الاستعداد ليوم الأرض بأسلوب منتسوري

اقرأ في هذا المقال


يوم 22 أبريل يحتفل نصف الكرة الشمالي بيوم الأرض، والآن أكثر من أي وقت مضى، يبدو إنه وقت رائع للتحدث مع الأطفال حول الكوكب المذهل الذي يعيشون عليه، وكيف يمكن استخدام موارده وحمايتها على أفضل وجه.

الاستعداد ليوم الأرض بأسلوب منتسوري

يُعاني العديد من الناس من مشاعر الخوف عندما يسمعون الخبراء يقولون إن العالم على وشك أن يفقد الدببة القطبية وطيور البطريق، وأن الضفادع تشهد انقراضًا جماعيًا كاملاً منذ الديناصورات، وأن الأمور تزداد قليلاً كل عام أكثر سخونة ويمكن جميعًا توقع حدوث فيضان وحريق ومجاعة، لذا يجب التفكير في ما يجب أن يشعر به الأطفال.

ويختلف الكثير من المتعلمين حول مدى تأثير الاحترار العالمي على البشر في المستقبل، ويعتقد البعض أن اتجاهات الطقس ودرجات الحرارة الحالية التي يتم رؤيتها هي جزء من دورة تكررت عدة مرات منذ فجر التاريخ، ويبشر آخرون بنهاية الحياة إذا لم يتم تقليص التلوث والانبعاثات، وبالتأكيد لن يُحل هذا السؤال هنا، لكن تُريد منتسوري أن تشارك بعض الطرق التي يشعر بها الأطفال بالقوة وليس بالعجز عندما يتعلق الأمر بالبيئة.

ولا تعرف طريقة أفضل لتحويل مشاعر اليأس إلى شعور بالهدف من اكتشاف الخيارات المتاحة، حيث تعد قوة الاختيار إحدى الفوائد التي يعتمد عليها طلاب مدرسة منتسوري؛ لأنه يتم احترام تفضيلاتهم للعمل الذي يبدو أفضل بالنسبة لهم، ويرتبط مفهوم الاختيار هذا ارتباطًا مباشرًا بواقع تغير المناخ من حيث أن النتائج ستعتمد إلى حد كبير على الخيارات التي يتخذها الجنس البشري.

وعلى أساس فردي كل واحد قادر على اكتشاف البدائل للتلوث البيئي، وبمجرد أن تكون هذه المعلومات في متناول اليد، يمكن اختيار ما يبدو أفضل، ويمكن جعل الأطفال جزءًا من ذلك، وتأمل منتسوري أن يتم الحصول على بعض الأفكار الجيدة من الطرق التي يمكن للأطفال أن يبدأوا بها في الشعور بالقوة تجاه مساعدة الكوكب.

حيث يمكن للأطفال المشاركة في إعادة التدوير للمنزل أو الفصل الدراسي، ويمكنهم التعرف على الأنواع المختلفة من المنتجات التي يمكن إعادة تدويرها، وجمع العناصر لإعادة تدويرها من الفصول الدراسية الأخرى والأصدقاء وأفراد الأسرة.

ويمكن للأطفال الأكبر سنًا تعلم التعرف على الكلمات القابلة للتحلل الحيوي، وما بعد المستهلك والمعاد تدويرها وغير السامة والعضوية وتحديد هذه الكلمات واختيار شراء منتجات، ومثل هذا أمر مسؤول للغاية.

أفكار ليوم الأرض من منتسوري

١- إذا كان برنامج إدارة النفايات المجتمعية يدعم إعادة التدوير، فيمكن للأطفال من جميع الأعمار المساعدة في فرز الورق والبلاستيك والمعادن التي يتم وضعها في صناديق الرصيف المناسبة.

٢- يعمل إطفاء الأنوار والأجهزة وأجهزة الكمبيوتر ومستخدمي الكهرباء الآخرين في المدرسة أو المنزل على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

٣- جعل الأطفال يشاركون في استبدال المصابيح الكهربائية القديمة بمصابيح الفلورسنت المدمجة الجديدة.

٤- إذا توفرت المساحة فزرع شجرة خارج المدرسة أو المنزل أمر مهم، والتحدث عن كيفية تبريد الأشجار للكوكب بالإضافة إلى تجميل العالم وإنشاء موطن للطيور والحشرات.

٥- ترك الأطفال يقضون أكبر وقت ممكن في الطبيعة، حيث لا شيء يعزز الإحساس بالإشراف على الأرض مثل السير في الغابة.

٦- يمكن للأطفال اختيار موضوع إعادة التدوير أو استخدام المنتجات الصديقة للبيئة الخضراء في ورقة بحثية أو عرض تقديمي.

أنشطة يوم الأرض لطلاب منتسوري

تكريماً ليوم الأرض قررت منتسوري مشاركة مشاريع فنية صديقة للأرض يمكن لطلاب منتسوري من جميع الأعمار القيام بها، وهذه بعض أنشطة يوم الأرض التي قامت بها منتسوري مع الأطفال في بعض أكبر احتفالات يوم الأرض:

مشروع مدينة القمامة

(City of Trash) هو مشروع تعاوني لإعادة التدوير صممته منتسوري لواحد من أكبر الأحداث السنوية ليوم الأرض، وإنها طريقة لتوضيح للأطفال مقدار القمامة والنفايات التي يمكن لأسرة واحدة أو فصل دراسي إنتاجها في غضون أسبوع والبدء في غرس عادات التسوق الصديقة للبيئة.

يجب التخطيط لهذا المشروع قبل بضعة أيام إلى أسبوع، والبدء بتحدي الطلاب للاحتفاظ بنفاياتهم طوال الأسبوع وكل شيء من شأنه عادةً أن يوضع في سلة المهملات أو سلة المحذوفات، مطروحًا منه العناصر القابلة للتلف، ويمكنهم إحضار كيس قمامة من المنزل، أو يمكن إعداد صندوق تجميع في الفصل الدراسي.

مشروع لفة ورق القرش

يمكن أن تتحول لفة الورق المعاد تدويرها البسيطة إلى مشروع فني لأسماك القرش، كما إنه مشروع فني منتسوري غير مكلف يمكن إدارته بسهولة للطلاب في كل من المستوى 1و2.

والأفضل من ذلك أن هذا المشروع يلبي جميع معايير الفن الصديقة للأرض حيث يتم إعادة استخدام لفات الورق المعاد تدويرها، ويسهل إنشاء المشروع على الأطفال الصغار، والعديد من أنواع أسماك القرش مدرجة في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض مما يجعلها رائعة كموضوع للدراسة.

مشروع دهان نباتي

على مدار سنوات إنشاء أنشطة منتسوري سأل العديد من المعلمين وأولياء الأمور عن الطلاء الأكثر أمانًا لطلابهم الصغار، وتقول منتسوري لهم دائمًا أن الأكثر أمانًا هو طلاء الخضار محلي الصنع، وإنه مصنوع مباشرة من الخضروات الموجودة في الحديقة أو في متجر البقالة، وهذا النوع من الطلاء آمن بشكل خاص للأطفال الصغار الذين لا يزالون في مرحلة وضع كل شيء في أفواههم.

وتُصنع دهانات الخضروات الطبيعية عمومًا من مكونات مثل الفواكه والخضروات والزهور والبذور والأوراق، وعادة ما يعني هذا أن الأصباغ الطبيعية يتم استخلاصها من هذه الأنواع من النباتات، وتم استخدام الأصباغ الطبيعية والعضوية لآلاف السنين حتى في رسومات الكهوف.

مشروع العصي والحجارة

هذا نشاط فني صديق للأرض، ولقد أحدث موجات حول العديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وكانت منتسوري تتطلع إلى إنشاء أنشطة ليوم الأرض يستمتع بها الأطفال وتكون أيضًا مستدامة للبيئة بنسبة 100٪، ولقد بحثت عن الأسطح الأكثر ملاءمة للأرض لطلائها، ووجدت عناصر طبيعية مثل الصخور والعصي، ثم بحثت عن أكثر أنواع الدهانات الملائمة للأرض لطلائها بها، وكان هذا المشروع الفني في الواقع مفيدًا جدًا للأطفال وصديق للأرض.

وفكرة هذا المشروع الفني الصديق للأرض بسيطة حيث يتم استخدام الموارد الطبيعية للأرض كلوحة لإنشاء فن جميل.

تؤمن ماريا منتسوري بإعطاء الأطفال تجارب في الطبيعة، ففي تعليم منتسوري تعتبر مبادئ يوم الأرض جزءًا طبيعيًا من التعلم اليومي، ومع ذلك يتم الاحتفال بيوم الأرض بشكل شائع في العديد من مدارس منتسوري كوسيلة إضافية لإظهار الاحترام للأرض وبناء المجتمع.

وفي الخاتمة تشير ماريا منتسوري إلى إنه يمكن التفكير في طرق لتمكين الأطفال عندما يتعلق الأمر برعاية كوكب الأرض، حيث ستؤثر الدروس البيئية التي يتعلمونها الآن بالتأكيد على جودة مستقبلهم، وتساعد الأطفال على الشعور بالإيجابية تجاه العالم الرائع الذي يعيشون فيه.


شارك المقالة: