يعتقد العديد من علماء النفس أن واقعية الظواهر ما وراء الطبيعية هي مجرد منطق بديهي، بينما يعتقد البعض الآخر أنه نتيجة مباشرة للعلم الحديث، الذي يصور البشر كمخلوقات غير معصومة عن الخطأ وهي مثيرة للجدل، إلى جانب حول ما يعنيه التأكيد على وجود الأشياء بشكل مستقل عن العقل، حيث تثير الواقعية للظواهر ما وراء الطبيعية مشاكل معرفية للحصول على معرفة بعالم مستقل عن العقل.
التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس
تتمثل التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس من خلال ما يلي:
1- تحديات استخدام اللغة وفهمها
يركز التحدي الأول المناهض للواقعية في الظواهر ما وراء الطبيعية الذي يجب مراعاته على استخدامنا لكلماتنا وجملنا، حيث أن التحدي ببساطة هو يعبر عن جانب من استخدامنا اللغوي يمكن أن يوفر الدليل الضروري لعلاقة الواقعي بين الجمل والحالات المستقلة للعقل في الظواهر ما وراء الطبيعية ، وفي جوانب سلوكنا الدلالي التي تُظهر فهمنا لهذه الارتباطات على افتراض أنها صحيحة.
لكي تكون تمثيلاتنا للعالم موثوقة يجب أن يكون هناك ارتباط بين هذه التمثيلات وحالات الشؤون التي تصورها العقول الواقعية، والسؤال الطبيعي الذي يجب طرحه هو كيف من المفترض أن يتم إنشاء العلاقة بين البيان والحالة المستقلة للعقل التي تجعلها صحيحة في التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس؟
إحدى الإجابات المقترحة هي أن الارتباط يتأثر باستخدام المتحدثين لكلماتهم والبيانات التي يؤيدونها والبيانات التي يخالفونها، والتبريرات التي يقدمونها لأفعالهم وما إلى ذلك، حيث أنه من الناحية المعرفية سيكون الدور الوظيفي للرموز العقلية في الفكر والإدراك وتعلم اللغة وما إلى ذلك هو الذي يؤثر على هذه الروابط.
ومع ذلك عندما ننظر إلى الكيفية التي يستخدم بها المتحدثين جملهم بالفعل، يجادل معارضو الواقعية للظواهر ما وراء الطبيعية فإننا نراهم يستجيبون ليس لحالات الأمور التي لا يمكنهم اكتشافها بشكل عام، ولكن بالأحرى يستجيبون لشروط متفق عليها لتأكيد هذه الجمل؛ لأنهم يتفقون جميعًا على أن الشروط التي تبرر هذا التأكيد قد تم الوفاء بها.
ما يدفعنا لاستخدام جملنا بالطريقة التي نستخدمها هي شروط التبرير العامة المرتبطة بهذه الجمل لفهم التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس، من حيث شروط التبرير المزيفة في الممارسات اللغوية التي تضفي على هذه الجمل معنى.
يتمثل التحدي الظاهر للواقعية في الظواهر ما وراء الطبيعية في عزل بعض سمات استخدام الوكلاء لكلماتهم، أو رموزهم العقلية، مما يصوغ الرابط بين الحالات المستقلة للعقل والأفكار والجمل التي تمثلها، حيث أنه لا شيء في السلوك الإنساني اللغوي للمفكر، وفقًا لمناهضي الواقعية يقدم دليلاً على أن هذا الارتباط قد تم استخدامه مرتبط بشروط تأكيد الجمهور، وليس شروط الحقيقة غير القابلة للكشف.
2- تحديات اكتساب اللغة
التحدي الثاني الذي يجب النظر فيه من التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس يتعلق باكتسابنا للغة، حيث يتمثل التحدي الذي يواجه الواقعية في شرح كيف يمكن للفرد مثل الطفل الصغير أن يعرف معاني جمل معينة في لغته، تلك التي يدعي الواقعي أن لها صانعي حقائق لا يمكن اكتشافهم مرتبطين بها.
يقول الواقعيين من علماء النفس إن بعض الجمل في الواقعية إما صحيح أو خاطئ على الرغم من أننا قد لا نعرف أبدًا أيهما هو، ومن المفترض أن حالة الأمور التي ترضي شرط الحقيقة لهذه الجمل عندما تكون صحيحة، وصانع الحقيقة والحالة التي تفي بشرط الحقيقة لنفي هذه الجمل عندما تكون خاطئة ليكون الفرد قادرًا على الإمساك على الرغم من أن المتحدثين الأكفاء لا يمكنهم اكتشاف ما إذا كانوا يفعلون ذلك.
عند افترض أن المعرفة أو الطبيعة قد ربطت تمثيلاتنا العقلية بالحالات الصحيحة فقط بالطريقة التي يطلبها الواقعي، فإذا كان الأمر كذلك فهذه حقيقة ذات مغزى مهم، حيث سيتعين على أي شخص يتعلم لغته الأم استيعاب هذه المراسلات بين الجمل والأوضاع.
ويمكنهم القيام بذلك إذا كان حتى المتحدثين الأكفاء الذين يسعون إلى تقليدهم لا يستطيعون اكتشاف متى تكون هذه المراسلات صحيحة، باختصار قد يكون من المستحيل اكتساب الكفاءة في لغة المرء إذا كانت الواقعية صحيحة هذا هو تحدي اكتساب اللغة.
يتفاقم هذا التحدي بسبب الافتراض المناهض للواقعية في الظواهر ما وراء الطبيعية أنه نظرًا لأن المعنى اللغوي للتعبيرات الخاصة بالجمل الواقعية يتم تحديده فقط من خلال استخدام المتحدثين الأكفاء لها، فإن مهمة الفرد في جميع الحالات هي استنتاج معنى هذه الجمل من استخدامه لها في المواقف التي يمر بها باستمرار.
3- تحديات الشك في استقلالية العقل
وفقًا للواقعي الذي يهتم بالظواهر ما وراء الطبيعية فإنه لا يؤيد فقط الإيمان بعالم مستقل عن العقل ولكن أيضًا إلى الأطروحة القائلة بأن الحقيقة تتكون من علاقة مطابقة بين الكلمات أو الرموز العقلية والأشياء في هذا العالم المستقل عن العقل، والأهم من ذلك يعتقد الواقعيين للظواهر ما وراء الطبيعية أن النظرية المثالية للعالم يمكن أن تكون خاطئة جذريًا بمعنى أن جميع أطروحات النظرية قد تفشل في الصمود.
من المعتقد على نطاق واسع في توضيح التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس من خلال استقلالية العقل أن الحالات التي تكون حقًا مستقلة عن العقل تولد شكوكًا جذرية، ويؤكد المتشكك أنه على الرغم من كل ما يمكن أن نقول أنه يمكن أن نكون مجرد أدمغة تقوم بالتفكير فإن الأدمغة تبقى حية في مجموعة من المواقف المحايدة.
4- تحديات النماذج والواقع
تعتبر الحِجَة النموذجية النظرية هي أكثر الحِجَج والتحديات تقنية من بين التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس، حيث يمكن نقل الأفكار المركزية بشكل غير رسمي على الرغم من أنه سيتم ذكر بعض المفاهيم التقنية عند الضرورة التي تهدف إلى إظهار أن مشكلة التمثيل لشرح كيفية ربط رموزنا الذهنية وكلماتنا بأشياء مستقلة عن العقل، وكيف تستهدف جُملنا وأفكارنا حالات الأمور المستقلة عن العقل غير قابلة للحل.
وفقًا لتحديات النماذج والواقع هناك ببساطة العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تعيين رموزنا العقلية على العناصر الموجودة في العالم نتيجة هذا هو معضلة للواقعيين، حيث أن أول جانب للمعضلة هو أنه يجب أن يقبل أن ما تشير إليه رموزنا غير محدد على نطاق واسع، والجانب الثاني هو أنه يجب عليه الإصرار على أنه حتى النظرية المثالية، التي يمكن بشكل واضح تعيين شروطها وخواصها بشكل واضح على الأشياء والخصائص في العالم قد تظل خاطئة.
في النهاية نجد أن:
1- التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس تتمثل في العديد من الحِجَج التي قدمها علماء النفس لكيفية كشف علاقة العقل بالظواهر الوجودية أو ما وراء الطبيعية.
2- تتمثل التحديات المعادية لواقعية الظواهر ما وراء الطبيعية في علم النفس من خلال تحديات استخدام اللغة وفهمها واكتسابها، وتحديات استقلالية العقل وتحديات النماذج والواقع.