في كلّ ثقافات العالم تعتبر لغة العيون من أشهر استخدامات لغة الجسد، والتي تعبّر عن عدّة دلالات لا تختلف كثيراً من ثقافة شعب إلى آخر، فالعيون هي خير دليل على شعورنا بالغضب أو الرضى أو السرور أو المحبة، فهي من أنقى اللغات غير المنطوقة والتي يمكن لجميع الناس استخدامها بالفطرة وحتى صغار العمر.
هل نستطيع الابتسام بالعينين؟
من المهم أن ترتسم على وجوهنا الابتسامة وأفضل ما يمكننا القيام به هو أن نبتسم من خلال أعيننا، ولكن من المهم أيضاً عدم المبالغة في الابتسام بحيث يشعر الطرف الآخر بأننا نتكلّف ونتصنّع في النظرة والإبتسامة، ممّا قد يضعنا في موضع شكّ وعدم ثقة، والعيون من الوسائل التي يمكننا أن نستخدمها من أجل الابتسام بشكل مقبول، فيمكن ملاحظة الابتسامة من خلال العيون بشكل واضح.
إلى ماذا يوحي الابتسام بالعيون؟
إنّ الابتسام بالعيون يوحي بأننا أشخاص ودودون وصريحون ومنفتحون، كما ويعطي انطباعاً بأننا نتصف باللين في التعامل، أما إذا ما التزمنا التجهم والصمت، فسيعتقد الآخرون أننا نتصف بالعصبية والانغلاق ولا نتقبّل ما نسمعه من الطرف الآخر، وكلا الانطباعين لن يساعدنا في إتمام العمل الذي نقوم به.
إذا ما قمنا بالتعامل مع اﻵخرين وكانت تظهر على وجهنا ابتسامة عريضة، فقد يتعجّب الآخرون عما يسعدنا إلى هذه الدرجة ونحن ما نزال في المرحلة الأولى من التعارف، فالعيون تبوح أسرار صاحبها، وكلّ حركة نقوم بها من خلال عيوننا لها دلالة معيّنة تدلّ إما على صدقنا أو على كذبنا أو على خوفنا أو تردّدنا أو على موافقتنا لما يدور بيننا وبين الآخرين إلى غير ذلك من الاستخدامات.
تعتبر لغة العيون من الأمور التي يتم استخدامها في محاولة كشف الكذب، من خلال كبر أو صغر حدقة العين وسرعة تحريك العين يمنة ويسرة، وعدد مرات الرمش في الدقيقة الواحدة، فكلّ هذه الدلالات تدلّ على مصداقيتنا أو على صدق مشاعرنا أو كذبها.
علينا أن نبتسم بأعيننا وحسب، مما يعني أنّ الابتسامة لا يجب أن تعلو وجهنا كلّه، ويعتبر هذا جزءاً وقائياً مفيداً؛ ﻷنه من السهل على الآخرين معرفة أننا نحاول جاهدين تصنّع الابتسام، ويمكننا بعد ذلك أن نجرّب الابتسام بالوجه كلّه وملاحظة رصد ردود الأفعال حيال ذلك الأمر، إذ يمكننا التدريب على استخدام لغة العيون وفي كيفية الابتسام بعيوننا، وهذا الأمر سيساعدنا على أن تعلو وجوهنا بسهولة ابتسامة مشجّعة مما يساعدنا في خلق جوّ هادئ وصريح تتم فيه بناء الثقة مع الآخرين.