تختلف مظاهر المراحل العمرية التي يمر بها الفرد ذو الاحتياجات الخاصة عن الفرد العادي، فمثلاً مرحلة البلوغ تختلف لدى الفرد العادي عن الفرد ذو اضطراب التوحد، وبالتالي تتطلب المرحلة من الأهل المزيد من التوعية والتثقيف والجهد لدى الفرد ذو الاضطراب.
البلوغ والزواج لذوي الاحتياجات الخاصة
تختلف معاملة المراهق من ذوي اضطراب التوحد عن الفرد العادي، وكيف يمكن للأب والأم الذين لديهم طفل توحدي وصل إلى مرحلة المراهقة أن يتعاملوا معه في تلك المراحل الهامة والحرجة في حياته، وإن البلوغ يُعد مرحلة حرجة من عمر الفرد، تلزم أن يهيئ الوالدين أنفسهم لها بكل إيجابياتها وسلبياتها.
ويتم الاعتماد على الذات من خلال اعتماد الفرد على ذاته في دخول الحمام والاستخدام الصحيح لها بدء من جلوسه، ثم قضاء الحاجة، ثم يقوم بغسل يديه بالماء والصابون وينشفهما وعند الاستحمام، وبالإضافة إلى الاعتماد على نفسه في ارتداء ملابسه الداخلية والخارجية.
وتعليمه كيفية فتح وإغلاق السترة بخطوات محدودة، كما يمكن تعليم الطفل منذ الطفولة على كيفية وضع بودرة الجسم على مناطق معينة من الجسم، واستخدام مزيل العرق والكولوینا الخفيفة، وقد تعتقد الأم أنه ليس هناك داع لتعليمه كل هذه الأشياء فهو طفل ولا يحتاج كل المهارات.
كما أنه لا توجد علاقة بينها وبين البلوغ، ولكن الجهد المبذول في تعليم الفرد جميع المهارات سيتضاعف وسيكون أكثر صعوبة عندما يكبر؛ لأنه سيكون أكبر حجماً وسيستغرق وقتاً أطول، كما أنه سيضيع فرصة مراقبة التغييرات التي تطرأ؛ بسبب سن بلوغ الطفل وما يترتب عليها من تغيير سلوكه، وسيكون عبء أكبر بالنسبة للوالدين.
بالإضافة إلى مواجهة مرحلة البلوغ عبء تعليم الطفل مهارات الاعتماد على الذات، ولذلك يجب أن يبذل مجهود في فترة مبكرة من عمر الطفل، حتى يستطيع المقيم على رعاية الفرد التفرغ لأشياء أخرى أكثر أهمية في حياة الطفل، وتوصيل المعلومة للطفل أن بعض الأجزاء في جسده مناطق محرمة على الآخرين ولا يحق لأحد غيره أن ينظر إليها أو يلمسها فهو شيء خاص به.
ويمكن توصيل هذه المعلومات بعدة طرق مثل أن يعتاد على إغلاق باب الحمام وهو بداخله، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه، وتعليمه الحرص على إغلاق سحاب سرواله قبل خروجه من الحمام، ومن الممكن طرق باب الحمام عليه وهو بالداخل من وقت لآخر؛ من أجل أن يستدعي انتباهه ومنعه من القيام بحركات غير مرغوبة، وإذا كان الطفل ذو اضطراب التوحد لا يسمع فيمكن للشخص المسؤول عنه استخدام مصباح وإضاءته بين الحين والآخر.
وبعد أن ينتهي الطفل من الاستحمام يجب أن تحرص الأم على تعويده على لبس ملابسه الداخلية، بالإضافة إلى رداء الحمام قبل مغادرته، وإعطاء نموذج لهذه العادات التي نتبعها جميعاً حتى يستوعبها الطفل، مثل عدم السماح له بدخول الحمام إذا كان أحد بالداخل، وكذلك لا نسمح لأنفسنا أو أي شخص بالدخول عليه أثناء تواجده بالحمام.
يجب أن ندرك مدى حساسية وضع الفتاة في سن البلوغ، ومدى الإحراج الذي تتعرض له الأم التي تتعامل مع ابنتها، صحيح أن التجربة ليست سهلة، لكن بالقليل من الجهد ستلاحظ الأم التحسن في استيعاب الفتاة للموضوع، أن أول ما يجب أن تفكر به هو تهوين الأمر على الفتاة بكل الأساليب الممكنه.
الزواج عند ذوي الاحتياجات الخاصة
إن أحقية الزواج للمعاق تكون بقدر معرفته للحقوق المترتبة على هذا الزواج وتحمل تبعات هذا العقد، أما إذا كان بحالة لا يرجى منها أن يفي بموجبات عقد النكاح، فإنه في هذه الحالة لم تتق نفسه إلى الزواج، وبالتالي فلا تثار مسألة حكم زواجه من عدمها.
ويقول بعض الباحثون أن بعض الإعاقات يترتب عليها وراثة فيما بعد، خاصة أن الإعاقة درجات، وبعضها تكون نسبته عادية لا ضرر منها، مشددين على وجوب إعلام أهل الزوجين بالحالة التي عليها الزوجان، كي يدركوا خطورة الأمر على كليهما.
والزواج عقد يتم فيه التعاقد بالتراضي بين الزوجين وبموافقة ولي الزوجة، فسواء ارتضى الزوج زوجة معاقة أم ارتضت هي زوج معاق فذلك من حقهما، فهذا الأمر يتم بالتراضي وليس بالضغط أو الإجبار، على أن يشمل الرضا الزوج والزوجة والولي الذي سيعقد النكاح، حيث يرى بعض الباحثون أن هذه الفتوى من الناحية الفقهية صحيحة؛ لأن الفقهاء نصوا على أن الولي إذا وافق على زواج من يتولاه فهذا الزواج صحيح.
