لا يمكن أن يكون الناس جميعاً في نفس المستوى الثقافي، والعلمي، والابداعي، والسلوكي، والصحي، والاجتماعي إلى غير ذلك من مجالات الحياة المختلفة، وتلك حقيقة لا يمكن إغفالها.
أسباب اختلافنا عن بعضنا البعض
نجد في مجتمعاتنا أناساً أفضل كثيراً من الآخرين، وهذا ينطبق على جميع المجتمعات عبر تاريخ الإنسانية، وقد يرجع هذا لأسباب متعدّدة، أهمها أنَّ هناك أشخاص مختلفين لديهم العديد من المواهب والطموحات، أو أنَّ هناك أشخاصاً يعملون باجتهاد أكثر من غيرهم، أو حظوا ببداية أفضل في الحياة التي بدأوها من بدايات غيرهم، أو ولدوا أعمق ذكاء من الآخرين، أو كانوا بكل بساطة في المكان والزمان المناسبين، ليلحقوا بأفضل اتجاه في مجالات العمل، والعلاقات الاجتماعية والأسرة.
على من يقع سبب اختلافنا
لا نستطيع أن نوجّه اللوم للأثرياء بسبب وجود الفقراء، كما لا نستطيع أن نلوم الأصحاء بدنياً وجسدياً وصحيّاً بسبب وجود المرضى، ولا نستطيع أن نلوم الناجحين والسعداء ﻷنَّ هناك من هم غير ناجحين أو سعداء، ولا ذنب اقترفه أولئك الذين أمّنوا حياة كريمة ﻷنفسهم وﻷسرهم لأنَّ غيرهم لم يفعلوا المثل.
فالنجاح لا يُسبب الفشل، وليس التناسب سبباً ونتيجة، فليس ﻷنَّ الحالتين تحدثان بالتناوب، أن هذا يعني أنَّ إحداهما أدّت إلى حدوث الأخرى، فمن المنطق أن نتقبّل هذه الحقيقة “أنَّ الفشل والنجاح طريقان توفّرت الظروف لكل منهما”، ولا نستطيع أن نلوم أحداً بسبب نجاحه أو فشله، ولكن للتفكير الإيجابي دور كبير في تحقيق النجاح بعيداً عن الفشل.
لا نستطيع بسبب نجحنا في العمل أو بسبب صحتنا، أن نلوم غيرنا أو نتافخر أمام غيرنا بالحالة التي نمرّ بها، فنحن بالحقيقة أفضل ربّما بسبب اجتهادنا في العمل أو بالفكر، إلا أنَّه ينبغي أن نكون متواضعين في التعامل مع غيرنا، نقدّم لمن لم يحظى بالنجاح النصيحة اللازمة ونقدّم له الدعم النفسي والمادي اللازمين.
كما وأنَّنا لا نستطيع بسبب فشلنا أو مستوانا المتدنّي، أن نلوم غيرنا من الناجحين أو نحقد عليهم، فكلّ ما علينا فعله هو ان نقتدي بإحدى الشخصيات التي يمكننا الاستفادة من نجاحها وأن نغيّر من طريقة تفكيرنا، ﻷنه ليس بالضرورة أن يبقى الفاشل فاشلاً، فأمامنا العديد من الفرص والمحاولات ولا يوجد أي حدود لتفكيرنا.