التدهور المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


التدهور المعرفي في علم النفس:

التدهور المعرفي في علم النفس: هو عبارة عن ارتباك أو مشكلات في الذاكرة يتم الإبلاغ عنها ذاتيًا أو محيطياً، والتي كانت تحدث كثيرًا أو تزداد سوءًا خلال أوقات محددة في حياة الشخص، ويعد التدهور المعرفي المرتبط بالعمر مشكلة كبيرة، لا سيما بناءً على تزايد عدد كبار السن في المجتمع أي أنها توجد عند الذين يعانون من ضعف شديد في عملية الإدراك.

يساهم التدهور المعرفي في علم النفس في عبء كبير فيما يتعلق بتدني نوعية الحياة الفردية بالإضافة إلى الضغط النفسي على نظام الرعاية الصحية والصحة النفسية والمجتمع، أي أنه عبء لا يمكن توقعه إلا في تصاعده، ويعتبر فهم العوامل العصبية الحيوية التي تساهم في التدهور المعرفي مع التقدم في السن هو الخطوة الأولى في مكافحة هذه المشكلة النفسية.

تكمل النماذج النفسية للشيخوخة الدراسات البشرية، ويمكن أن تكون مفيدة للتحقيق في التغيرات العصبية الحيوية التي تكمن وراء التدهور المعرفي المرتبط بالعمر أيضاً، وفي نهاية المطاف، سيساهم استخدام هذه النماذج النفسية في اكتشاف خيارات علاج فعالة للإنسان الذين يعانون من ضعف في الإدراك وتدهور معرفي.

يمكن أن يحدث بعض التدهور المعرفي مع تقدم البالغين في العمر، ولكن نسيان كيفية أداء المهام الروتينية النفسية في كثير من الأحيان، على سبيل المثال، يعتبر التدهور المعرفي في علم النفس ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة ويمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على العيش والعمل بشكل مستقل.

قد يكون بعض الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي غير قادرين على رعاية أنفسهم أو أداء أنشطة الحياة اليومية، مثل إعداد الوجبات أو إدارة المواعيد الطبية أو إدارة شؤونهم المالية الشخصية، وقد تؤثر القيود في القدرة المعرفية على قدرة الشخص على إدارة نظم الأدوية بفعالية مما قد يؤدي إلى نتائج صحية سيئة للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب.

كيف يمكن الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي؟

يمكن أن يؤدي التدهور المعرفي في العديد من المجالات إلى صعوبة أداء المهام المهمة للحياة اليومية والحفاظ على الاستقلال النفسي طوال فترة الشيخوخة، وبالتالي فإن السؤال المهم الذي يجب مراعاته هو كيف يمكن للأفراد الحفاظ على القدرات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي؟

ارتبطت عدة عوامل بالوظيفة المعرفية المستمرة مع تقدم العمر، بما في ذلك مستوى التعليم ومستوى النشاط البدني والصحة النفسية ومشاعر الكفاءة الذاتية، بشكل عام تعتبر أنماط الحياة الصحية والنشطة التي تشمل النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة، والوقاية من الأمراض، وتجنب الصدمات النفسية، للحفاظ على القدرة المعرفية مع تقدم العمر.

دور التعليم في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

ترتبط مستويات التعليم العالي بأداء إدراكي أفضل خلال مرحلة البلوغ الأكبر سنًا، بحيث يؤثر مستوى التعليم على الوظيفة الإدراكية المعرفية سواء بشكل مباشر، من خلال تعزيز وظائف المخ، وبشكل غير مباشر، من خلال الأفراد ذوي التعليم العالي الذين هم أكثر عرضة للمشاركة في أنشطة التحفيز الفكري التي بدورها تحافظ على القدرات المعرفية.

دور الأنشطة في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

للنشاط البدني فوائد مختلفة للتدهور المعرفي ويؤثر بشكل إيجابي على الوظيفة الإدراكية بعدة طرق، على سبيل المثال، ثبت أن النشاط البدني يقلل من الاكتئاب الذي يمكن أن يسبب عجزًا معرفيًا، خاصةً لكبار السن ويزيد من الصحة البدنية العامة ويحسن نوعية الحياة.

وتفيد التمارين الشاقة بشكل مباشر وظائف المخ والجهاز العصبي المركزي، والتي تعتبر حيوية للحفاظ على القدرات المعرفية، وبناءً على ذلك، فإن أداء الأفراد النشطين هوائيًا أفضل في مقاييس الذاكرة العاملة والاستدلال وسرعة المعالجة مقارنةً بأولئك الذين يظهرون سلوكًا أكثر استقرارًا نفسياً.

دور الصحة البدنية في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

بالإضافة إلى التمارين الرياضية، ترتبط العديد من جوانب الصحة البدنية بالوظيفة الإدراكية، على سبيل المثال، تم العثور على مقياس فسيولوجي محدد، ذروة تدفق الزفير الرئوي، للتنبؤ بالقدرة المعرفية المستمرة مع تقدم العمر، ويرتبط هذا المؤشر الفسيولوجي بصحة القلب والأوعية الدموية ومستوى النشاط البدني.

وقد أشارت الدراسات على وجه الخصوص إلى أن الحفاظ على صحة الأوعية الدموية والقلب والأوعية الدموية أمر حيوي للوظيفة الإدراكية، على سبيل المثال، يرتبط انخفاض تدفق الدم الدماغي بضعف الأداء الإدراكي المعرفي، علاوة على ذلك، يرتبط ضعف صحة القلب والأوعية الدموية بزيادة حدوث السكتة الدماغية، وهي سبب رئيسي للتدهور المعرفي.

عدم وجود أمراض القلب والأوعية الدموية كان مرتبطًا بقدرة تفكير أفضل وسرعة أداء المعالجة المعرفية لكبار السن، ويمكن أن يؤدي عدد من الأمراض الأخرى، مثل مرض السكري وانتفاخ الرئة ومرض باركنسون ، إلى عجز في الإدراك الحسي بشكل عام، كلما قل عدد الأمراض المزمنة التي يعاني منها الشخص، زادت فرصه في الحفاظ على القدرات المعرفية مع تقدم العمر.

أنماط الحياة في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

بشكل عام يعد أسلوب الحياة الصحي مهمًا ليس فقط للصحة البدنية ولكن أيضًا للصحة النفسية، بحيث ترتبط السمنة بارتفاع معدل الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، والتي ترتبط بدورها بالتدهور المعرفي، وهي سبب رئيسي للضعف الإدراكي في التدهور المعرفي، فضلاً عن العديد من النتائج الصحية النفسية السيئة الأخرى، مما يؤثر سلبًا على الإدراك.

من الواضح أن إصابة الرأس الرضية تؤدي إلى ضعف إدراكي وترتبط بزيادة معدل الإصابة بالخرف في وقت لاحق في الحياة، لذلك يُنصح بالسلوك الوقائي البسيط، مثل استخدام أحزمة الأمان مع الأكياس الهوائية أثناء التواجد في السيارات واستخدام الخوذات أثناء ركوب الدراجات النارية أو الدراجات أو الدراجات البخارية.

الرفاهية النفسية في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

بالإضافة إلى الصحة الجسدية وأنماط الحياة الصحية والصحة النفسية، فإن الرفاهية النفسية مهمة للحفاظ على الوظيفة الإدراكية للتخلص من التدهور المعرفي، بحيث يمكن أن يؤثر موقف الفرد على أدائه المعرفي مع تقدم العمر على سبيل المثال ، ترتبط الكفاءة الذاتية، وهي تقييم إيجابي للقدرات المعرفية للفرد بتحسين الأداء الإدراكي في التدهور المعرفي.

وجد أن الأفراد الذين صنفوا شخصياتهم على أنها مرنة خلال منتصف العمر معرضون لخطر منخفض للتدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة، علاوة على ذلك، كان أداء الأفراد الذين أبدوا رضاهم عن إنجازات حياتهم خلال منتصف العمر أفضل في المقاييس المعرفية في وقت لاحق من الحياة.

الأنشطة الاجتماعية في الحفاظ على المهارات المعرفية وتجنب التدهور المعرفي:

يرتبط النشاط الاجتماعي المستدام أيضًا بالأداء المعرفي الأفضل، على سبيل المثال، وجد أن أولئك الذين يشاركون في الأنشطة الاجتماعية والمحلية والترفيهية هم أقل عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي، وبالمثل يعتبر أن كبار السن الذين يتمتعون بوضع اجتماعي اقتصادي مرتفع وكانوا نشطين اجتماعيًا قد عانوا من أقل تدهور معرفي.

تم تقليل مخاطر التدهور المعرفي للأفراد الذين قرأوا على نطاق واسع، وسافروا، وحضروا الأحداث الثقافية، وشاركوا في النوادي والجمعيات المهنية، وسعوا وراء فرص التعليم المستمر، بحيث تمثل جميع هذه النواحي ما يسبب ويرفع النفسية للفرد ويمنع من التدهور المعرفي.

كما تم ربط شبكات علم النفس الاجتماعية وأنظمة الدعم الواسعة، بما في ذلك العائلات السليمة، بتحسين الأداء الإدراكي مع تقدم العمر، بالمقابل تم تحديد الاكتئاب على أنه سبب نفسي أو بيولوجي لانخفاض الوظيفة الإدراكية، وبالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص، يمكن أن يظهر الاكتئاب على أنه تدهور معرفي.


شارك المقالة: