الاستنتاج التجاوزي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتمثل الاستنتاج التجاوزي في علم النفس في مساهمات إيمانويل كانط الأكثر تأثيرًا في الفلسفة في تطويره للحجة المتعالية، ففي مفهوم كانط تبدأ حِجَة من هذا النوع بفرضية مقنعة حول أفكارنا أو خبرتنا أو معرفتنا، ثم أسباب الاستنتاج الذي هو افتراض موضوعي وغير واضح وشرط ضروري لهذه الفرضية، الخطوات الحاسمة في هذا المنطق هي الادعاءات التي تفيد بأن الاستنتاج الفرعي أو الاستنتاج هو افتراض مسبق وشرط ضروري.

الاستنتاج التجاوزي في علم النفس

يعتبر الاستنتاج التجاوزي في علم النفس هو محاولة كانط لإثبات ما يريده ضد النظرية النفسية التجريبية في أن بعض المفاهيم المسبقة التي تنطبق بشكل صحيح على الأشياء المعروضة في التجربة الحسية، يشير الاستنتاج التجاوزي في علم النفس إلى أن استخدام كانط للفرضيات التي تعيد نشر المفردات التي تشير إلى حِجَة تهدف إلى تقديم تبرير تاريخي لشرعية مطالبة المُلكية المعرفية.

في المعنى المعرفي الاشتقاقي لكانط فإن الاستنتاج التجاوزي في علم النفس هو حِجَة تهدف إلى تبرير استخدام المفهوم، وهو مصطلح يوضح أن المفهوم ينطبق بشكل صحيح على الأشياء، بالنسبة إلى كانط فإن المفهوم بداهة فقط في حال كان مصدرها هو فهم الموضوع وليس التجربة الحسية فقط.

ترد المفاهيم المسبقة المحددة في الاستنتاج التجاوزي التي يمكن تطبيقها على كائنات الخبرة التي يهدف كانط إلى إثباتها في الاستنتاج التجاوزي في جدول الفئات، الذين هم الوحدة والتعددية والكلية في فئات الكمية، والواقع والنفي والقيود في فئات الجودة، والتماسك والعيش، والسببية والاعتماد، والمجتمع في فئات العلاقة، والإمكانية أو الاستحالة، والوجود أو عدم الوجود، والضرورة أو الطوارئ التي تتمثل في فئات الوسيلة.

موقف ديفيد هيوم من الاستنتاج التجاوزي في علم النفس

ينكر العالم ديفيد هيوم في الواقع إمكانية تقديم الاستنتاج التجاوزي في علم النفس لعدد من المفاهيم المعرفية والمفاهيم التي تأتي ما وراء الطبيعة والأفكار، خاصة في مصطلحات ديفيد هيوم بما في ذلك أفكار الهوية الشخصية، والهوية بمرور الوقت بشكل عام، والذات كموضوع متميز عن تصوراته، و للقوة السببية أو القوة.

من وجهة نظر هيوم لا يمكن التحقق من صحة المفهوم إلا من خلال إيجاد تجربة حسية، أي انطباع على وجه الخصوص الذي هو الأصلي لتلك الفكرة، والذي يجب أن يشبه تلك الفكرة في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس، ولكن لأنه على سبيل المثال أي محاولة لإيجاد انطباع عن القوة السببية تبين أنها غير مثمرة، يستنتج هيوم أن هذه الفكرة لا تنطبق بشكل شرعي.

في مصطلحات كانط يحدد هيوم ما إذا كان يمكن للمرء تقديم تجربة حسية من خلال استنتاج مفهوم القوة السببية، ومن فشل محاولة القيام بذلك، بالتالي استنتج هيوم أن هذا المفهوم يفتقر إلى الصلاحية الموضوعية، أي أنه لا ينطبق على موضوعات التجربة الخاصة بالأفراد.

يعتبر موقف ديفيد هيوم من استنتاج مفاهيم معرفية سابقة هو نقطة كانط في الاستنتاج التجاوزي، لكن كانط يتفق مع اقتراح هيوم بأنه لا يمكن توفير أي استنتاج تجريبي لمثل هذه المفاهيم بشكل كامل، بدلاً من ذلك يشرع في تقديم نوع مختلف من التبرير لاستخدامها، تبرير متجاوز وليس تجريبيًا.

يبدأ مثل هذا الاستنتاج التجاوزي بفرضية حول أي تجربة بشرية محتملة وهي فرضية يمكن أن يتوقع مبدئيًا أن يوافق عليها المشاركين العقلانيين في المناقشة، ومن ثم يؤكد أن الافتراض المسبق والشرط الضروري لحقيقة هذا الافتراض هو قابلية تطبيق بداهة المفاهيم المعنية إلى كائنات الخبرة.

يتميز الاستنتاج التجاوزي لكانط وهيوم بعدد من الحِجَج المتعالية للمكونات، حيث يبدأ كل منها بفرضية إما حول الإسناد الذاتي للعناصر العقلية، أو الإدراك، أو فرضية أخرى حول ضرورة وعالمية بعض سمات تجربتنا للأشياء، تتمثل استراتيجية هيوم كانط في تأسيس نظرية للمعالجة العقلية، والتوليف من خلال القول بأن حقيقتها هي شرط ضروري لحقيقة مثل هذه الفرضية، ومن ثم إظهار أن المفاهيم المعنية في الفئات لها دور أساسي في هذا النوع من المعالجة العقلية.

في التفسير المثالي لموقف ديفيد هيوم تنتج موضوعات الخبرة من هذه المعالجة العقلية، ويرجع ذلك إلى الدور الذي تلعبه الفئات في هذه المعالجة التي تطبقها بشكل صحيح على الأشياء، ففي الاستنتاج التجاوزي كان هيوم يعتزم تأمين ادعاء معياري بأن المقولات تنطبق بشكل صحيح على موضوعات تجربتنا، من خلال إنشاء نظرية نفسية؛ للحصول على معلومات حول الاستراتيجيات الجدلية ذات الصلة في سياق كانط التاريخي.

في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس ينوي هيوم اشتقاق الفئات من الأنماط أو الأشكال المحددة لأي فكر بشري حول العالم والأشكال المنطقية للحكم، حيث يلعب الاستنتاج التجاوزي دورًا أساسيًا في الاستنتاج النهائي، فإن أهم نظرية منافسة للمعالجة العقلية هي نظرية الهدف لهيوم.

يوافق هيوم على أن نظرية التجربة تتطلب حسابًا لمعالجة العناصر العقلية، لكنه ينفي أن مثل هذا الحساب يتطلب مفاهيم أو قضايا مسبقة في قابليتها للتطبيق المشروع على التجربة، وفقا لنظريته النقابية تتألف ذخيرتنا الذهنية فقط من التصورات، وكلها عناصر حسية والانطباعات الأكثر حيوية، التي تشكل التجربة الحسية، ونسخها الأقل حيوية والأفكار التي تعمل في التخيل والذاكرة والتفكير والتصور.

علاقة الارتباط والتوليف في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس

يعتبر الارتباط هو العملية التي يتم من خلالها ربط التصورات المعرفية وترتيبها في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس، ومن السمات المميزة للارتباط في وجهة نظر هيوم أنه لا يتطلب موارد منفصلة عن التصورات المعرفية نفسها، إن كيفية ترتيب التصورات المعرفية هي فقط وظيفة لما يمكن أن توفره التصورات وحدها.

التصورات المعرفية ليس لها دور في نظرية هيوم بل هو مجرد مجموعة من التصورات التي تجعل من الترابطية البشرية نظرية اقتصادية للغاية في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس، مما يوفر لها ميزة أولية على وجهة نظر كانط الأكثر تعقيدًا، ومع ذلك يؤكد كانط أن الترابطية لا يمكن أن تفسر الحقائق التي تستند إليها مقدمات استئناف الاستنتاج التجاوزي، وهذا التوليف بواسطة مفاهيم مسبقة، أي الفئات المطلوبة بالإضافة إلى ذلك.

يصف كانط التوليف بأنه فعل وضع تمثيلات مختلفة معًا، واستيعاب ما هو متشعب فيها في إدراك واحد في الاستنتاج التجاوزي في علم النفس، أي إنها عملية تجمع العناصر للإدراك وتوحدها لتشكيل محتوى معين، حيث يأخذ التوليف تمثيلات متعددة في مصطلحات كانط ومتشعبة ويربطها مع بعضها البعض لإنتاج تمثيل إضافي واحد مع المحتوى المعرفي.

تستخدم هذه العملية المفاهيم الاستنتاجية كطرق أو طرق لترتيب التمثيلات، ومنها فإن الادعاء الحاسم للاستنتاج التجاوزي هو أنه الفئات التي يتم من خلالها تصنيع العديد من تمثيلاتنا المعرفية، بما أن فهم الموضوع هو مصدر الفئات يلعب الموضوع دورًا مهمًا في المعالجة العقلية، ومن المهم بالنسبة لوجهة نظر كانط حول المعالجة العقلية أن يكون هذا الموضوع مختلفًا عن تمثيلاته.


شارك المقالة: