التحرش الجسدي في سن المراهقة

اقرأ في هذا المقال


مهم جداً أن يكون لدى المراهقين المُتحرشين والمتحرش بهم بصفة عامة، فرصة الحصول على التعافي، حتى نمنع الاعتداءات المستقبلية على الأطفال؛ لأنَّ الطفل بمُجرَّد دُخوله مرحلة البلوغ يجد زيادة في التخيُّلات الجنسية. إذا بدأ المراهق في تخيُّل تصرُّفات جنسية ومداعبة الأطفال الأصغر سناً بهدف الإيذاء الجنسي، فقد يتم تأسيس دائرة اعتداء جنسي مُمتدة مدى الحياة، كما أنّ تأثير التعرُّض للصُّور الفاضحة في هذه السّن يكون له نتائج ضخمة على اليقظة الجنسيّة المستقبلية.

أشكال التحرش الجنسي

  • النظر المتفحّص: التحديق والنظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما، أجزاء من جسمه أو عينيه.
  • التعبيرات الوجهية: عمل أيّ نوع من التعبيرات الوجهيّة التي تحمل اقتراحات ذو نوايا جنسية، مثل الغمز، فتح الفم، إشارات غير مفهومة.
  • النداءات : مثل التصفير، الصُّراخ، الهمس وأي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسيّة.
  • التعليقات: ذلك عن طريق إبداء ملاحظات جنسيّة عن جسد أحدهم، ملابسه، طريقة مشيه، تصرفاته وعمله، إلقاء النُّكات أو الحكايات الجنسيّة، طرح اقتراحات جنسيّة أو اقتراحات مُسيئة.
  • الملاحقة أو التتبع: يتم ذلك عن طريق تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو على بعد مسافة، مشياً أو باستخدام سيارة، بشكل مُتكرر، الانتظار خارج مكان العمل أو المنزل أو عند سيارة أحدهم.
  • الدعوة لممارسة الجنس: ذلك عن طريق طلب مُمارسة الجنس، وصف الممارسات الجنسيّة أو التخيلات الجنسية، طلب رقم الهاتف، توجيه دعوات متكررة لتناول العشاء، اقتراحات أُخرى قد تحمل طابع جنسي بشكل ضمني أو علني.
  • الاهتمام غير المرغوب به: يتم ذلك عن طريق التدخُّل في عمل وشؤون شخص ما، من خلال السعي لاتصال غير مُرحَّب به، الإلحاح في طلب التعارُف والاختلاط، طرح مطالب جنسيّة مقابل أداء أعمال وغير ذلك من الفوائد والخدمات، تقديم الهدايا بمُصاحبة إيحاءات جنسيّة، الإصرار على المشي مع الشّخص وإيصاله بالسّيارة إلى منزله أو عمله على الرّغم من رفضه لذلك.
  • الصور الجنسية: عرض صور جنسية سواء عن طريق الانترنت أو بشكل فعلي.
  • التحرّش عبر الإنترنت: عن طريق القيام بإرسال التعليقات، الرسائل والصور والفيديوهات غير المرغوبة والمسيئة وغير اللائقة عبر الإيميل، الرسائل الفورية، وسائل التواصل الاجتماعي، المُنتديات، المدونات ومواقع الحوار عبر الانترنت.
  • المكالمات الهاتفية: عن طريق عمل مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصيَّة تحمل اقتراحات أو تهديدات جنسيّة.
  • اللمس: عن طريق التحسُّس والنغز، الاقتراب بشكل كبير، الإمساك والشّد، أي نوع من الإشارات الجنسيّة الأُخرى تجاه شخص ما.
  • التعري: يتم عن طريق إظهار أجزاء حميمة من الجسم أمام شخص ما والاستمناء أمامه أو في وجود شخص ما دون رغبته بذلك .
  • التهديد والترهيب: يكون ذلك بالتهديد بأيّ نوع من أنوع التحرُّش الجنسي، الاعتداء الجنسي، بما فيه التهديد بالاغتصاب.
  • التحرش الجنسي الجماعي: يكون بتحرُّش جنسي شامل الأشكال، يرتكبها مجموعة كبيرة من الأشخاص تجاه فرد أو عدّة أفراد.

التوعية بالتحرش الجسدي في سن المراهقة

التحرش الجسدي هو قضية خطيرة تؤثر على المراهقين بشكل خاص، حيث يمكن أن تكون له آثار نفسية وجسدية طويلة الأمد. تهدف التوعية بالتحرش الجسدي إلى حماية المراهقين وتعليمهم كيفية التعرف على التحرش، والتصرف في حال التعرض له، وطلب المساعدة. فيما يلي سنستعرض أهمية التوعية بالتحرش الجسدي، وأساليب التوعية، والطرق التي يمكن من خلالها للمراهقين والأسر والمجتمع التعامل مع هذه المشكلة بفعالية.

أهمية التوعية بالتحرش الجسدي

1- حماية المراهقين: تعتبر التوعية بالتحرش الجسدي أداة أساسية لحماية المراهقين من التعرض لهذه التجارب المؤلمة. من خلال التعرف على التحرش وأشكاله المختلفة، يمكن للمراهقين اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم.

2- تعزيز الثقة بالنفس: تعلم المراهقين كيفية التعرف على التحرش والتصرف في مواجهته يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم الشعور بالقوة والسيطرة على حياتهم.

3- الحد من الآثار النفسية: التوعية يمكن أن تساعد في تقليل الآثار النفسية السلبية للتحرش الجسدي من خلال تقديم الدعم والمشورة للمراهقين المتضررين، مما يساعدهم على التعامل مع مشاعرهم بشكل صحي.

أساليب توعية المراهق عن التحرش

1- البرامج التعليمية في المدارس: يمكن للمدارس تقديم برامج تعليمية شاملة حول التحرش الجسدي تشمل تعريف المراهقين بماهية التحرش، وكيفية التعرف عليه، وطرق الإبلاغ عنه. يجب أن تكون هذه البرامج جزءًا من المناهج الدراسية وتُدرّس بانتظام.

2- ورش العمل والتدريب: تنظيم ورش عمل وتدريب للمراهقين، والأهالي، والمعلمين حول التحرش الجسدي وكيفية التعامل معه. يمكن أن تتضمن هذه الورش شهادات من ناجين، وأنشطة تفاعلية، وتمارين للتفكير النقدي.

3- استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي: يمكن استخدام وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي لنشر رسائل توعية حول التحرش الجسدي. يمكن إنتاج فيديوهات توعوية، وإنشاء حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر قصص وتجارب شخصية لزيادة الوعي.

كيفية التعامل مع التحرش الجسدي

1- تعليم المراهقين كيفية التصرف في مواجهة التحرش: يجب تعليم المراهقين كيفية التصرف بثقة في حالة التعرض للتحرش الجسدي، بما في ذلك كيفية الرفض الصريح، والابتعاد عن الموقف، وطلب المساعدة الفورية من شخص موثوق.

2- تشجيع الإبلاغ عن التحرش: يجب تعزيز ثقافة الإبلاغ عن التحرش بين المراهقين من خلال ضمان وجود قنوات آمنة وسرية للإبلاغ عن مثل هذه الحوادث. يجب أن يعرف المراهقون أنهم لن يُعاقبوا أو يُحكم عليهم بسبب التحدث عن تجربتهم.

3- تقديم الدعم النفسي: توفير الدعم النفسي للمراهقين الذين تعرضوا للتحرش الجسدي من خلال العلاج النفسي، ومجموعات الدعم، والخدمات الاستشارية. يمكن أن يساعد هذا الدعم في معالجة الصدمات النفسية وتعزيز التعافي.

4- تثقيف الأهل والمربين: يجب تثقيف الأهل والمعلمين حول كيفية التعرف على علامات التحرش الجسدي وكيفية التعامل معها. يمكن أن تشمل هذه التثقيفات ورش عمل، ومواد تعليمية، وجلسات توعية.

دور المجتمع في مواجهة التحرش

1- وضع سياسات وقوانين صارمة: يجب على المجتمع والحكومة وضع سياسات وقوانين صارمة تحمي المراهقين من التحرش الجسدي وتعاقب المتحرشين بشكل مناسب. يجب أن تكون هذه السياسات واضحة ومعروفة للجميع.

2- إنشاء منظمات دعم: يمكن أن تكون المنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية جزءًا فعالاً في تقديم الدعم والتوعية حول التحرش الجسدي. يمكن لهذه المنظمات تنظيم حملات توعية، وتقديم خدمات استشارية، ودعم قانوني للمراهقين وأسرهم.

التوعية بالتحرش الجسدي في سن المراهقة هي خطوة أساسية لحماية المراهقين وتمكينهم من العيش في بيئة آمنة وصحية، من خلال التعليم، والدعم النفسي، والسياسات الصارمة، يمكننا مكافحة هذه المشكلة بفعالية، يجب أن يعمل الجميع معًا لضمان أن يكون لدى المراهقين المعرفة والأدوات اللازمة لحماية أنفسهم والتصدي للتحرش الجسدي.


شارك المقالة: