الدفاعية تجنب مواجهة المثيرات التي تولد ردود الأفعال الانفعالية السلبية، يمنع حدوث المحو واعتمادا على ذلك، يطلب من المتعالج تخيل المواقف التي تبعث على الخوف لديه.
ولكن خلافاً لتقليل الحساسية التدريجي، والذي يتضمن على الانتقال بالمريض بشكل تدريجي من الأحداث الأقل إلى الأحداث الأكثر إثارة، يبدأ هذا الإجراء بالموقف الذي يبعث على القلق، ليس ذلك حسب، بل أن المعالج يهول الأمر، وذلك بهدف إبقاء المتعالج في حالة من القلق الشديد مدة طويلة.
وهذه بعض الأمثلة على الموقف التالي الذي قد يطلب المعالج من المتعالج تخيله المعالج خوفه من الأماكن المرتفعة، وإنه يقف على سطح بناية عالية جداً وينظر إلى الشارع، وأمام الفرد ممر ضيق ويده تمسك بسور حديدي وتنظر إلى الأسفل.
فيلاحظ كم تبدو الأشياء صغيرة فيشعر بالرعب ويشعر بنبضات قلبه تتسارع، وكيف أنه لم يعد باستطاعته التقاط أنفاسه، وتشعر أن يده قد ترتجف من الخوف، ويتصبب العرق من جسم الفرد ويحس بأنه لم يعد بمقدورك الإمساك بالسور.
إن الدوار الذي يشعر به الفرد هو في طريقة إلى الطوابق العليا من البناية، وبالتالي تزداد وتتسار نبضات القلب، ويبدو كل شيء حول الفرد كالدوامة، وأثناء تساؤل المعالج حول القدرة التي تكون لدى الفرد في التماسك، تنزلق قدمه اليمنى ومن ثم قدمه اليسرى وتهوي إلى الأرض، وهذا من الأمثلة على الإفاضة بالتخيل في علاج بعض الاضطرابات التي تكون لدى الافراد.