الاستعارة وإعادة الصياغة في الاستشارات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علماء النفس أن التوجيه أو الإرشاد النفسي من المناهج المهمة التي يمكن أن يجأ لها الأفراد في الحصول على الاستشارات النفسية، مما يجعل من هذا المنهج متعدد الاستعمالات ويستخدم العديد من الأدوات للمساعدة، ومنها استخدام الاستعارة في تبسيط المواقف والأحداث، واستخدام إعادة الصياغة من خلال اختصار حديث الفرد الطويل لجملة معبرة وواضحة تشرح المواقف الصعبة.

الاستعارة في علم النفس

الاستعارة في علم النفس هي شكل من أشكال اللغة التصويرية، وغالبًا ما يتم وصفها على أنها تسهل فهم شيء محدد على أساس آخر، في المقارنة بين مفهومين يبدوان مختلفين على ما يبدو، حيث يتم نقل معنى الأول للمساعدة في إلقاء الضوء على الثاني، بالتالي تعد الاستعارات أدوات قيمة في عملية الاستشارة؛ لأنها تخلق البنية وتشرح الأفكار وتثير المشاعر وتؤثر على المواقف والأحداث المختلفة.

استخدام الاستعارة في الاستشارات في علم النفس

في الاستشارات النفسية قد يتم إنشاء الاستعارات من قبل الموجه النفسي أو العميل، حيث يستخدم الموجهين النفسيين الاستعارات لتفسير أو توضيح تجربة العميل، أو عكس المشاعر، أو تنظيم الموضوعات السابقة، أو شرح مسار العمل، ومنها جادل البعض بأن الاستعارة هي وسيلة فعالة لمواجهة العملاء بسبب طبيعتها غير المباشرة، وأثبت علماء النفس الاجتماعي أن الاستعارة يمكن أن تكون أداة فعالة في الإقناع، والتي تتماشى مع نموذج التأثير الاجتماعي لعملية الاستشارة، ويمكن أن تجعل الاستعارات المجازية فكرة أو موضوعًا لا يُنسى للعميل.

قد يستخدم العملاء الاستعارات للتعبير عن المشاعر أو التجارب التي ليس لديهم طريقة أخرى لوصفها، باستخدام الاستعارات حيث يمكن للعملاء صياغة فكرة معينة بطريقة يعتقدون أنها سيتم فهمها، ودمج ما هو معقد فيها، وإبراز الجوانب البارزة للتجربة، حيث أنه في الواقع قد يجادل البعض بأن الاستعارات هي الطريقة الوحيدة للتعبير الكامل عن بعض التجارب الداخلية المجردة وغير المتبلورة.

يمكن أن تكون استعارة واحدة بسيطة مثل ثلاث كلمات أو تتضمن قصة كاملة، حيث قد تظهر فقط في نقطة واحدة أو قد تمتد طوال فترة الاستشارات النفسية، ومنها يمكن أن تكون الاستعارة أيضًا تعاونية حيث يقوم كل من الموجه النفسي والعميل بتوسيعها وتنقيحها بمرور الوقت، في مثال بسيط قد يصف العميل علاقة بهذه الطريقة (كأنني البنك وكل ما أفعله هو صرف الشيكات) بمرور الوقت قد يسأل الموجه النفسي عما إذا كان هناك أي إيداعات له ويمكن قياس التقدم في إطار الاستعارة.

غالبًا ما ينتج عن استخدام رواية أو استعارة مبالغ فيها صورًا بصرية قوية تساعد في جعل القضية أكثر ذكرًا، يستخدم كثيرًا جمل الاستفهام مثل متى سيتم التحدث عن الموقف الصعب في الجلسة داخل الغرفة؟ ومنها تساعد الصورة المرئية في نقل فكرة الأهمية لهذا الموقف وأهمية مناقشته من حيث تأثيره في الحياة اليومية للفرد، فقد تكون الاستعارات أكثر فاعلية أيضًا عندما يتضمن المحتوى شيئًا ذا أهمية شخصية للمستمع.

يبدو أن تكرار استخدام الاستعارة يختلف باختلاف الموجهين النفسيين والعملاء والجلسات الإرشادية أو جلسات الاستشارة النفسية، وهناك اختلافات فردية في القدرة على تطوير الاستعارات وفهمها، حيث يبدو أن ملاءمة الاستعارات وظهورها أكثر أهمية من عدد مرات استخدامها، ويبدو أن الاستعارات التي يتم إنشاؤها في سياق علاقات الاستشارة الفريدة قد تكون أكثر فاعلية.

أعرب بعض الباحثين في علم النفس عن قلقهم بشأن غموض اللغة التصويرية في استخدام الاستعارة في الاستشارات النفسية في علم النفس، واحتمال أنها تعيق التواصل الحقيقي، حيث لم تسفر الأبحاث النفسية التي تنطوي على دقة فهم العميل أو المعالج للاستعارات عن أي إجابات قاطعة، ولكن قد يبدو من الحكمة أن يكون الموجهين النفسيين على دراية بهذه المخاوف.

إعادة الصياغة في علم النفس

تعتبر إعادة الصياغة في علم النفس هي تقنية يستخدمها الموجه أو المرشد النفسي لتغيير وجهة نظر العميل حول مشكلة أو حدث أو شخص أو موقف معين، ويستند إلى افتراض أنه عندما يكون العملاء قادرين على رؤية موقف من منظور آخر، حيث تزداد فرص إيجاد حلول بديلة ومقبولة لمشاكلهم، تم توثيق فعالية إعادة الصياغة في العلاج في كل من النتائج السريرية والبحوث النفسية والمناهج التجريبية.

تختلف إعادة صياغة الإطار عن التفسير في أن التفسيرات مرتبطة بأساس في الواقع أو الحقيقة، حيث أنه في إعادة الصياغة يحاول الموجه النفسي تغيير نظرة العميل إلى المشكلة كطريقة للتحرك نحو التغيير بدلاً من استبدال المعتقد الخاطئ برؤية مختلفة ولكنها دقيقة، يساعد الموجه النفسي الذي يستخدم إعادة التأطير العميل على الانتقال من منظور خطي لمشكلة ما إلى منظور منهجي ودائري، حيث يوفر سياقًا للعملاء والمعالجين للعمل معًا من أجل تعزيز التغيير.

استخدام إعادة الصياغة في الاستشارات في علم النفس

هناك عنصران أساسيان للتطبيق الناجح لإعادة التأطير في العلاج النفسي أو استخدام إعادة الصياغة في الاستشارات النفسية؛ نظرًا لأن الناس غالبًا ما يربطون النوايا السيئة بالسلوك السلبي غير اللائق، فإن إعادة الصياغة التي تغير الطريقة التي تُدرك بها المشكلة يمكن أن تغير سمات الشخص ومعنى السلوك الإنساني، إن تقديم المشكلة في سياق إيجابي على سبيل المثال السلوك يساعد الزملاء على الترابط أو التفاعل بدلاً من سياق سلبي السلوك مؤشر على نقص الثقة هو العنصر الأول في إعادة الصياغة، حيث يُعرف هذا بالدلالة الإيجابية.

العنصر الأساسي الثاني في إعادة الصياغة هو الانتقال من إطار فردي إلى إطار منهجي، في كثير من الأحيان عندما يأتي الأزواج أو العائلات للاستشارة، يُنظر إلى شخص واحد على أنه الفرد الذي يعاني من المشكلة، بحيث تم استهداف هذا الفرد بالفعل من قبل العائلة باعتباره الشخص الذي يحتاج إلى التغيير، ومع ذلك ما لم يتمكن جميع أفراد الأسرة من عرض المشكلة من موقف منهجي حيث يقر الأعضاء بمساهماتهم في الحفاظ على المشكلة فلن يكون العلاج فعالاً.

يتم تحقيق الانتقال من إطار فردي إلى إطار منهجي من خلال إعادة صياغة منهجية أو ثنائية، حيث تعتبر إعادة الأطر المنهجية هي تلك التي يجسد فيها بيان واحد ديناميكيات كل المشتركين في العلاقات ويكون إيجابيًا، على سبيل المثال قد يكون إعادة صياغة منهجية للزوجين اللذين يتجادلان باستمرار هو ملاحظة مدى السعادة والاهتمام الواضح بين أفراد الزوجين؛ لأن معظم الأزواج الذين لا يهتمون ببعضهم البعض لا يتشاجرون.

إعادة الصياغة الثنائية عبارة عن بيانين أو أكثر يعيدان صياغة سلوك كل فرد، حيث يتم استخدام كلا العبارتين بشكل شائع، ولكن ليس بالضرورة مع تدخل متناقض، مثال على ذلك هو عندما يهنئ المعالج أحد الشركاء لمقاومته محاولات الزميل الآخر للتحرك نحو شراكة أكثر توسع، حيث يمكن أن تكون الشراكة الوسيعة والممتدة مخيفة.


شارك المقالة: