الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس

عندما ننظر للطفل في مراحله الأولى من العمر نتوقع أنه مجرد طفل لا يعلم شيء سوى الطعام وغيره من الحاجات التي يسعى الطفل لتحقيقها بالعديد من الوسائل، مما يتوجب علينا النظر لهم بأنهم يمرون في مرحلة مهمة يتوجب عليهم التعلم بها كيفية الاستقلال في تلبية أهم احتياجاته وتعلم كيفية الشعور بالذنب في أوقات غير مناسبة له ولأسرته معاً.

الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس

يمكننا التعرف على الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس خلال مفهوم النمو النفسي الاجتماعي، حيث تعتبر مرحلة مهمة من مراحل هذا النمو، فيكون للأطفال احتياجات خاصة قد لا تكون واضحة لآبائهم في الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب، تعتبر الطفولة ليست سهلة ونحن نعلم هذا ومع ذلك كآباء، غالبًا ما نفشل في مساعدة أطفالنا بالطرق الأنسب لأعمارهم.

من خلال فهم الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب قد يجد الفرد طريقة للتعامل مع المشكلات التي بدأت عندما كان طفلاً صغيرًا، وبنفس القدر من الأهمية يمكنه تحقيق نتائج أفضل لأطفاله أثناء سعيهم لفهم عالمهم.

تعتبر الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس مرحلة نفسية مهمة للأطفال؛ وذلك لأنها تتميز بقدرة الطفل على اللعب الذي يقوم بدوره في سقل شخصية الطفل مع القدرة على اكتساب الطفل للعديد من المعارف والمهارات الذاتية، ففي هذا العمر المبكر للأطفال فإنهم يقضون مدة زمنية كبيرة في اللعب مع غيرهم من الأطفال مما يجعلهم أكثر قدرة على الاستقلالية وخاصة في تلبية احتياجاتهم الشخصية.

أثناء اللعب يبدأ الأطفال في القدرة على تعلم الاستقلالية وقد يحاولون الشعور بأدوار السلوك القيادي والإجراءات اللازمة بين أقرانهم، على سبيل المثال قد يختار الطفل الأدوار لنفسه أو للآخرين داخل اللعبة وهذا يعتبر بداية الاستقلالية بالرأي والحكم، ويظهر الشعور بالذنب عندما يقع الأطفال بمطبات خاطئة أثناء التنقل بين هذه المواقف.

تعلم التفاصيل الدقيقة لجعل الآخرين يتعاونون دون أن يكون الطفل متسلطًا هو التجربة والخطأ، حيث يمكن أن يؤدي الشعور بالذنب في هذا الوضع إلى اهتمام الطفل لما يدور بمشاعر الآخرين واختياره القيام بما يمليه عليه الآخرين، ولكن يمكن أن يتسبب أيضًا في تجنب الطفل محاولة بدء الألعاب أو السلوك القيادي الآخرين.

ما هي مراحل التطور النفسي الاجتماعي لإريكسون

كان إريكسون عالمًا نفسيًا تنمويًا ألمانيًا أمريكيًا ومحللًا نفسيًا وضع نظرية لتوضيح كيفية نمو الأفراد خلال الحياة عبر التفاعلات الاجتماعية والنفسية، حيث قسم إريكسون عمر الشخص إلى ثماني مراحل من النمو النفسي والاجتماعي وغطى التطور الرئيسي من الولادة إلى الشيخوخة.

تتمثل هذه المراحل في الثقة وعدم الثقة والضبط الذاتي وذنب المبادرة وأقلية الأداء وقلق وظيفة الهوية الذاتية والمراهقة والركود وسن اليأس الذاتي.

اللعب في الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس

هناك فترة في حياة الطفل تتراوح بين الثلاث سنوات إلى خمس سنوات تسمى بمرحلة اللعب في الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس، أي إنه الوقت في الحياة الذي يحصل فيه الأفراد على فرصة ليكونوا ذو استقلالية ولديهم سلوك قيادي خاص بهم من خلال اللعب.

في مرحلة اللعب في الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب في علم النفس يقوم الطفل بتطوير العديد من المهارات الاجتماعية والشخصية، فقد يقوم بتطوير مهارات التواصل والاتصال مع أطفال آخرين، مما يجعله يستعد للمراحل اللاحقة مثل مرحلة الدخول لرياض الأطفال والمدرسة، مما يجعلهم يقومون بتطوير مهارات متقدمة وأكثر تفاعل مع مع غيرهم من الكبار؛ لأنهم الآن أكبر وخاصة من وجهة نظرهم هم ليقوموا بالكثير من الإنجازات بدون مساعدة كبيرة من الكبار.

كيف يتخذ الأطفال الاستقلال في علم النفس

ينجذب الأطفال في اللعب في الاستقلالية بشكل طبيعي إلى التجارب التي تسمح لهم بصنع واتخاذ القرارات وقيادة غيرهم من الأطفال الآخرين، فأثناء اللعب قد يختارون لعبة للتفاعل فيها مع الآخرين، فقد يختار الأطفال أدوارهم وحتى أدوار اللاعبين الآخرين عندما يلعبون ألعاب مهمة مثل التخيل، وخلال هذه المرحلة قد تلاحظ الأسرة أن طفلهم يخطط لأنشطة مع زملائه في اللعب، فمن الممكن أن يقوموا بصناعة ألعاب، وقد يكونوا هم من يقترحوا أن يلعب أصدقائهم في المجموعة خاصتهم، مما يطور لديهم مهارات السلوك القيادي.

كيفية تنمية الشعور بالذنب في علم النفس

غالبًا ما يبدو الأطفال في الاستقلالية مقابل الشعور بالذنب بالسلوك المعادي، بحيث إنهم ببساطة لم يستوعبوا التفاصيل الدقيقة لجعل الآخرين يتفاعلون معهم دون أن يكونوا متسلطين، ففي وقت الشعور بالذنب وتجنب الاستقلالية يكون الأطفال غير ناضجين بشكل كافي دائمًا لاختيار الألعاب أو الأدوار الاجتماعية المناسبة لأنفسهم وللآخرين، مما يجعلهم يرتكبون العديد من الأخطاء.

يمنح التعامل مع الأطفال الآخرين فرصًا لتنمية حس الاستقلالية ولكنه يفتح الفرصة أيضاً أمام الشعور بالذنب، حيث يعبر مفهوم الشعور بالذنب عن مجموعة من العواطف التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج سليمة وإيجابية، مثل الاهتمام بعواطف الآخرين واختيار القيام بالسلوكيات والألعاب التي يختارها الآخرين وما يعتبرونه صحيحًا، حيث يمكن أن يتسبب أيضًا في تجنب الطفل محاولة بدء ألعاب جديدة أو القيام بالسلوك القيادي لألعاب أخرى.

ضرورة التوازن في الاستقلال والشعور بالذنب في علم النفس

الاستقلال بدون الشعور بالذنب يمكن أن يكون من المفاهيم الضارة بالآخرين، حيث أن الشعور بالذنب بدون الاستقلال يمكن أن يتسبب في انسحاب الطفل من بين الآخرين، مما يتوجب على الوالدين محاولة التفاعل مع أطفالهم ومساعدتهم بمهارة على إيجاد التوازن المناسب بين الاستقلال والشعور بالذنب معاً، فيجب عليه أن يكون منتبهاً ودقيقًا لتجنب النتائج السلبية وعدم تولي مسؤولية الطفل، حيث يحتاج الطفل إلى مساحة لاتخاذ القرارات والقدرة على الاستقلال وقيادة غيره، بينما يتعلم أيضًا أنه بحاجة إلى مراعاة مشاعر الآخرين.

علاوة على ذلك يجب أن يتعلم الطفل من أخطائه في بعض الأحيان، ففي بعض الأوقات تكون وظيفة الأسرة ببساطة هي الإشارة إلى الخطأ والحل في المرة القادمة، مما يتوجب عليهم التأكد من تصحيح الأخطاء مع عدم اعتبارها سيئة، في هذا الوقت غالبًا ما يتحمل الأطفال الشعور بالذنب لأشياء لا تعتبر مناسبة لهم أو لعمرهم فقد يشعر الطفل بالذنب لإزعاج والديه إذا رفضوا أسئلته المتعددة.

ومع ذلك يحتاج الطفل إلى الشعور ببعض الذنب في العديد من الأوقات عندما يكون ذلك مناسبًا؛ وذلك من أجل تعلم التحكم في نفسه، بحيث يجب أن يشعر الطفل الذي يقاطع والديه لطرح الأسئلة ببعض الشعور بالذنب ليدرك أن سلوكياته كان لها تأثير اجتماعي سلبي ويتعلم أنه يمكن له الصبر والبحث عن الوقت المناسب لمثل هذه الأسئلة.