التدخلات السلوكية لمعلم الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


الطريقة الأكثر فعالية لتقديم تعزيز إيجابي هي استخدام القسائم أو الرموز مثل النجوم والملصقات والنقاط، حيث يمكن تجميعها واستبدالها بمعززات متاحة لها قيمة أكثر، مثلاً يمكن تبديل عشر نقاط لقاء عشرين دقيقة إضافية لاستعمال الحاسوب عقب المدرسة، وتكمن حسنة استخدام القسائم كمعززات في إمكانية توزيعها مراراً ومباشرة وفي عدم ارتفاع تكاليفها.

التدخلات السلوكية لمعلم الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- طرق التعزيز الإيجابي

قد تتأثر مقدرة الطالب على الانتباه عبر تعديل توابع أو نتائج السلوك لديه.

2- الطرق المتصلة بالنتائج أو التوابع السلبية

هناك إمكانية لتعديل السلوك عن طريق تطبيق النتائج أو التوابع السلبية.

3- حجب المعززات

تتمثل إحدى طرق إغناء نظام في النتائج أو التوابع السلبية في حجب المعززات، والذي يتضمن سحب معز لسلوك غير ملائم أو غير ناجح، وهذا وقد وجد بعض العلماء أن طريقة حجب المعززات كانت فعالة جداً لتحسين السلوك أثناء المهمة والأداء الأكاديمي للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ووفقاً لدراستهم فقد الطلبة دقيقة واحدة من مدة الاستراحة في كل مرة لاحظ المدرس عدم انشغالهم بأداء المهمة، أو تكون إجراءات حجب المعززات جزءاً من نظام لتعديل السلوك يكون إيجابياً في جوهره، فمن المهم جداً أن يجني الطلبة نقاطاً على نحو أسرع.

4- الحرمان المؤقت

لقد ثبتت مراراً فعالية استخدام الحرمان المؤقت في تقليل حدوث السلوك غير الملائم، ويتضمن الحرمان المؤقت السحب المنظم لمصادر التعزيز الإيجابي من مثل اهتمام المدرس واهتمام الأقران والمواد المنهجية، تبعاً لحدوث سلوك غير تكيفي، وتتباين إجراءات الحرمان المؤقت في مستوى التقييد، وفيما يلي أمثلة على الحرمان المؤقت مرتبة ابتداء من الأقل تقييداً إلى الأكثر تفيداً كالتجاهل وسحب مثيرات معززة والإقصاء من المجموعة والابتعاد عن الصف.

ويوصى عموماً بأن يوظف المدرسون الأسلوب الأقل تقييداً والفعال من أساليب الحرمان المؤقت، بحيث يتحاشون اللجوء إلى العزل عن طريق الإبعاد عن الحجرة الصفية إن أمكن، وإذ يكون الحرمان المؤقت فعالاً فقط عند وجود تمييز واضح بين التعزيز الإيجابي الذي يتلقاه الطالب لقاء تصرفه على نحو ملائم مواظبة وفقدان التعزيز الإيجابي؛ بسبب سوء تصرف الطفل حرمان، وهذا ولا يكون الحرمان المؤقت فعالاً في حالة تلقي الطالب لمقدار مماثل أو أكثر من التعزيز الإيجابي خلال فترة الحرمان المؤقت في بيئة الصفوف العادية.

يجب أن تكون مدة الحرمان المؤقت قصيرة نسبياً من مثل(1-4) دقائق، حيث إن الفترات الطويلة من الحرمان المؤقت بالنسبة للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة قد تكون صعبة وغير ناجحة.

طرق التعزيز الإيجابي لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- الانتباه الانتقائي

هناك إمكانية لجعل تعديل نتائج السلوك أداة قوية لتحسين الانتباه والأداء للطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ومن هنا وجد أن التوظيف الانتقائي للثناء والاهتمام من قبل المدرس قد حسن مراراً من سلوك الطلبة داخل الحجر الصفية، ويمكن القول على وجه الخصوص أن تقديم التعزيز الإيجابي عن طريق الثناء على الطلبة مراراً؛ بسبب تصرفهم على نحو ملائم مع التجاهل المتوازن لسلوكياتهم غير الملائمة سيحسن عموماً من أداء الطلبة ذوي المشكلات التعلمية والسلوكية.

وغير أن استخدام الثناء والاهتمام كمعززات إيجابية مع الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لا يعتبر كافياً، إذ أن الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة يتطلبون برامج تعديل سلوك أكثر تكثيفاً، بحيث تتضمن خليطاً من المعززات الإيجابية المحسوسة، ومن التوظيف الاستراتيجي للتدخلات المتصلة بالنتائج السلبية للسلوك.

2- التعزيز المحسوس وأنظمة القسائم أو الرموز

تتمثل إحدى وسائل تحسين تأثيرات نظام التعزيز الإيجابي في تقديم معززات محسوسة، من مثل إتاحة إمكانية الحصول على امتيازات أو نشاطات خاصة، ويعتمد على الأداء في سلوك مستهدف محدد، ومن مثل الانتباه خلال عملية التعليم داخل الصف أو إكمال (80%) من العمل الكتابي المستهدف، غير أنه من غير العملي في أغلب الأحيان أن يتم تقديم معززات محسوسة على نحو متكرر عقب أداء الطالب للسلوك المستهدف المرغوب مباشرة.

ويمكن إغناء تأثيرات أنظمة القسائم عن طريق استخدام الحوادث أو المعززات الجماعية، ويتضمن ذلك تقديم تعزيز إيجابي إلى مجموعة من الطلبة حينما يحقق طالب مستهدف هدفاً مقرراً، ونخص بالذكر الحالة التي يتم فيها تعزيز سلوك مشكل لطالب وتثبيته من قبل أقرانه على نحو غير مقصود، فيمكن اللجوء إلى الحوادث الجماعية لمساعدة الأقران على فهم أن ما يقومون به خاطئ، بحيث يغيرون من المعززات للحث على السلوك الملائم.

وعندما تستخدم هذه التدخلات، يجدر التأكد من عدم إفراط الأقران في الضغط على الطالب المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من أجل تحقيق أهدافه، ويعتبر تقرير الأهداف المحددة للتدخل أمراً مهماً جداً لدى تصميم أنظمة تعديل السلوك، ففي حالة استهداف الإنتاجية والدقة الأكاديمية من أجل إجراء التدخل، غالباً من تفضي أنظمة القسائم إلى تحسن في الأداء الأكاديمي، وخفض في السلوك الفوضوي غير أنه عندما يكون السلوك الفوضوي هو الهدف من العلاج.

فغالباً ما تظهر تحسينات في السلوك وليس في الأداء الأكاديمي، ومن هنا يتبين لنا أن التصميم الذي يركز على تعديل واحد أو اثنين من السلوكيات المحورية، أو المفتاحية المستهدفة بإمكانه أن يحدث تحسناً في فئة كاملة من السلوكيات ذات الصلة، بالتالي فإن تحديد سلوكيات مهمة مستهدفة يتيح إمكانية لدى العياديين لتصميم علاجات ذات فعالية قصوى وذات كفاءة في الاستخدام.

يشير المدرسون مراراً إلى أن أنظمة القسائم تكون ناجعة لفترات زمنية قصيرة ومن ثم تفقد فعاليتها، ويكمن أحد أسباب حدوث ذلك إلى انخفاض قيمة المعززات لدى استخدامها على نحو مكرر، يضاف إلى ذلك أن المعززات بطبيعة الحال تفقد قيمتها على نحو أسرع مع الطلبة الذين يعانون من اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ومن هنا ينبغي أن تتضمن خطط التعديل السلوكي مخزونات تعزيزية، وذلك من أجل تنويع المعززات مراراً وعلى نحو عشوائي.

وتتمثل إحدى وسائل القيام بذلك في الطلب إلى الطالب والمدرس إعداد قائمة الممكنة، ويمكن تمييز كل معزز برقم مختلف، وعندما يحقق الطالب يسمح له بتدوير عجلة أو رمي حجر النرد، أو اختيار رقم من للمعززات هدفاً مقرراً داخل قبعة، وذلك لتحديد ماهية الجائزة التي يستحقها.

الطرق المتصلة بنتائج السلوك لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- التغذية الراجعة التقويمية

لا يكون عادة استخدام نظام إيجابي كامل لتعديل السلوك كافياً لتحسين أداء وسلوك الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، إذ أن التقديم الاستراتيجي للنتائج أو التوابع السلبية يعتبر عموماً عنصراً مفيداً ضمن برنامج تعديل السلوك لهؤلاء الطلبة، ومن هنا فعادة ما تستخدم التغذية الراجعة التقويمية أو التأنيب الكلامي، وهي شكل بسيط من أشكال العقاب من قبل المدرسين، وهناك إمكانية لأن تكون فعالة في حالة تنفيذها على نحو مناسب.

فيعتبر التقويم مفيداً عندما يصل على نحو مقتضب وحازم وعملي، بحيث يدل الطالب إلى ما ينبغي القيام به بدلاً مما لا يقوم به للتو، ومن مثل من الأفضل القول الطالب كذا تابع العمل وليس أنت غير منتبه، وإضافة إلى ذلك فإن أقصى فائدة ممكنة من التغذية الراجعة التقويمية، بالنسبة للطالب في عندما يتم تقديمها عقب حدوث السلوك المشكل مباشرة وعلى نحو ثابت ومتسق.

وفي الختام ينبغي توخي الحذر من الإفراط في توظيف التغذية الراجعة التقويمية لطالب يتسم بالاندفاعية أو ضعف الانتباه، حيث إن تقديمها في الوقت الخاطئ قد يحولها عن غير قصد إلى معزز للسلوك المشكل، وتدل التجربة العملية في هذا المجال على ضرورة تقديم التعزيز الإيجابي من قبل المدرسين بنسبة تفوق استخدام العقاب التقويمي، أو أشكال أخرى من العقاب بثلاث مرات على الأقل، وينبغي أن يكون الفرق واضحاً بين التعزيز الإيجابي الذي يقدمه المدرسون لدى التزام الطالب بقانون والتقويم الكلامي المقدم عند عدم إذعان الطالب للقانون.


شارك المقالة: